اعلان

الحقوووونا.. "عرب اليسار" فى عرض السيسى.. السكان:"حى الخليفة تلاعب فى البيانات وباع شقق الأسمرات للمحاسيب"

منازل آيلة للسقوط.. والحى يرد «هنطلعكم جثث»

سيدة: «واحد بنى غرفة فى 24 ساعة عشان ياخد شقة ودفع من تحت الترابيزة»مسن: جدودى بنوا القلعة من 700 سنة.. والحاجة أوسه: «يا ريس الحقنا»سعاد: «هجيب منين 10 آلاف عشان أدفع رشوى واخد شقة»على الجانبين تصطف المنازل القديمة صامدة تتحدى الزمن، الطرقات العتيقة تؤرخ لمئات السنوات، تحتفظ الزوايا والأزقة بمشاهد قديمة لأناس سكنوا هنا وعلى اكتافهم شيدت قلعة صلاح الدين منذ أكثر من 700 سنة خلت.في منطقة «عرب اليسار» يعانق التاريخ البشر وتتشابك الحكايات مع الأساطير وتواسي الجدران بعضها البعض وكأنها تئن في صمت، بمحيط منطقة السيدة عائشة بالقاهرة القديمة حيث ولدت اجيال ورحلت اخرى.مؤخرا هز زلزال معنوي سكان منطقة عرب اليسار نتيجة الظلم الذي يتعرضون له على يد المسئولين وخاصة مسئولي الحي، بعدما وصلتهم خطابات إخلاء لمنازلهم والانتقال منها إلى المجهول بعدما وزعت شقق الأسمرات المخصصة لهم على المحاسيب ومن دفع المال في المكاتب الخلفية، بينما ترك السكان الأصليون أسرى التشرد وترك منازلهم.«أهل مصر» سمعت صراخ سكان المنطقة، وبمجرد الدخول تستقبلك على الجانبين منازل مهدمة وأبواب مغلقة فضلا عن الظلام الحالك، وكأنها منطقة خرجت من الحرب للتو، يكتمل المشهد المخيف بسيدات عجائز يجلسن على الأبواب، نحتت وجوههم ضربات الفقر والبؤس.عائشة تنتظر عزرائيلعائشة الرفاعي حسين، سبعينية تعيش أمام الباب خوفا من الصعود إلى منزلها بمفردها فتنتظر ابنتها حتى تصل من عملها فجرا من احد المستشفيات.وقالت العجوز وهي تبكي «أولادي ماتوا في البيت ابنتي ماتت بعد أن اشتعلت بها النيران ومن المفترض أن نحصل على سكن في الاسمرات بالمقطم لكن الحى لا يتعامل سوى بـ«الرشاوى» حسب تعبيرها، من يدفع يتم تسكينه ومن لا يدفع يكتب الحى بأن المنزل «بدون معيشة».كيف يكون بدون معيشة وحياتي هنا؟.. هكذا تساءلت العجوز، قبل أن تشير إلى صور مصلوبة على الحائط لأولادها وحياتها من طعام وشراب ومعيشة كاملة، موضحة أنها تخشى الموت قبل أن تنتقل إلى سكن آخر، المنزل أوشك على الانهيار.وأوضحت السيدة لبنى، أنها قدمت كل الأوراق وعند الرد على التظلم قال الحى لها «مطلقك أخذ شقة»، لتسعفها الدموع «هو أخد شقة وتوفي من عشر سنوات أنا ذنبي أنا وبنتي إيه».على كف عفريتسعاد مرسى، لاتزال في ريعان شبابها، ورغم ذلك فهي أم لـ4 أطفال، تسكن هنا منذ طفولتها وخرجت من بيت ابيها على بيت الزوجية الذي يطالبها الحي باخلائه.«مرسي» صبت جام غضبها على الفساد المستشري في حي الخليفة الذي تتبعه إداريا «هجيب منين 10 آلاف رشوة عشان أخد الشقة اللي هي من حقي اساسا وحق ولادي لاني من سكان المنطقة الأصليين».وأضافت وهي تشير إلى جدران قديمة «البيت هيقع وأصبحنا على كف عفريت نروح فين المنطقة فضيت علينا وبقينا ضعفاء، كثر اللصوص وتجار المخدرات بسبب ذلك».«أنا مش بخاف.. الحى مرتشي ولو معانا فلوس كنا مشينا».. قالتها صديقة محمد حسن إسماعيل وبصوت عال، دون خوف فلم يعد لديها ما تخاف منه بعدما علم الظلم قلبها الجرأة.«يابنتي احنا معانا حجج البيت وعايشين طول عمرنا هنا ورفضوا يسكنونا وسكنوا الناس الوافدين علشان دفعوا» وأشارت «صديقة» إلى منزلها المتآكل «دى معيشة ولا لا عشان الموظف يكتب انها خاوية».صديقة محمد، تعمل موظفة في مديرية الشؤون الصحية، على المعاش، لا تنتظر انصافا كما ذكرت «أنا عارفة إن مفيش حد هيسمعنا بس لينا رب اسمه الكريم».أشارت الأدوية التى لديه الى أنه مريض بالقلب، ببطء يتحسس عم حسن صدره وكأنه يطمئن إلى أن قلبه لايزال ينبض قبل أن يتحدث «أنا محتاج عملية مفيش فلوس أعملها، لو فيه فلوس كنت أنقذت نفسى من الموت، لكن موظفين في الحي عايزين 15 ألف جنيه عشان يخصصولي شقة».«سلموا الشقق لأقاربهم، وفيه ناس استلمت شقتين»، حسب تأكيد صاحب الـ50 عاما، مضيفا أن هناك عمليات احتيال كبيرة تتم بهدف الاستيلاء على الشقق المخصصة لاهل المنطقة القدامى عن طريق تدوين بيانات غير صحيحة بأن المنازل مهجورة وبدون معيشة ثم يقومون بتسجيل بيانات أقاربهم، حسب قوله.بيت الطباخين لم يسلم من الأذىأوسة، هكذا لقبها وقت ان كانت مفعمة بالشباب، إلا انها شارفت على منتصف الخمسين من العمر، زحفت عليها أعراض الشيخوخة مبكرا، تسكن مع أسرتها وتقوم باسناد بيتها بالخشب، حتى لا يسقط عليها «أنا ساكنة هنا واهلي هنا منزل أثرى يسمى (بيت الطباخين)، كان يتواجد به الطباخون وقت الملكية أصبح يقترب من هدمه».أوسة مسنة قعيدة على كرسى أمام منزلها وهى تصرخ بمجرد رؤيتها للصحافة، كأنها منقذتها وأن رسالتها ستصل للرئيس «الحقنا يا سيسى عاوزينك تقف معانا الحى بيقول لنا ملناش حاجة واحنا معانا الحجج من أيام الملك».وتابعت بلهفة الغريق للنجاة «حرام فيه ناس ملهاش أملاك وخدت بالسرقة مش معانا فلوس ندفع نجيب منين رشوة خمسة الاف جنيه وعشرة الاف علشان ناخد شقق مش معانا فلوس».وطلبت السيدة المريضة منا الذهاب لتصوير منزلها لتقص جدران المنزل قصص اصحاب المنازل وتاريخهم حيت يتم تثبيت المنزل بخشب حتى لا يسقط فوق رؤوسهم.جددت أوسة طلبها من المسؤولين التحقيق في الفساد، مؤكدة «كذب الحى بأنهم لا يسكنون فى المنطقة وان اصحابها تم تسكينهم فى الأسمرات وهذا غير صحيح وانهم مازالوا هناك وأن الحى يستخدم الرشوة وسلم اقاربهم الشقق وأن بعضهم استلم شقتين وأكثر».على الجانب المقابل، أشارت احدى السيدات إلى غرفة واحدة مبنية فى وسط الشارع بناء حديث بعيدا تماما عن بناء القلعة المميز وحجارته البيضاء الكبيرة فى وسيلة للتحايل للحصول على شقة لمن لا يستحق ويترك اصحاب الملك دون اعطائهم حقه .وغضبت السيدة قائلة «نروح فين احنا وولادنا نموت، رئيس الحى قال لنا لما حد يموت هيجيلنا.. طيب ننتظر الموت فى بيوتنا الى هتنهد علينا».بناة القلعة«جدودنا بنوا القلعة من 700 سنة وتاريخها على حيطان عرب اليسار».. جملة استشهد بها الحاج محمد، ذو الستين عاما، قائلا إن هناك مخططا لهدم تاريخ المنطقة، مشيرا الى أن الجميع هنا اصحاب حق وليسوا من المناطق العشوائية، كاشفا أن المنطقة ذكرت منزلا منزلا وحارة حارة فى 3 كتب منذ 700 عام وخرج من حاراتها كبار العلماء المصريين.«ارحمونا وأغيثونا»، كلمتان خفيفتان خرجتا من رحم معاناة سكان عرب اليسار عساها أن تجد آذانا صاغية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً