اعلان

الإخوان وداعش.. "اعتصام رابعة" مهد لشباب الجماعة الانضمام لأخطر تنظيم إرهابي.. وخبراء: القيادات حرضوا الشباب على العنف

أحكامٌ مشددة أصدرتها محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، في حق الخلية المتعارف عليها إعلاميا بـ"داعش ليبيا" تمثلت في الإعدام شنقًا لـ7 متهمين والمؤبد لـ10 أخرين والمشدد 15 عامًا لـ3 متهمين.

تلك الأحكام صدرت بعد اعتراف المتهم الثالث محمود عبدالسميع محمد عبدالسميع، الشهير بـ"محمود السمالوسي" وصاحب كنية "أبومسلم"، بالتعرف على أصدقائه في التنظيم خلال تواجدهم في اعتصام رابعة العدوية، وتناول الحديث عن تكفير الحاكم، بحسب حيثيات الحكم.

لم يكن هذا نموذجا فريدًا من نوعه، فهناك نماذج آخرى، ساهمت في تفجير الكنائس الثلاث "البطرسیة بالعباسیة، المرقسیة بالاسكندریة ومارجرجس بالغربیة» بالإضافة إلى الهجوم على كمين النقب، والذين أكدوا في التحقيقات أنهم شاركوا بشكل أو بأخر في اعتصام رابعة العدوية الذي دعت له جماعة الإخوان المسلمين لمناصرة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

وبحسب دراسة دولية صدرت عن «مركز الدين والجغرافيا السياسية في بريطانيا»، فإن 50% من المتطرفين لديهم روابط بجماعة الإخوان أو بتنظيمات مرتبطة بالإخوان، وبحماس 12%، وباتحاد المحاكم الإسلامية بالصومال 8%، ولجنة الشبيبة الإسلامية 7%، والجبهة الإسلامية للإنقاذ 5%، وبلغت نسبة المرتبطين بجماعات آخرى 30%.

تأخذنا هذه الاعترافات بجانب تلك البيانات إلى الأطروحات التي ترجح أن يكون اعتصام رابعة العدوية كان معقلًا للفكر التكفيري المتطرف الداعي إلى العنف، لكن تبقى الأسئلة حائرًا "لماذا طرحت فكرة العنف في رابعة؟ ومن الذي بدأ بالدعوة لها؟، ولماذا انتشر هذا النهج بعد الفض؟".

يجيب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان، سامح عيد، عن هذه الأسئلة، ليؤكد أنه خلال اعتصام رابعة والنهضة حرصت قيادات الجماعة وعدد من كوادر الجماعات الإسلامية، على توجيه الخطابات المحرضة على العنف للمعتصمين والشباب، والدعوة للقتال ضد قوات الأمن وضد الدولة.

وأوضح عيد، أن جماعة الإخوان تتحمل النصيب الأكبر في الدماء التي أريقت، خاصة أنهم بدأوا الحديث عن التسليح خلال الاعتصام، وكان الأمن مضطرًا أن يفض ميداني الاعتصام بعد تطور الموضوع إلى هذا الحد.

بينما اعتبر القيادي المنشق عن جماعة الإخوان ونائب رئيس حزب المحافظين، ثروت الخرباوي، تصريحات المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، أحمد رامي، بشأن اعترافه بانضمام بعض شباب الإخوان إلى تنظيم داعش كان من أجل التهديد فقط.

وأشار الخرباوي، إلى أن "رامي" كان يقصد أن مع استمرار الضغوط على الإخوان سيتسرب شباب الجماعة من تحت يدهم وسينضمون لداعش، وهنا لا يمكن السيطرة عليهم.

ربما كان تصريح "الخرباوي" الأخير دافعًا فعلًا لتحول بعض الأفراد المشاركة في الاعتصام إلى التطرف نتيجة التعامل معهم بشكل عنيف من قبل قادتهم التي أجبرتهم على استخدام العنف تجاه الأمن الذي تعامل معهم بنفس النهج أيضًا.

بينما استشهد عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، الشيخ رسمي عجلان، باعترافات الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر الأب الروحي لجماعة الإخوان، يناير2016، أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبوبكر البغدادي، كان من المنتمين للإخوان.

وتابع القرضاوي، خلال المقطع المرئي: "البغدادي كان له نزعة قيادية ما حثه على الانضمام لتنظيم داعش بعد خروجه من السجن مباشرة".

ويرى الباحث المغربي في الفكر المتشدد محمد عبد الوهاب رفيقي، أن العديد من الجماعات الجهادية كانت منشقة عن جماعة الإخوان، ما يعني أن الكتابات الأدبية الأولى للإخوان التي أنتجها سيد قطب أصّلت لمفهوم العنف والجاهلية والحاكمية.

ويضيف رفيقي، أن الجماعة طورت من نفسها، وتجاوزت عمليًا الكثير من هذه النظريات، وظهر هذا جليا خلال ردود بعض الأفراد من داخل الجماعة اختلفت مع أطروحة سيد قطب.

بينما يعتبر الكاتب الجزائري فاروق طيفور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر العاصمة، أن فكر الإخوان بريء من عنف داعش؛ لأن الأخير تطور داخل العالم المفاهيمي للجهاد العالمي، والانفلات من القيود المفروضة من القيادة المركزية، تجاوبًا مع ما تفرضه الأوضاع على الأرض، والاختلاف حول الوسائل الأجدى لتحقيق الخلافة الإسلامية.

واستشهد طيفور، بتصريح سابق للرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أثناء زيارته فرنسا عام 1993، والذي نفى فيه صفة العنف والإرهاب عن الإخوان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والفتح في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | التشكيل