اعلان

هل يستغل العرب مشكلات إيران ويدعمون "الثورة"؟.. المشكلات الداخلية تشغل "طهران" عن أطماعها في اليمن وسوريا.. والتحالف العربي يجهز خطة لكسر شوكتها

كتب : سها صلاح

كثيراً ما لعبت ايران الدور الأبرز في إثارة القلائل في المناطق العربية، من خلال اختلاق الحروب و زرع الميلشيات و دعم الأنظمة الاستبدادية والتحالف مع كافة شياطين الأرض، بهدف تدمير الدول العربية، التي لا تربطها معهم إلا حالة تعرف بـ"انتقام حضاري" تم استغلالها دينياً.

ما يجري الآن في إيران هو احتجاج شعبي ضد فشل النظام وحكوماته المتعاقبة في إدارة البلاد، وانتشار المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي لا تحتمل، والتي مهدت الطريق لثورة في إيران، وهي بلد غني بالموارد الطبيعية والنفط والغاز، في حين أن الناس هناك يعانون من الفقر المدقع وانتشار البطالة وتدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية.

على سبيل المثال، نشرت وكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري تقريرًا عن المناطق الجغرافية التي دعا فيها ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي إلى مظاهرات عامة في إيران.

وقال التقرير إن 26٪ من هؤلاء هم مواطنون إيرانيون والباقون من العرب والأجانب من خارج إيران، وهو ادعاء يمكن الطعن فيه تماما لأن الدعوات التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلها باللغة الفارسية، والجميع يعرف أن الشعب الإيراني الوحيد الذي يعرف اللغة الفارسية،

-التاثير علي السياسة الخارجية

وتري صحيفة بوليتكيو الأمريكية أن هذه المظاهرات والاحتجاجات ملفقة من قبل النظام والحرس الثوري ضد روحاني، من أجل إضعافه وتخفيف قاعدته.،لكن الشعارات في الشوارع من قبل المتظاهرين ضد الحرس الثوري وتدخلاته في المنطقة، و مهاجمة خامنئي نفسه، الذي وصف بأنه دكتاتور، أضعفت هذا التحليل وأثبتت أن ما هو في إيران ثورة شعبية نتجت عن تهيج داخلي دفع المواطنين إلى اقتناص الفرصة للتعبير عن آرائهم والغضب الشديد من سياسات النظام.

وتظهر معارضة المتظاهرين للسياسة الخارجية للحكومة التداعيات التي يمكن أن تترتب على أنشطة طهران في الخارج، وخاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي والمشاحنات الإقليمية الإيرانية مع أكبر منافسيها وأقربهم، السعودية.

وكانت سياسات الرئيس السابق "محمود أحمدي نجاد" الخارجية والاقتصادية التي اتسمت بالعدوانية إلى جانب مساعيه الحازمة في برنامج الأسلحة النووية أدت إلى احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009، وبعد بضعة أعوام، شلت العقوبات الغربية الاقتصاد الإيراني.

في السياق ذاته، لا تبدو الاحتجاجات ذات الطابع المطلبي الاقتصادي خالية من مؤثرات سياسية، وفقاً للصحيفة الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن إيران تشهد حالة استقطاب سياسي، وإن قوى سياسية مختلفة تريد الاقتصاص من روحاني الذي يرون أنه استثمر في الاتفاق النووي كل فترته الرئاسية الأولى دون جلب أي خير للإيرانيين.

أما شعار رفض التدخل في سوريا، أكدت الصحيفة إن ذلك طبيعي وسط تعدد وجهات النظر في إيران تجاه سياساتها الخارجية، إذ يراها البعض غير جيدة، ويدافع عنها البعض الآخر لأنها تبقي أميركا وإسرائيل بعيدتين عن حدود البلاد.

كما أن النظام الإيراني استنزف سياسياً واقتصادياً في سوريا وصرف أموالاً طائلة لإبقاء النظام السوري على قيد الحياة، مشيرة إلى أن احتجاجات عديدة سبق أن طالبت بوقف تمويل حركات في غزة ولبنان، لأن الشعب الإيراني أولى بهذه الأموال.

-أزمة الأكراد

لعل أبرز البراكين يأتي البركان "الكردي" الذي عاد للثوران من جديد مع تحسن أوضاع نظرائهم "الأكراد" في العراق الذي أصبحوا اقليماً مستقلاً شبيه بدولة متكاملة، فيما يقف الأكراد السوريين على أعتاب فيدرالية ، صحيح أنها من النوع الغريب و الغير متوازن أو ضامن الاستمرار، ويشعر "الأكراد الايرانيون" بنوع من الحسرة فقد كانوا سباقين لنظرائهم و كانوا أول من أعلن دولتهم في "مهباد" عام ١٩٤٦ التي لقيت دعماً روسياً مؤقتاً استمر لقرابة العام إلا شهر ، لتنهار الدولة الكردية الأولى و يعدم رئيسها القاضي محمد، و اليوم النشاط الكردي تصاعد ووصل لحد الاشتباك من جديد بعد سنوات من الهدوء سبقتها قرابة ربع قرن من الحروب في الجبال الفاصلة بين ايران و العراق، انتهت حينها بنصر إيراني وأدت خلاله الحلم الكردي بالعودة للظهور مجدداً.

وأضافت الصحيفة بأن الامور التي تجري على تلك الساحة غاية في الخطورة ، ووصلت حد لا مكان لاثنين، فإما نظام الملالي ينتصر و يواصل خنق كافة المكونات ، إما ينجح الاكراد في تكرار التجربة الأصل، حيث يقال أنها المنطقة التي ينتمي إليها أكراد المنطقة و شردوا منها بفعل الشاه و من ثم نظام الملالي.

أما البركان الثاني الذي لا يقل أهمية عن ذلك "الكردي"، فهم العرب الأحوازيون الذين لازالوا يدينون لعروبتهم و اسلامهم السني في غالبيتهم، و يعانون من الاضطهاد ما يفوق الشرح أو الوصف، و ظهور نضالهم المسلح للسطح منذ فترة عبرة جيش العدل، يدل على أنهم قرروا المواجهة .

بالإضافة إلى ذلك كله ، يوجد داخل المجتمع الفارسي الايراني وحتى الشيعي حالة من التملل و إضافة لظهور أجيال حالية ، والتي تشكل نسبة عالية من الشعب الايراني تعتبر أجيال ما بعد الثورة ، فهي لم تعاصر الشاه لتبغضه.

ولم ترى من الملالي إلا القمع و الاستبداد، و هي قنبلة بدأت بالظهور وتهديد أمن و سيطرة ، وما حدث في أصفهان قبل أيام و خروجهم في مظاهرة رفضاً للتدخل الايراني في سوريا، ليس حالة عابرة ، إذ حالة التفلت الخلقي وعدم الانضباط داخل شوارع ايران التي غاب عنها اللباس المحافظ و أصبح نادراً بعد تأثر الجيل الجديد بالثقافات الغربية التي كشفت زيف الأحاديث التي يخوض بها المراجع الشيعية الهادفة لإخضاع العقول لمندوب "الله " على الأرض.

ففي ظل هكذا ظروف يقف العرب اكثر المتضررين من النشاط الايراني المؤذي و المضر و الذي وصل في سوريا و العراق إلى حد الإبادة و الاحتلال، يقف العرب متفرجين و مكتفين بتصريحات لا تغن و لا تسمن من جوع، رغم يقينهم التام أن ايران لن تهدأ أو تكف عن أفعالها الإرهابية ، مالم تنشغل بمشاكلها الداخلية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً