اعلان
اعلان

الدكتور محمد صبري أستاذ التاريخ المعاصر: سليم الأول نزع من مصر لقب "خادم الحرمين الشريفين".. والسلطان العثماني قتل ألاف المصريين (حوار)

حالة الجدل الشديد صاحبت قرار تغيير اسم شارع القائد العثماني سليم الأول، الذي يقع في أهم مناطق شرق القاهرة، باعتباره سفاحا قتل كثير من المصرين خلال حربه لضم مصر «المستقلة» إلى تاج الدولة العثمانية، وطالب المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتغيير أسماء كل الطغاة والقادة أصحاب السمعة .. الزائفة.

«أهل مصر» حاورت الدكتور محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، وصاحب فكرة تغيير أسماء الشوارع التي تخلد ذكرى الطغاة من عدمه..وإلى نص الحوار.

ـــ بدابة ما هي آلية تغيير أسماء الشوارع ؟

أليه تغيير أسماء الشوارع تخضع إلى منظومة معينة بالمحافظة، تحت إشراف لجنة تنفيذية تتلقي الطلبات، ثم تقوم بعرضها علي اللجنة العليا للمسميات برئاسة المحافظ، تتمثل هذه اللجنة في وزارات مختلفة من الدولة، ويتم مناقشة كل الأسماء المعروضة، وبناءاً عليه يتم الموافقة أو الرفض من بين هذه الأسماء.

ـــ متى تقدمت بطرح فكرة تغيير أسماء الشوارع؟

طرحت فكرة إلغاء اسم شارع "سليم الأول" بحي الزيتون، من خلال الجلسات التى تتم بعد عرض المشكلة، وقام المحافظ بطلب هذه الفكرة في مذكرة رسمية، موضحاً الأسباب، وبالفعل تقدمت بمذكرة رسمية، وحصلت علي الموافقة.

ــ ما هي الأسباب التي دفعتك لطلب تغيير اسم شارع سليم الأول ؟

إلغاء اسم شارع "سليم الأول" ليس أمرا سياسيا علي الإطلاق، بالرغم أنني اتهمت من قبل أطراف أخري باطلة بأنني مدفوع بتوجهات سياسية، ولكن أنا بعيد كل البعد عن السياسة، ولكن أفهم السياسة من التاريخ بواقع عملي، وتقدمت بالمذكرة بتغيير اسم شارع "سليم الأول" كما يتناسب مع سنة 2017، والتي توافق مرور 500 عام علي الاحتلال العثماني لمصر بقيادة السلطان سليم، وبالتالي من المناسب في هذا التوقيت، أن أتقدم بهذه المذكرة مستغلا الظرف التاريخي وليس الموقف السياسي.

ــ هل هناك أسماء أخرى «تركية- عثمانية» في محافظات مصر؟

لدينا في كل محافظات مصر أسماء تركية وعثمانية، أنا لم أطالب بمحو كل هذه الأسماء التركية والعثمانية، لكن أنا بشكل محدد طالبت بإلغاء اسم شارع "سليم الأول" لأنه جاء مصر محتلاً على يد السلطة العثمانية وأن هذا وعي للتاريخ، ووعي مني كمؤرخ بحقيقة من أضر بلدي وأحتلها، ورسالة للعالم كله أن مصر لن تنسي أن هناك من جاؤا إليها ليحتلوها فمن المناسب واحتراما لأرواح أجدادنا الذين ماتوا شهداء وقتلوا دفاعاً عن استقلال هذا البلد، فمن المناسب جداً أن نلغي هذا الاسم،لأنه لا يصح أن أحتفل بقاتلي، أحتفل بمن أحتل بلدي والتى افقدها استقلالها.

ــ هل كل ما يعرض على اللجنة من تغيير أسماء الشوارع يقبل؟

إطلاقا بعض الأسماء علي بعض الشوارع، قد تقبل وقد لا تقبل، مشيراً إلي أنه لا يستطيع أن يقبل بإطلاق اسم من احتل مصر في أي فترة من فترات عصور قديمة أو وسطي أو حديثة، وأكد أن مصر بحكم تاريخها وبحكم موقعها وبحكم رسالتها هي بلد تحتضن وتستقبل وتستوعب وتتعاون وتتشارك مع أمم العالم عبر تاريخها، من شرق النيل إلى غربه ومن شماله إلي جنوبه، وبالتالي من النادر، أن تجد أمة في التاريخ أو دولة لا يوجد لها أبن من ابنائها يوجد باسمه شارع في مصر، وبالتالي سنجد أسماء أفريقية وأوربية ويهودية، حيث أن هناك أسماء يهودية موجودة في مصر،كما أن مؤسس نادي سموحة يهودي وكان يطلق عليه "الخواجة سموحة"، ولكن هو يهودي مصري فنحن لا نرفض الأمر من حيث المبدأ، طالما قبل أن يحي ويعيش في وسط هذا الشعب، لأن هذه هي طبيعة مصر، فهي بلد حاضنة مستقبلة، لا تلفظ الطيب ولا تلفظ المتعاون، لكن لابد أن تلفظ المستعمر.

ــ ما هي قضيتك الأساسية فى تغيير أسماء بعض الشوارع؟

قضيتي الأساسية هي أن من جاؤوا إلي مصر، ليحتلوها ويحولوها إلي ولاية تابعة مثل العثمانيين والبريطانيين والرومان والفرس، كل هؤلاء أرفض أسم أحدهم علي شوارع مصر، كما أن الإسكندرية منسوبة إلي الاسكندر الأكبر، وهو يونانياً الأصل، لكنه جاء إلي مصر، وأتخذها قاعدة وأراد أن يعيش فيها، وعاش فيها ومات فيها، فأنا لم أطالب بتغيير أسم الإسكندرية وأيضاً «مدينة المحمودية» و«ترعة المحمودية» الشهيرة، التي تصل بين فرع رشيد ومدينة الإسكندرية، فهي تسمي علي اسم السلطان "محمود الثاني"،فلا أطالب بتغيير هذا الأسم.

ــ ما هو الأسم المقترح بديلاً عن "سليم الأول"؟

تقدمت باقتراح تغيير أسم شارع "سليم الأول" إلي "علي بك الكبير"، لكن طلب مني أن يكون هناك حوار مجتمعي مع أهل المكان وسكان الشارع وأصحاب المحلات، وذلك لأنه من الواضح عدم معرفتهم بمن هو "سليم الأول" ومن هو علي بك الكبير حيث أن "سليم الأول" احتل مصر وقتل جيشها وقتل عشرات الآلاف منها، وجعلها ولاية تابعة، واخذ منها لقب خادم الحرمين الشريفين،

حيث كان سلطان مصر يلقب بخادم "الحرمين الشريفين"،فإذا كان كل هذا قد حدث، فيعتبر أن أول أمير مملوكي مصري يعيد الأمور، إلى ما كانت عليه هو علي بك الكبير، لفترة قليلة لا تتعدى الأربع سنوات، وبوعي تام حارب العثمانيين كما أعلن نفسه سلطان وخام الحرمين الشريفين وطرد جيش العثمانيين مصر ومن بلاد الشام وأيضاً من الحجاز وكان ممن قالوا:"اليوم فقط أخذنا ثأرنا من العثمانيين"، وهو أول أمير يعيد لمصر استقلالها ويطرد العثمانيين من مصر، لكن العثمانيين قلبوا عليه قائد جيشه"محمد بك أبو الدهب"، الذي تواطئ مع العثمانيين ضد سلطان مصر، علي بك الكبير لكن العثمانيين لم يتركوا "محمد بك أبو الدهب" ففي العام التالي استطاعوا التخلص منه، فمن هذا المنطلق أقترح أن الأنسب تاريخياً أن أطلق عليه أسم علي بك الكبير.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً