اعلان

إهداء محسن تكتب: متى تتغير نظرة المجتمع للمطلقة؟

كتب :

الطلاق وفقا لتعالم أي شريعة سماوية هو الانفصال بين الزوجين، وللأسف الشديد في المجتمعات العربية وخصوصا المجتمع المصري بعد حصول المرأة علي هذا اللقب البغيض يتحول كل شيء في حياتها إلى النقيض، فقد صارت المتهمة حتى لو كانت هي الضحية والمجني عليها.. العيون تلاحقها بنظرات مريبة وخطواتها محسوبة، كما أصبحت كائنا غير مرحب به حتى في محيط صديقاتها لأن المريضات نفسيا منهن واللاتي يفقدن الثقة يتوهمن أن هذه المطلقة قد تلقي شباكها لاصطياد زوجها، والسيدة التي تعادي صديقتها المطلقة إما لعدم ثقتها في نفسها أو إدراكها أن زوجها لا يحبها ويتحين الفرصة للارتماء في أحضان أخرى.

كما أن نظرات الاتهام تحاصر المطلقة من كل حدب وصوب حتي في محيط الأسرة، البعض من الأقارب والأهل يتعامل مع المطلقة على أنها عار يجب أن يتوارى منه، كما يقيمها آخرون بأنها سيدة فاشلة في حياتها ومن المفترض أن تتقوقع على نفسها حتى تصعد روحها إلى بارئها، وهؤلاء ظالمون أنصفوا الجلاد على حساب الضحية ووضعوا الظالم والمظلوم في كفة واحدة ولم ينظروا إلى جحيم عاشته هذه السيدة مع رجل فظ غليظ القلب أو به من العيوب ما لايطاق، كما تناسوا أن الأديان منحت حقوق الطلاق إن استحالت العشرة فكيف يحرمون ما أحله الله؟

وتعاني المطلقة من الأقاويل والحكايات وتلوكها الألسنة في مكان إقامتها وعملها ما يقعها في فخ الاضطرابات النفسية، وهنا تحتاج لمن يدعمها نفسيا ووجدانيا لتتخطى أزمتها حتى تستطيع الثبات والوقوف على قدميها مجددا ولكن ما تلبث أن تنصدم بالواقع الأليم حيت تعامل على أنها امرأة لعوب تنوي اختطاف أي رجل متزوج وأنها من الممكن أن ترضي بأي علاقة غير مناسبة، وتعامل من الرجال ذوي النفوس الضعيفة على أنها لقمة سائغة سهلة المنال فيحاولون استمالتها بشتى الطرق تحت مسمى الحب والعاطفة.

وتركض المطلقة محاولة أن تثبت للجميع أنها شريفة ومستقلة وناجحة وليست "خطافة رجال" ولكل قاعدة شواذ طبعا ومع التطور التكنولوجي والتطور الثقافي من المفترض أن تتغير نظرة المجتمع لها وأن تقوم المؤسسات المعنية باحتوائها وتقديم يد العون ونشر الوعي الثقافي بالمشكلة بدلا من اعتبارها منحرفة وأن طلاقها عار ممكن أن تكون ليس لها ذنب فيه لأن تلك النظرة يمكنها أن تحول المطلقة لمرأة عدوانية ناقمة على مجتمعها وحاقدة على ظروفها ورافضة للعمل والنجاح وذلك من شأنه أن يعرقل نجاحها وتقدمها.

يا سادة الطلاق تجربة قاسية تتعرض لها أي سيدة مثقفة أو جميلة لا توجد معايير لها فهي تحدث لظروف عدة بعد استحالة استمرار الحياة تحت سقف واحد بين الزوجين، المطلقة ليست بضاعة مستعملة وليس لها فترة صلاحية تنتهي بالطلاق.. لذا رفقا بالمطلقات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً