اعلان

"نقل السفارة".. ترامب يغير خريطة الوطن العربي بمبدأ "بص العصفورة"

كتب : سها صلاح

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حسم أمره في قضية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن التساؤل هنا هل هذا حل للأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية، أم تمهيد لما يعرف بـ"صفقة القرن"؟أم أن نقل السفارة الأمريكية للقدس مجرد إلهاء عن التشييع الإيراني للمنطقة، وقضية نفط كركوك، وتغلغل الدب الروسي في بلاد الشام؟

ويجب أن نعي أنها حلقة تكمل بعضها البعض فقضية البوابات الإلكترونية في الصيف الماضي؛ تندرج ضمن نفس الاستراتيجية التي تعتمد بالأساس في تقدمها إلى الأمام على ردة فعل أطراف الصراع، فلولا ردة الفعل الشعبي الفلسطينية على تلك الخطوة، لاستطاعت الولايات المتحدة تغيير الوضع القائم في الحرم وإشراك إسرائيل في إدارته لإيجاد مكان لليهود داخل أسواره ضمن الحل النهائي الأمريكي المستقبلي لما يعرف بـ"صفقة القرن"، ومن ثم تشييع المنطقة للقضاء علي السنة تدريجياً، وفي المقابل فإن علي استعداد لتلبية الأغراض الأمريكية و الإسرائيلية مقابل مفاعلها النووي بأس ثمن حتي لو أن هذا الثمن هو القدس أو الدول العربية بأكملها.

عليه فمن الجلي اليوم أن التصور الأمريكي لقضية القدس ضمن"صفقة القرن"؛ هو أن تكون المدينة بشطريها عاصمة لإسرائيل؛ بمعنى أن قرابة 5% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، والتي ضمتها إسرائيل لها بواسطة مستوطناتها وجدارها العازل ضمن حدود القدس الكبرى؛ أصبحت خارج طاولة التفاوض، وأن أي مفاوضات قادمة ستكون على تلك المستوطنات؛ التي لا زالت خارج حدود القدس الكبرى، والتى أصبحت اليوم مدينة بمساحة 50 كم مربع، وأن عاصمة أي دولة فلسطينية طبقا لتلك المحددات لن تتعدى الحدود الغربية لضاحيتي أبوديس والعيزرية، وهو ما أكدته تسريبات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست".

أن ما يحدث اليوم في القدس ليس جديداً فهو حل توراتي لايمت بصلة للسياسة بل أنها "صفقة قرن" توراتية إنجيلية كما أقرها التلمود اليهودي والتي تتحول فيها شعوب المنطقة خداماً لشعب الله المختار وفقاً لزعم الصهاينة.

-أربعة حروب في وجه ترامب

وكشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن مبادئ ترامب وإدارته في السياسة الخارجية بناء على خطابات الرئيس الاميركي المنتخب وكبار مساعديه، وقدم تحليلاته حول كيفية تطور هذه المواقف، وطرح قضايا عديدة معتبرا " أن الادارة الجديدة منذ وصولها سوف تصطدم بأربعة حروب كبيرة ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وستواجه ايضا ازمات اخرى في العالم العربي ومنها كيفية الانتصار على داعش والعلاقة مع روسيا في المنطقة، والاتفاق الايراني، واعادة الشراكة مع مصر والخليج، ومواجهة الارهاب في المنطقة وصولا إلى الساحل الافريقي ثم التعاون الاقتصادي ومسائل تتعلق بالاوضاع الاجتماعية.

-ليبيا إلي اللاستقرار

هناك موقفان الاول والذي يتضمن الاعتراف بالستاتيكو القائم حاليا ضمن السلطة أي الإتفاق بين البرلمان والجيش والسلطة في طرابلس، اما الآخر فهو الذي يمكن ان يقوم على تعديل هذا الستاتيكو وتوحيد القوى ضمن مظلة الجيش وتجريد الميليشيات من سلاحها وفق اتفاقيات سياسية وتأليف حكومة تضم جميع الاطياف في طرابلس، وتامين حدود ليبيا بالتعاون مع الدول المجاورة والاتحاد الاوروبي للإنتقال من مرحلة اللاستقرار الى مرحلة الاستقرار.

كما أن ليبيا ستُقسم أيضا كما يبدو إلى ثلاثة كيانات هي في الغرب سيسيطر من يؤيدون ثورة 17 فبراير الذين حاربوا القذافي، وفي الشرق سيسيطر الجنرال الخليفة خفتر الذي يحارب الاسلام المتطرف، وفي الجنوب ستسيطر القبائل البدوية وستقام هناك دولة القبائل.

-سوريا مقسمة إلى أربع مناطق

تعتبر سوريا الآن تحت وصاية روسيا التي وضعت يدها علي بلاد الشام بالاتفاق مع امريكا لتقسيم المنطقة ، وإعتبرت الواشنطن بوست أن سوريا حاليًا مقسمة إلى أربع مناطق، منطقة تواجد داعش، والاكراد، والفصائل المسلحة التي تضم فصائل اسلامية، ومنطقة النظام التي تحظى بحماية القوات الروسية.

وستشهد سوريا بضع تغييرات خلال الفترة الحاليية يحاول ترامب بعد الانظار عنها من خلال "فقاعة" نقل السفارة إلي القدس، و هي تفاهمات مع تركيا من قبل الادارة الامريكية بشأن مناطق الاكراد و في نفس الوقت تمكين الاكراد من الرقة و إعلان دولة كردية هناك بالالتحام مع اعلان دولة كردية في كركوك العراق للحفاظ علي النفط تحت وصاية امريكا.

ولبنان مقسم بالفعل، فايران، بتأييد حزب الله، لا تسمح بانتخاب رئيس مسيحي يحظى بالاجماع الكامل من قبل الشعب، لكن الميل هو أن يكون جنوب لبنان تابع لحزب الله.

والدروز يقومون بإدارة حياتهم في الجبال كما فعلوا على مدى مئات السنين، ومن شرق بيروت إلى طرابلس يسيطر المسيحيون.

أما في طرابلس وفي أجزاء كبيرة من العاصمة يسيطر السنيون، سيقيم العلويون في سوريا ومؤيدوهم الشيعة دولتهم في طرطوس والمسلمون السنة سيقيمون دولة في حلب، وفي شمال القامشلي سيقام كيان كردي يتصل سياسيا وجغرافيا مع جمهورية كردستان.

-اليمن.. حماية الممرات المائية ودعم الحلفاء

أما في اليمن فهناك تصميم من قبل امريكا لتحويلها كالعراق من خلال التقسيم بين الحوثيين و السنة بأن تظل الحرب قائمة للاستفادة من الممرات المائية في الخليج والبحر الاحمر وفقاً للمصالح الأمريكية وستدعم امريكا أيضاً الامارات والسعودية في جهدهما بمواجهة الارهاب في اليمن في الظاهر وستدعم الحوثيين بشكل خفي.

-الاتفاق النووي ناقص

ترامب يعتبر ان الاتفاق النووي مع ايران يحتوي على نواقص ولكن تلك ليست القضية الحقيقية لكن الحقيقة هي أن امريكا تحاول الضغط علي إيران بالاتفاق النووي لتشييع المنطقة ولكن بفكر أمريكي.

-سفارة أميركية في القدس

إن مسألة السلام الفلسطيني- الاسرائيلي موجودة دائماً علي الأجندة الأمريكية ولكن بما يتوافق مع مصالح امريكا ثم إسرائيل، والآن فإن مصالح امريكا تتعارض مع بعض الدول الأخري خاصة روسيا التي اتهمها الكونجرس الأمريكي بالتدخل في تزوير العملية الانتاخابية الأمريكية التي جاءت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
4 تريليونات جنيه زيادة.. وزير المالية يكشف تفاصيل الموازنة الجديدة 2024/2025 أمام النواب