اعلان

"ستات بيوت بدرجة بزنس وومن".. "فيس بوك" وسيلة للتجارة الرابحة.. "رقية": ببيع منتجات تجميل أون لابن.. و"عهد":طباخة الكترونية

البحث اليومي عن فرصة عمل بالقطاعات الحكومية والخاصة أرهق تفكيرهن، بعد عدم القدرة على إيجاد باب رزق على أرض الواقع، فأخذت كل واحدة منهن تشق طريقها إلى العمل بطريقتها الخاصة، مستغلين موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، في نشر مهارتهن، فهناك من استغلت موهبة إعداد الطعام في تجهيز أطعمة للطلاب في المدن الجامعية، في الوقت الذي فضلت فيه أخريات شراء ملابس تحمل ماركات عالمية وبيعها عبر صفحة خاصة بهن على "فيس بوك"، مع الاتفاق على موعد ومكان للتسليم.

رغم سنوات عمرها التي لم تتعدى الـ٢٠ عامًا، استطاعت رقية إبراهيم، الطالبة بالدفعة الأولى بكلية تجارة جامعة القاهرة، أن تتغلب على الكلمات السامة التي دائمًا تقع على مسامعها كلما تحدثت عن رغبتها في العمل فور انتهاء الدراسة الجامعية "مفيش شغل.. خلصي كلية عشان تكوني أحلى عروسة"، فأخذت تلقي تلك الأحاديث بعيدًا عن تفكيرها، وتبحث عبر "فيس بوك" عن فرصة عمل.

خلال رحلة بحث "رقية" الإلكترونية عن عمل، جذبت انتباهها إحدى الإعلانات التي نشرتها شركة "أدوات تجميل"، باحثين عن فتيات قادرة على تسويق منتجاتهم بالجامعات وغيرها من الأماكن التي يكثر بها تواجد السيدات والفتيات، فتروي لـ"أهل مصر" كيف التحقت بإحدى شركات أدوات التجميل: "الموضوع مش صعب ارسلت رساله للبنت اللي كانت كاتبة الإعلان على (فيس بوك) فقالت تعالي الفرع واعملي عقد وخدي المكياج والبرفانات وتمضي بالاستلام وتبيعي وتسددي الفلوس للشركة وتاخدي نسبة".

خلال ساعات كانت "رقية" أمام إحدى فروع الشركة بمدينة نصر "أنا مخدتش وقت في التفكير، ساعات وكنت قدام فرع الشركة باخذ البضاعة وعملت عضوية واخدت كتالوج، والحاجات شيلتهم في أوضتي ولما أروح الكلية باخد الكتالوج وبفرج البنات اللي تعجبها حاجة بحضرها تاني يوم وباخد الفلوس"- حسبما وصفت.

بعد شهرين من الحصول على خبرة في ذلك المجال، ومرتب، تركت "رقية" الصفحة الخاصة بها على "فيس بوك"، واخذت تجمع أرقام هواتف الفتيات في الكلية والأقارب، ودشنت جروب على "واتساب"، فتصف لـ"أهل مصر" تلك الخطوة: "عملت جروب (واتس آب) عشان أعرف مين بيتعامل معايا".

اختارت "رقية" البحث عن فرصة عمل رغم الحالة المادية الجيدة لعائلتها، فتقول: "بابا وماما شغالين والحمد لله مقتدرين لكن أنا اشتغلت عشان اثبت إن البنت قادرة تعمل كل حاجة وهما شجعوني عشان نوعية الشغل دي مش عيب حتى لو أنا غنية، أما بالنسبة لتسليم الأوردر بيكون في المترو قبل ما أوصل الكلية".

من "رقية" ذات الـ18عامًا، إلى بنت محافظة المنصور "عهد" صاحبة الـ40 عامًا، التي ذاع صيتها بين طالبات المدن الجامعية بالمنصورة، بعد أن توفى زوجها، تاركًا معاشًا لا يتعدى الـ2000 جنيه، غير قادر على توفير حياة كريمة لأطفاله الثلاثة، ذات المراحل التعليمية المختلفة، فتقول "عهد" لـ"أهل مصر" بينما أصابعها تؤدي مهامها في إعداد الطعام: "أنا بعرف أطبخ حلو وده بشهادة أقارب ليا، ومن سنة ونص عرفت من شيف على التليفزيون أن فيه ناس بتعمل أكل على (فيس بوك) وتبيعه، فورًا عملت كده وبقيت أبعت طلب أنضمام لجروبات الطلاب والسيدات".

الخوف من الفشل، كان حال "عهد"، لـ3 أيام، لعدم وصول طلبات طعام بعد أن أرسلت عشرات الرسائل التي تحتوي على نوعيات أطعمة وحلويات هي قادرة على إعدادها، فتروي: "الفشل شعور وحش وشغلي كان في سبيل رعاية ولادي اللي مينفعش أنزل اشتغل واسيبهم في البيت لوحدها، لكن بعد 3 أيام من أرسال الرسائل جالي 5 أوردارات من طلاب وستات عاملات كنت أسعد إنسانة في الدنيا، وقتها مسكت صورة جوزي وعيطت أصله وحشني وعرفت قيمته بعد موته".

خلال ساعات، استطاعت "عهد" إعداد كافة أنواع الطعام المطلوبة، فأخذت طفلها الصغير وتنقلت من منزل لآخر لتسليم الطعام "للآسف كنت بضيع وقت في توصيل الطلبات، وبعطل ولادي عن المذاكرة، ففكرت أني ممكن أساعد شاب عاطل، عرضت على ابن البواب يوصل الطلبات وياخد مرتب شهري، ووافق وكان فرحان"- حسبما وصفت.

حيلة إيجاد شخص لتوصيل الطعام، كانت قادرة على إتاحة الفرصة أمام "عهد"، لإعداد مزيد من الطعام، فتروي: "كنت برفض طلبات عشان مفيش وقت لكن لما جبت حد يوصل الطلبات الحمد لله بعمل 10 اوردات على مدار اليوم، وبنام 4 ساعات يوميًا فقط، ده غير الوقت المخصصة للمذاكرة مع أطفالي، أما عن المكسب فمختلف، أيام بكسب 500 جنيه وأيام ألف وأيام مفيش طلبات".

شراء الخضروات واللحوم لإعداد الطعام، لم يكن عقبة أمام "عهد" الحاصلة على دبلوم تجارة، فتقول: "أنا حطيت خطة لكل حاجة، الخضار وغيره من الطلبات بتعامل مع واحد في السوق بطلبه وهو يجيب الحاجة لحد البيت أما السوبر ماركت فتحت البيت بنزل اشتري براحتي يوميًا".

وسط كل ذلك النجاح، تصاب "عهد" من وقتًا لآخر بالاحباط، فتروي تلك اللحظات: "أوقات الناس بتطلب الأوردر وتتصل تلغيه على آخر وقت ففلوسي ومجهودي ضاعوا على الفاضي، فبوزع على جيراني عشان الخير يدوم بينا وأوقات بتبرع بيه للغلابة في الشارع وربنا بيكرمني بالأفضل". 

الطعام ومستحضرات التجميل لم تكن اختيارات مغرية أمام "سوما عبدالعزيز"، صاحبة الـ25 عامًا، الحاصلة على ليسانس آداب قسم جغرافيا مساحه، فدائمًا خطوط الموضة هي ما تشغل فكرها، فقادتها إلى الاهتمام بتنسيق الملابس التي تحمل ماركات عالمية، فأخذت تتنقل من محل لآخر في أرقي أحياء القاهرة، بحثًا عن ملابس على أحدث خطوط الموضة.

"أنا بعشق حاجة اسمها هدوم عليها اسم ماركة عالمية وأصدقائي كمان كده، لذلك بنلف كتير على المحلات الغالية، وفي مرة جات فكرة أني اشتري هدوم وأعمل جروب (فيس بوك) وأبيع"- كانت تلك أولى خطوات "سوما" إلى التجارة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

البحث عن وظيفة حكومية أو الربح من إيجاد فرصة بإحدى الشركات الخاصة، لم يشغل فكر "سوما"، إلا لحظات بعد انتهاء دراستها الجامعية منذ ما يقرب العامين، فتقول لـ"أهل مصر": "أنا مشتغلتش لما اتخرجت أنا مليش في قاعدة المكاتب والملل ده، وفي يوم كنت بشتري هدوم من محلات في المهندسين، جتلي فكرة أعمل جروب وأبيع من عليه الهدوم".

أسبوعًا كانت "سوما"، قد دشنت صفحة على "فيس بوك"، وبدأت في عرض أنواع من ملابس السيدات "نزلت اشتريت كمية هدوم تقريبًا بـ10 الآف جنيه، وبدأت انشر على الجروب بعد ما ضيفت أصحابي فيه والأقارب وبعت دعوات على الجروبات اللي فيها تجمعات نسائية"- حسبما وصفت.

لم يكن هدف "سوما" من تلك الصفحة هو الربح الوافر، كغيرها من أصحاب جروبات الملابس الراقية التي يصل سعر قطعة الملابس بها إلى 800 جنيه، "أنا خفضت الأسعار وأصحابي مستغربين مع أن اللي شغال في نفس مجالي بيرفع السعر جدَا، فبقيت أحط زيادة من 50 إلى 100 جنيه على القطعة".

كان والد "سوما" سببًا في بدء صفحتها على "فيس بوك"، فتروي كيف كان سندًا لها: "والدي منحني فلوس كتير عشان ابدأ اشتري هدوم وأبيع لكن أنا مصممة اردهم لما يكون معايا فلوس كتير، حاليًا أنا بقالي سنتين ببيع وبتشري وفيه محلات عرفتني بقت تعملي تخفيض عشان باخد كمية هدوم كتير".

استطاعت "سوما"، أن تجمع أموال من خلال تلك الوظيفة الإلكترونية "قدرت أجمع فلوس كتير الحمد لله، وبقيت بوسع من نشاطي وفتحت جروب (واتس آب)، والشغل اونلاين أسهل بكتير من الشغل في الشارع والزحمة والمعاكسات وكمان شغلي 3 ساعات بس على النت في اليوم ويوم واحد بشتري فيه الهدوم"- حسبما وصفت.

إدارة صفحة على "فيس بوك" لبيع الملابس، كانت سببًا في فتح باب رزق لإحدى أصدقاء "سوما"، فتروي ما حدث: "صاحبتي والدتها ووالدها توفوا وكانوا على أد حالهم، فاقترحت عليها تعمل زيي بس بملابس عادية، وفعلًا بدأت من شهرين والحمد لله بقى ليها مرتب وعايشة كويسة وبعيدًا عن وظيفة حكومية ولا خاصة كده شغلها الخاص وبراحتها مزاجها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة أهلي جدة والرياض في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) |