اعلان
اعلان

السلطان عبد الحميد الثاني المُفترَى عليه.. الذي رفض رِشوة الصهاينة لبيع القدس

هب أن السلطان عبد الحميد خان الثاني، خليفة المسلمين في عصر الدولة العثمانية، قد عاد إلى الحياة، فتخيل معي كيف كان سيكون رد فعله على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والتي رفض جلالته بيع أو منح شبر واحد من أرضها للصهاينة بزعامة مؤسس الصهيونية العالمية تيودور هرتزل.

السلطان العثماني و خليفة المسلمين رقم 104، منذ بدء نظام حكم الدولة الإسلامية المتعاقب كخلافات، منذ الصديق رضي الله عنه، و هو السلطان الدولة العثمانية الـ34 عبدالحميد الخان الثاني، الذي بدأ في عهده تنفيذ المخطط لبناء دولة الصهاينة بشكل فعلي على أرض الواقع، في العصر الحديث، بعدما كان سابقا إبان الحملات و الاحتلال الصليبي للقدس زهاء مائة عام حتى عام التحرير على يد المجاهد الناصر السلطان صلاح الدين الأيوبي.

-رفضه بيع القدس

ومن خلال معلومات تعود لعام 1975 كشفت تورط الصهاينة في إزاحة السلطان عبدالحميد عن الحكم بعد رفضه السماح لهم بدخول فلسطين،

وبدأت القصة عندما رفض السلطان عبدالحميد الثاني بيع فلسطين لرئيس الوكالة اليهودية ثيودور هرتزل الذي زار إسطنبول في يونيو 1896 وحاول إقناع السلطان بالسماح لليهود الهجرة إلى فلسطين مقابل سداد ديون الدولة العثمانية بشكل كامل، والذي عرض عليه أيضاً 5 مليون قطعة ذهبية و كان معه حينها كمال أتاتورك الذي كان ينتمي ليهود الدونما والذي انهارت عليه يديه الخلافة الإسلامية 1924.

-خطط صهيونية سرية

وتؤكد المصادر التاريخية أن عبد الحميد الثاني كان على علم تام بالخطط الصهيونية تجاه فلسطين منذ 1882 بعد بدء الجماعات اليهودية بعقد اجتماعات سرية في بعض الدول الأوروبية والقيصرية الروسية من أجل تأسيس دولة يهودية تجمعهم وتراثهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم في فلسطين وكان المُحرك الأساسي لهذه المؤتمرات والاجتماعات المفكر اليهودي ثيودر هرتزل الذي قال في 1896 "اليهود قومية بلا وطن، ولا تُحل قضيتهم إلا من خلال وطن جامع لهم ولا بد أن يكون هذا الوطن في أرض الله الموعودة "فلسطين" وإن لم ننجح بأخذ فلسطين يمكن أن يكون وطننا في أوغندا أو الأرجنتين ولكن لا بد أن يكون موعدنا في فلسطين الأرض التي وهبنا إياها الرب.

-مؤتمر الوطن اليهودي

ومن أجل تحقيق ذلك أقيم مؤتمر في 29 أغسطس 1879 بدعوة اليهود في جميع أنحاء العالم إلى الاجتماع في مدينة "بال" السويسرية لمناقشة قضية الوطن اليهودي ومن أجل تحقيق هذا الهدف اتخذ المؤتمر بعض القرارات مثل:

ـ تشكيل المنظمة اليهودية العالمية بقيادة ثيودر هرتزل لتجميع اليهود في جميع أنحاء العالم

ـ تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين

ـ اتخاذ السبل وجميع التدابير اللازمة للحصول على تأييد دول العالم للهدف اليهودي وتبنيه

ـ تشكل الجهاز التنفيذي "الوكالة اليهودية" لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر

-محاولات فاشلة لاستقطابه

وفي ذلك الحين كان السلطان عبدالحميد الثاني يعلم كل شئ عن ما يفكر به "هرتزل" و ماتقوم به الصهيونية لأنه كان يملك أقوى جهاز مخابرات في ذلك الوقت، ولحماية فلسطين من الهجرات اليهودية أصدر السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 مذكرة قانونية بعنوان "مذكرة الأراضي العثمانية" ووفقاً لهذه المذكرة القانونية منع السلطان عبد الحميد الثاني بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود وجهز وحدة شرطة خاصة للقيام بهذا الأمر ومتابعته.

حينها رأي هرتزل أن السلطان عبد الحميد الثاني يشكل عائق كبير أمام الأهداف الصهيونية بفلسطين، فحاول إقناع صديقه نيوزلينسكي و الذي كان لديه علاقة طيبة مع السلطان عبد الحميد الثاني بالتوسط له لدى السلطان للقائه، وقبل عبد الحميد الثاني وساطة نيوزلينسكي،وكان السلطان يحرص على توثيق جميع اجتماعاته ولقاءاته.

-وثيقة الاجتماع بين "هرتزل"و "عبد الحميد الثاني"

ووفقاً للوثيقة التي وثقت هذا الاجتماع؛ بدأ هرتزل قوله بتعبيره عن خالص احترامه وتقديره للسلطان الكبير عبد الحميد الثاني ومن ثم تطرق إلى موضوع فلسطين قائلًا "إن الأمة اليهودية ومنذ زمن طويلة تتعرض لأقوى وأبشع أنواع الذل والاستحقار والإقصاء، ومن أجل تخليصها من أنواع العذاب الشرسة هذه، فإن كل ما نريده هو قبولكم لهجرتهم لفلسطين لا لشيء سوى إنقاذهم من التمييز البشع الذي يتعرضون له في أوروبا والقيصرية الروسية وأتعهد لكم في مقابل قبولكم هذا بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وحتى تزويد الميزانية والخزينة العثمانية بفائض عن حاجتها".

فرد عليه السلطان العثماني بالقول "لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليست ملكاً لشخصي، بل هي ملكٌ للأمة الإسلامية تحت إدارة خلافتها في الدولة العثمانية، نحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ولن نسلمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة، وو الله لئن قطَعتم جسدي قطعة قطعة فلن أتخلى عن شبرٍ واحد من فلسطين و أنا حي و سلطان أحكم في مقام الخليفة".

-السلطان الثائر يتخذ إجراءات صارمة ضد اليهود

و قد زار هرتزل إسطنبول مابين 1896 إلى 1902 5 مرات و فعل كل مابوسعه من أجل الحصول على موافقة عثمانية بالسماح لليهود بالهجرة لفلسطين ولكن دون منفعة.

وأكدت المصادر التاريخية بأن السلطان عبدالحميد أمر بتشديد الإجراءات الأمنية على فلسطين وأمر بتشديد الإجراءات الأمنية على تنفيذ قانون "الإرادة الثانية" الذي صدر عام 1883 والذي نص على جعل 80% من أراضي فلسطين أراضي وقف تابعة للدولة و20% أرض ملك خاص، ومن ضمن هذه الأراضي الخاصة كانت عائلة سرسق اللبنانية تمتلك 0,3% منها أي 0,3% من مساحة فلسطين كاملة وباعت عائلة سرسق هذه الأراضي لليهود بشكل غير مباشر وتمكن اليهود من الحصول على أول قطع أرض بشكل رسمي من خلال عائلة سرسق.

وكانت هناك بطاقة تسمح لليهودي القادم لفلسطين بالمكوث فيها لمدة شهر كحد أقصى، وبناء على ذلك طلب من السلطات المعنية في الدولة العثمانية سحب جوازات سفرهم وإعادتها إليهم بعد انقضاء المدة والرجوع إلى بلادهم.

-الماسونية تحاول التخلص من خليفة المسلمين

وكشفت وثائق عالمية عن وجود مراجع بريطانية كبيرة تؤكد دور الماسونية العالمية في التخلص من "عبدالحميد"، وكيف بدأت المؤامرات في سنة 1890 تزداد على السلطنة العثمانية بين قوى المعارضة الداخلية والخارجية.

كما أن المتآمرين على "عبدالحميد" أخذوا فتوى شرعية تحت تهديد السلاح من مفتي الديار الإسلامية، "محمد ضياء الدين"، في العام 1909، للتخلص من حكم السلطان العثماني.

وسلمه قرار الفتوى بجواز عزله من مقام الخلافة و كمنصب السلطان للدولة العلية العثملنية إيمانويل كاراسو صديق هرتزل ، والذي انشأ جمعية الاتحاد والترقي مع كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة و الشخص الرئيسي في إلغاء الخلافة الإسلامية التي استمرت منذ موت النبي صلى الله عليه و سلم و حتى عام 1924 م، فقال لهم السلطان عبد الحميد خان الثاني: ألم تجدوا سوى يهودي ليسلم خليفة المسلمين قرار خلعه؟؟ بئس الناس أنتم، رحم الله السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان يرعب عروش العالم و قلوب الصهاينة بكلمة واحدة بين شفتيه وهي "الجهاد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً