المعديات النهرية بالغربية.. عبور إلى الموت عبر طريق الخوف (صور)

مراكب ومعديات أكل عليها الدهر وشرب، غطى الصدأ معالمها حتى طمسها، فرسم شبح الموت على جنباتها، ليحصد عزرائيل أرواح الصغير والكبير، فضلًا عن مجرى مائي غير ممهد تنتشر فيه القمامة والبوص وورد النيل، والمسئولون لا يشعرون بالمسئولية، وشرطة المسطحات المائية تحصل الغرامات غير آبهة لما سيحدث للأطفال وكبار السن.تنتشر المعديات داخل وخارج محافظة الغربية، لربط القرى ببعضها وعزب صغيره، ذنبهم الوحيد هو أنهم ولدوا على ضفاف النيل، فالكثير من البشر ترى مجرد التواجد بمجازات نهر، نعمة من نعم الله، لكن تلك النعمة تحولت لنقمة على أهالي الغربية البسطاء فلا هم مستفيدون من النهر ولا يتوفر لديهم وسائل نقل آدمية.تجاوزت عدد المعديات بالغربية 15 معدية بينها المرخص والغير مرخص تنتشر على ضفاف فروع النيل "دمياط ورشيد" بمدينة سمنود والمحلة الكبرى وكفر الزيات، ومنها ما يربط الغربية بالدقهلية، تنقل يوميًا مالا يقل عن ألف شخص يوميًا وتزداد الأعداد في فترة المدارس.وقالت "أمنية رأفت"، إن المعديات التي نستقلها يوميًا تمثل رعب كبير، حيث ترتجف قلوبنا عند وضع أقدامنا في تلك العلب الصفيح، ولكن لا سبيل أمامنا سواها فى ظل غياب المسئولين نقع فى شباك الموت بالغرق أو الاحتراق.وأضاف "محمود صابر"، أحد الأهالى: "عندي 4 أولاد فى مراحل الدراسة المختلفة، بدفع 24 جنيه مواصلات يوميا ذهاب وعودة، هذا إلى جانب الخوف الذى أعيشه يوميا بسبب القلق على أولادى".وقال "محمد أنور"سائق معدية، "أسعار المواصلات في كافة المناطق زادت إلا المعديات، كل ما نجمعه شهريًا لا يتخطى ثمن عمرة واحدة، حتى حبال السحب تضاعف ثمنها، والمسئولون لا يفعلون شيئا غير تحصيل الغرامات فقط ولا تضع فى الاعتبار أرواحنا ولا أرواح المواطنين، حتى أن البيئة والري لا يطهرون المياه من ورد النيل الذي يتعلق بالمركب من الأسفل وقد يتسبب في انقلابها كما حدث من بضع سنوات".وعلى صعيد متصل تقول وفاء الطوبجى:"المعديات دي معظمها غير مرخص ومتهالك بس مفيش بديل وبتحصل حالات غرق كتير وكل يوم نركبها نقول يا رب سلم دا غير التعريفة المتزايدة بصفة مستمرة".وعلى صعيد متصل صرح اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أنه تم وضع خطة لمواجهه مشاكل المعديات المتسببة في رعب للمواطنين، حيث بدأت أول خطوة بتغير المعديات بمنطقة كفر يزيد والمحلة الكبرى على بحر شبين واستبدالها بكوبري عائم بتكلفة 2 مليون و47 ألف جنية لخدمة القرى المعزولة عن الحضر بفرع النيل وجارى حصر تلك المعديات ووضع سبل السيطرة عليها لإنقاذ الأبرياء".