اعلان

تفاصيل صفقة بيع القدس.. 10 معلومات عن "أبو ديس" العاصمة البديلة للفلسطينيين

كتب : سها صلاح

اندلعت ثورات الربيع العربي في جميع بلدان العالم دون الأردن فهي الواحة الآمنة دائمًا، كل ما يفعله صناع القرار بتلك الدولة الشجب والإدانة لأي واقع تعيشه أي دولة عربية أخرى.

فلم يخرج شعبها ضد الملك عبد الله الثاني أثناء ثورات الربيع العربي، ورغم خروج احتجاجات علي فساد وأنظمة قامعة إلا أن واحدة من تلك المظاهرات لم تظهر في العلن، خاصة بعد تمكين جماعة الاخوان المحظورة من تلابيب الحكم في المملكة الهاشمية.

ففي 2006 كانت الإحتجاجات من أهم مقوماتها هم أبناء الطبقات العاملة، ومن أسباب المظاهرات حينها كانت الفساد وخصخصة الشركات، وفى 2010 إنضمت العديد من الطبقات الأخرى لهذه الإحتجاجات، ومع إنطلاق ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر، نجح العديد من النشطاء فى الأردن إلى شحن جميع طوائف الشعب ضد الحكومة الأردنية.

وفى عام 2011 وتحديد فى السابع من يناير، خرجت أول مظاهرة فعلية فى أحد قرى العاصمة الأردنية عمان، وإنتشرت الإحتجاجات حينها فى أماكن متفرقة من العاصمة الأردنية، وكان هناك بعض الأحزاب المعارضة مترددة فى المشاركة فى المظاهرات أم لا، والبعض سمح بمشاركة شباب تلك الأحزاب لكن دون أى إعلان رسمى من تلك الأحزاب.

وظهرت جماعة الأخوان المسلمون على الساحة الأردنية، وأرادوا تغيير نظام الحكم وتغيير السلطة فى المملكة الأردنية،وظنت العديد من القوى السياسية فى الأردن أن هناك شئ مريب قد يحدث بعد ظهور جماعة الإخوان، خاصًة أنهم إندمجوا بشكل جيد فى بداية التظاهرات مع الأحزاب اليسارية، وأكد الجميع على إذا إستمرت هذه المظاهرات ستندلع ثورة فى الأردن، لكن لم يحدث ذلك والسبب وراء ذلك هو تنسيق صناع القرار في الأردن مع الإخوان والولايات المتحدة، هذا هو ماجعل الأردن في النهاية واحة آمنة ولكن لوقت محدد.

حيث كشفت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية عن مفاجأة من العيار الثقيل من شأنها أن تقلب موازين الأمور في المملكة الهاشمية، حيث أكدت الصحيفة وفقًا لمصادرها أن باسم عوض الله الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني والمستشار الحال لولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من اقترح على الأخير تسمية بلدة "أبو ديس" الفلسطينية عاصمة للدولة الفلسطينية المقترحة ضمن ما يعرف بـ"صفقة القرن" التي تحاول الولايات المتحدة تسويقها وفرضها للقضاء على القضية الفلسطينية، وبدأت خطواتها بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في خطوة وافق عليها صناع القرار في الأردن وليس الشعب.

وأضافت الصحيفة أن "عوض الله" أشتري نصف أراضي قرية "أبو ديس" بأموال أردنية كما اشترى أراضٍ شاطئية في العقبة قبيل تحويلها لمنطقة إقتصادية خاصة، لتمرير صفقة القرن للي ذراع السلطة الفلسطينية بقبول "أبو ديس" عاصمة بدلًا من القدس، ولكن فضلت الأردن أن تبقي خلف الستار، وتضع السعودية في الواجهة.

وأوضحت الصحيفة أن اخطة اخوان الأردن الجديدة أكد نقاطَها الرئيسة كل من المتحدث باسم حركة "حماس" في الضفة الغربية حسن يوسف، والنائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، وعدد من المسؤولين الغربيين، ومسؤول رفيع المستوى في حركة "فتح"، ومسؤول فلسطيني لدى لبنان، وسياسيين لبنانيين، أحدهما مسؤول رفيع المستوى.

وشرحت الصحيفة أن الخطة تتيح للفلسطينيين إقامة دولتهم، لكن في مناطق غير متلاصقة فقط من الضفة الغربية، مع بقاء معظم المستوطنات الإسرائيلية التي تعتبرها معظم دول العالم غير شرعية، ودون تسليم الفلسطينيين إلا السيادة المحدودة، ودون منحهم القدس الشرقية كعاصمة لدولتهم، ودون السماح للمهاجرين الفلسطينيين وأولادهم بالعودة.

وأكدت الصحيفة أن مبعوث الاردن الخفي اقترح على الرئيس الفلسطيني تعويضا عن هذه التنازلات، وخاصة تقديم مساعدات مالية إلى الفلسطينيين وعباس شخصيا، والأخير رفض هذا المقترح، حسب المسؤولين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني لدى لبنان أن إحدى أفكار الأردن التي عرضتها السعودية كانت تقضي بتخصيص أراض إضافية للدولة الفلسطينية المستقبلية في شبه جزيرة سيناء بدلا عن تلك التي ستخسرها بموجب الخطة، غير أن مسؤولا آخر غربيا أفاد بأن السلطات المصرية قد رفضت هذه الفكرة.

وذكرت الصحيفة أن مبادرة الأردن الخفية هي الخطة الأكثر ولاء لإسرائيل من أي وقت مضى، وذلك اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها من تل أبيب.

يشار إلى أن باسم عوض الله قبل أن يعمل مستشار لنظام الحكم في السعودية، شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني 2006-2007، ثم أصبح مدير المكتب الخاص للملك عبد الله الثاني من 2007-2008.

وعمل في مجال الاستثمار المصرفي في بريطانيا عام 1986 قبل أن يدخل مجال العمل الحكومي في الأردن عام 1992 بمنصب السكرتير الاقتصادي لرئيس الوزراء حتى عام 1996، ومن ثم عمل مستشارا اقتصاديا لرئيس الوزراء عام 1999.

وفي عهد الملك عبد الله الثاني، عُيِّن باسم عوض الله في مطلع العهد الجديد مديرا للدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي حتى عام 2001، وتنقل بين منصبي وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير المالية.

ويعتبر من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في الأردن، حيث يصفه خصومه بأنه صاحب مدرسة "الليبرالية الجديدة" التي تتهم بأنها أدخلت نهج الخصخصة للأردن.

أبوديس.. عاصمة بديلة للفلسطينيين

ظهر اسم مدينة أبوديس كعاصمة بديلة للفلسطينيين عقب تسرب معلومات عن صفقة القرن، تقع أبوديس في شرق القدس، وصُنفت منطقة (ب) وفقًا لاتفاقات أوسلو عام 1995، ويقع في القرية الحرم الرئيسي لجامعة القدس.

تعتبر أبوديس واحدة من أقدم التجمعات السكنية في منطقة القدس، وتتربع على سلسلة من التلال تبعد مسافة 4 كم إلى الغرب من البلدة القديمة للقدس، ويمكّن ارتفاعها هذا الزائرين من مشاهدة القرى المجاورة مثل السّواحرة الشّرقية والعيزرية وجبل المكبر.

أسست أبوديس في القرن الثاني قبل الميلاد، ويقال بأن اسمها مشتق من الكلمة العربيّة «ديسة» التي تعني العصا الغليظة، والتي يعتقد أنها أحاطت بالقرية حتى فترة الانتداب البريطاني في بدايات القرن العشرين.

وقعت القرية تحت الحكم الأردنيّ بعد حرب 1948، ومن ثم احتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، وضمّت 10% من مساحتها إلى حدود مدينة القدس الواقعة تحت نفوذ بلدية الاحتلال.

وقد أسهم وجود جامعة القدس في القرية منذ العام 1984 في تحويلها لمقر نابض بالحياة للطلاب الجامعيين، ولكن هذا الوضع لم يدم طويلًا، فقد أدى بناء الجدار حول القرية والذي انتهى عام 2005 إلى قطع تدفق الناس والبضائع ما بين القدس والقرية.

ومنذ اتفاقية أوسلو عام 1995، أصبح لقرية أبوديس مجلس محلي، تقع عليه مسؤولية العناية بالبنية التحتية في القرية وتقديم الخدمات لسكانها، وتنفيذ مشروعات تنموية تستهدف المجموعات المهمشة كالأطفال والنّساء.

قامت سلطات الاحتلال بمصادرة أراضٍ في قرية أبوديس بموجب مراسيم أمنية، وذلك لصالح بناء وتوسيع مستوطنات معاليه أدوميم وكفار أدوميم.

وابتلع الجدار مساحة 809 دونمات من أراضي القرية، وعزل ما يقارب الـ10 آلاف دونم عن القرية ذهبت لصالح مستوطنتي معاليه أدوميم وكيدار.

يذكر أن أبوديس فقدت كذلك 16 ألف دونم من أراضيها لصالح الشّوارع الالتفافية التي تخدم المستوطنات بشكل أساسي.

نقلاً عن العدد الورقي..

 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً