اعلان

"التضامن" تبحث عن أسرة الطفل "محمد": "أبويا قالي روح اشتري حاجة حلوة ورجعت ملقتهوش" (صور)

كتب : نجوى قطب

تبحث وزارة التضامن الاجتماعي، ومؤسسة دار الحرية لرعاية الأطفال بلا مأوى، عن أسرة طفل وصل إليها من الفريق المتنقل بالشارع التابع لوزارة التضامن؛ وتزداد معاناة البحث لعدم رغبة الطفل في الإدلاء بعنوان إقامة أسرته خشية عودته لهم.

"محمد السيد النجار".. طفل يبلغ من العمر7 سنوات، وجد نفسه في الشارع منذ 6 أشهر، ما بين ليلة وضحاها، يقول: "كنت مع بابا في الشارع عند طبيب الأسنان، وفجأة بابا قالي أروح اشتري حاجة حلوة، ورجعت ملقتهوش، ومن يومها وأنا في الشارع".

ويروي محمد قصة وصوله إلى دار الحرية لرعاية الأطفال بلا مأوى: "فيه حلاق في الهرم قعدني عنده في المحل، واشترى لي ملابس جديدة حتى جاء أتوبيس برنامج أطفال بلا مأوى وتحيا مصر، واتعرفت عليهم، ووصلوني لمؤسسة الحرية".

"سكوت تام ونظرات خوف".. هكذا عبّر "محمد" عن رفضه بشكل قاطع أن يخبر أخصائي المؤسسة عن عنوان المنزل الذي تقطن فيه أسرته، قبل أن يرد من شدة تأثره النفسي بهذا السؤال: "عندي أخين وأسماؤهم على نفس اسمي".

يضيف محمد بعد حصوله على قدر من الثقة: "مش عايز أهلي يعرفوا مكاني لأنهم كانوا بيضربوني جامد، وأنا مبسوط في المؤسسة".

تتمثل الصعوبة الوحيدة التي تواجه إدارة المؤسسة حاليا أمام استمرار وتواجد "محمد" بدار الحرية في عدم امتلاكها لأية أوراق رسمية للابن، ولا حتى شهادة ميلاده من أجل التقديم له للالتحاق بالمدرسة، باعتبارها مؤسسة تعليمية.

من جانبها، تؤكد منى عبد الحكيم، أخصائية اجتماعية بمؤسسة الحرية: "حين وصل محمد إلينا كانت تظهر عليه مظاهر العنف مع كل من يقترب منه سواء من الأخصائيين أوحتى من أبناء الدار، لدرجة أنه كان يعضّ كل من يقترب منه، حتى مر أسبوعان واكتسب ثقة أخصائيي الدار وأصبح أكثر هدوءًا".

وأضافت: "عملنا معه بالتدريج على اكتساب ثقته، حتى أصبح لديه حب كبير ورغبة للتواجد بالمؤسسة بعد أن كان كل هدفه الخروج منها، ولكن العقبة الوحيدة التي تقابلنا في التعامل معه هو رفضه الإدلاء بعنوان منزل أسرته كي نحصل على شهادة ميلاده".

وقالت منى إن "الدار لا تقبل مطلقا أن يعود الطفل لأهله دون رغبته وموافقة منه، ومن هنا نحاول طمأنته بأننا نريد الحصول على شهادة ميلاده فقط من أسرته، ولا نريد إرجاعه لأهله، لأن مؤسسة الحرية هي مؤسسة تعليمية لابد من وجود أوراق ثبوتية للأطفال الموجودين بها حتى يتم التقديم لهم للالتحاق بالمدرسة".

كانت وزيرة التضامن غادة والي، أكدت أنه يوجد 270 طفلًا من مجهولي النسب أو لا يعرفون شيئا عن أسرهم وتم إلحاقهم بمؤسسات لرعايتهم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن أن عدد الأطفال منقطعي الصلة تماما بأسرهم نتيجة تفكك عائلي أو أسباب مختلفة يبلغ 22 ألف طفل وفقا لإحصاءات 2014، وأن نسبة 80% منهم متواجدون في العشر محافظات التي يستهدفها برنامج أطفال بلا مأوى الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، حيث يمول الصندوق البرنامج بنحو 114 مليون جنيه بينما 50 مليون تمويل من وزارة التضامن الاجتماعي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر رفيع المستوى: اقتصار الاتصالات بين مصر وإسرائيل حول الهدنة على الوفود الأمنية فقط