اعلان

بالمستندات.."أهل مصر"تكشف تلاعب مسئولي دمياط بالثروة السمكية لصالح "رجال الأعمال"..الشناوي:"نفسي أقابل السيسي وأحكيله عن الفساد"

"رحلة مؤلمة".. رصدتها "أهل مصر"، مع أحد المستثمرين الغلابة فى مصر.. ولمكانته التى لا تسمح له بنيل طلبه فهو لم يكن من كبار رجال الأعمال، أو ذات نفوذ داخل الدولة، للحصول على حقوقه الشرعية.. دائمًا ما نسمع من مسئولي الحكومة عن تشجيع الاستثمار وخاصة المستثمرين الصغار، قرار تلو الآخر وأحاديث رنانة عن هذا الأمر، ولكن التنفيذ مختلف كليًا على أرض الواقع، قد يكون فى بعض المواقع مغايرًا تمامًا للواقع "الآليم".

بعض المسئولين "فاشلين"، دائمًا ما يعطلوا إجراءات المستثمرين الصغار لصالح بعض رجال الأعمال، بحجة الثابتة، أن الأمر ليس قانوني.. جعل "أهل مصر"، تتساءل هل مايحدث مع المستثمرين الصغار، هل ذلك انتقام لتصدير الإحباط وإحجام تحسين جالاتهم المعيشية، أم أن مصالح "بيزنس رجال الأعمال السبب الرئيسي، التي دائمًا ما تكون سببًا فى إغتيال أحلام الغلابة.

من بين تلك القرارات القرار رقم 329 لسنة 1985 الخاص بتقنين المزارع السمكية على مستوى المحافظة، كان القرار بمثابة إشارة خضراء لـ "الغلابة"، الحالمون بالعمل تحت الأضواء، ليتوجه بسطاء دمياط العاملين بالمجال مسرعين إلى الثرورة السمكية، من أجل تقنين أوضاعهم، ولكن سرعان ما تبخرت كل تلك الأحلام، فأول ماوطأت أقدامهم إلى مبنى الثروة السمكية بدمياط، إصطدمت أحلامهم بالواقع الآليم، واكتشوفا عودة البيروقراطية والروتين القاتل إلى سابق عهده، كأنه أصبح من مميزات العمل الحكومي بكافة أنحاء المحروسة.

ويروي الحاج أحمد الشناوى أحد العاملين بالإستزراع السمكي بمنطقة الرحامنة التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، وهو أحد المستثمرين الصغار فى مصر، حكايته لـ"أهل مصر"، التى تعانى منذ عام 2015 وحتى الأن باحثًا عن الأمل الذى بثه بداخله أحد مسئولي وزراء الزراعة، عندما تحدث عن تقنين المزراع السمكية داخل الجمهورية، وبعد أن تأكد من وقوع مزرعته داخل الحيز، الذي وجب التقنين، بدأ رحلته مع التقنين وكانت تلك أحداث قصته الغريبة، قائلًا فى البداية: "أنا أول الناس اللى راحت تقنن بعد القرار ولحد الأن ماحدش سأل عني"، متابعًا: "أنا مش عارف ليه هما عايزين يزهقونا ولصالح مين اللى بيحصل ده، أنا لحد الآن ماحدش راضي يقننلي مزرعتي الصغيرة، ومنتظر إني اترمي فى الشارع، علمًا أن المزرعة دى مصدر رزقي الوحيد.. طيب أعمل إيه ؟!.

استكمل كلماته والدموع تتراكم فى عينيه.. قائلًا: "أنا عملت كل اللى أقدر عليه حتى تقابلت مع الدكتور منى محرز، التي أمرت بعض المسئولين بمعاينة المزرعة، وذلك لتقنينها، ولكن لا حياة لمن تنادي ولا حد سأل، لدرجة أنهم "فبركوا ورق" عشان يطلعوا مزرعتي خارج النطاق اللى دخل فى التقنين ومش عارف السبب لحد الآن، مطالبًا أن ينال حقه بما كفله له القانون، قائلًا: "أنا مش عايز غير حقي وثقتي القانون أنه هيرجع، وياريت لو السيد المحافظة يساعدنى أو يدلني على اللى يساعدني".

نواب الدائرة فى ذمة الله.. اشتكى عم أحمد، من عدم إهتمام نواب دائرته بتلك المشكلة رغم أنه حاول على حد قوله طرق أبوابهم عدة مرات ولكن دون جدوى، مطالبًا بتحرك أى منهم حتى ولو تليفونيًا فعبر قائلًا: "لو أى نائب من نواب الدائرة كلف نفسه مكالمة تليفون كان الموضوع انتهى من زمان"، يارب أقف معايا، أنا عارف نواب من دوائر تانية فى محافظات تانية ومش عارف النواب بتعونا هنا، لإني مابشوفهومش، ولو حبيت أعرض الأمر على حد من نواب الدائرة عندنا مش هلاقيه أصلًا، طب أعمل إيه؟!

وأعرب عم أحمد، عن استيائه من الانتخابات البرلمانية، قائلًا: "مش هانتخب حد تاني وآخر مرة هاروح انتخابات، خاصة انتخابات مجلس النواب، لإنى بصراحة انتخبت ناس ماخدمتنيش ولا شوفتهم تاني بعد نجاحهم".

مشروع "السيسى" ببركة غليون أعاد الآمل مره آخرى، ونفسى أقابل الريس، وهي نفس طريقة عم حمام، التي جعلته يتمنى مقابلة الرئيس "السيسي"، ليخبره بما يدور داخل جدران تلك المبنى، الذى يحتوى على آلاف الأفدنة بغرض الإستزراع السمكي، قائلًا: "نفسى أقابل السيسي، وأقوله على اللى بيدور وقد إيه هما بيجاملوا بعض وبيعملوا لمصلحة رجال الأعمال الكبار بس"، متسائلًا: "لماذا يتعمد بعض موظفي الدولة إفشال مخططات الريس؟! ولصالح مين؟!".

وتابع: "هناك بعض الموظفين يتعمدون تعطيل العمل لأهداف غير معلومة، حيث جاء على لسانه "فيه موظفين قرفونا فى عيشتنا، وبيطلعوا طلبات مش منطقية بغرض تطفيشنا أو إننا نزهق ومانروحش تاني".

وأضاف: "أنا مش مستبعد إن الكلام ده بيتم عشان رجال أعمال كبار، لإن فيه مجموعة من رجال الأعمال مأجرين أكثر من 350 فدان بالمنطقة اللى جنبىي، ولو أنا قننت هابقى عقبة قدامهم لرغبتهم فى السيطرة على المنطقة كاملًا ويشغلونا عندهم بالأجرة، وأنا جالى مسئول كبير عايز يأخد مني المزرعة، ولكنى رفضت وقولت إنهم هاقننوها ليا ولحد الآن لا حياة لمن تنادي".

واختتم الرجل حديثه، لـ"أهل مصر"، بذكر مشروع بركة "غليون"، الذي افتتحه الرئيس "السيسي" فى محافظة كفر الشيخ، قائلًا: "المشروع أعاد الأمل له من جديد، وأنه سيستمر فى طلبه بالتقنين حتى ينال ما يريد"، المشروع طمنا كتير وأنا عارف إن فيه خونه فى أجهزة الدولة عايزة تتعبنا وأنا هفضل أطالب بتقنين مزرعتي حتى الموت".

وبنظرة حزن عميقة.. بعد لحظة صمت.. عايز أوصل رسالة إلى محافظ دمياط: "أنت هنا مسؤل عني ولو ماساعدتنيش هنتقابل فى الآخره تاني، أنا مش عايز إحسان من حد، أنا كل اللى عايزة إنكوا تطبقوا القانون وتدونى حقي اللى يضمنلي إنى أعيش فى آمان"، قائلًا وهو يبكي: "أنا لو كنت من كبار رجال الأعمال، كنت خدت المزرعة وقننتها وأنا حاط رجل على رجل، لإنهم هايخدموني، إنما أنا غلبان والناس دى ما بتخدمش الغلابة اللى زي العبد لله".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً