اعلان

وداعا "الأنبا بُقطر" أول أسقف للوادي الجديد.. الكنائس تدق الألحان الحزينة وتتشح بالسواد.. البابا تواضروس يرسل وفدا كنسيا للصلاة عليه.. الخلافة من نصيب الدير المحرق بعد رحيل "الراهب الصامت"

20 شهر فقط مروا على إعلان سيامته أسقفا على إيبارشية الوادي الجديد والواحات، لكن الموت حرم أهالي المحافظة منه، لتدق الكنائس الألحان الحزينة وتتشح بالسواد حدادا على الأنبا بُقطر.

مرض الكبد داهم الأسقف منذ سنوات، انتصر عليه مؤخرا لتعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رحيله في إحدى مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية التي كان يعالج بها، ليوفد البابا تواضروس وفدا كنسيا للصلاة عليه.

يصمت كثيرا ويتحدث قليلا، ينصرف عن جلسات النقاش الجدلية ليعبر عن اعتراضه عليها دون إبداء ذلك بالقول والدخول في جدل حواري، هذا ما عرف عن الأب الطيب المسالم مع الجميع.

8 قرون مضوا على منطقة الواحات ومحافظة الوادي الجديد خالية من أسقف للكنيسة القبطية، لتأتي رسامة الراهب بيشوي المحرقي باسم الأنبا بقطر كأول أسقف عام عليها، حاملا اسم آخر رهبان الكنيسة في تلك المنطقة منذ 800 عام، وهو الراهب الأنبا بقطر أو الأنبا فيكتور.

23مايو 2015 شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية سيامة أول أسقف لإيبارشية الوادي الجديد والواحات بعد استقلالها عن إيبارشية أسيوط حيث كانت خاوية من الراعِ الكنسي، لتبدأ الإصلاحات الكنسية على يد الرجل المسالم الذي عاش فيها منذ عام 1998 حيث كان كاهنا في كنائسها بعد قدومه من دير المحرق بأسيوط.

الراهب الذي عاش حياته يتنقل مابين أديرة وكنائس أسيوط والوادي الجديد ليخدم الأقباط ويكلل الأزواج ويصلي على الأموات ويحل الأسرار المقدسة، لم يحالفه الحظ بأن تتنيح روحه دخل إيبارشيته، ليصلى على جثمانه في كنيسة السيدة العذراء بدالاس، لتقرأ وصيته بعد عودة جثمانه لمصر، للتعرف على المكان الذي يرغب في دفنه فيه ويرجح أن يكون دير المحرق بأسيوط والذي أقام فترة رهبنته فيه.

المتنيح الأنبا بقطر أسقف إيبارشية الوادي الجديد والواحات، من مواليد عام 1953 محافظة الأقصر وكان يحمل اسم سمعان فخرى سمعان وتخرج في كلية الهندسة عام 1976 من جامعة المنيا، وبدأ رحلة الرهبنة في 8 مايو 1980 بدير المحرق بأسيوط تحت اسم بيشوى المحرقي.

وحصل على الكهنوت في 9 مارس 1983، وتولى الخدمة في كنائس الوادى الجديد عام 1998 بعد نياحة القمص اغاثون المحرقى، واستمر القمص بيشوي في الخدمة حتى تم رسامته اسقف إيبارشية الوادى الجديد والواحات من قبل البابا تواضروس عام 2016 وسط فرحة ومحبة شعب كنائس الوادى الجديد ليصبح أول اسقف عام لإيبارشية الوادي الجديد التي أنشئت بالمحافظة.

ترشيحات عدة تطرح على طاولة المجمع المقدس بعد 50 يوما من احتفالات عيد القيامة وتحديدا قبل بعد عيد العنصرة في مايو المقبل، يقوم على إثرها أكثر من 130 أسقفا بالتصويت على أسماء الرهبان الذين حصلوا على تأييد من رئيس الدير التابعين له، وأيضا جمع تأييدات من رؤساء الأدير وأساقفة الإيبارشيات لتقديمها إلى لجنة الإيبارشيات التابعة للمجمع المقدس.

لجنة الإيبارشيات في المجمع المقدس ستقوم بفحص تلك التزكيات، على أن يكون الراهب ضمن الرهبان الذين خدموا في تلك الإيبارشية وأيضا يتمتع بصفات تؤهله بأن يكون أسقفا عليها، ومن ثم يفتح باب تقديم الطعون على الراهب سواء بتقديم مخالفات إدارية أو تجاوزات جنسية مثبته، وتجمع الطعون ويتم التحقيق فيها على أن يذكر الطاعن إسمه وسبب واضح لتقديم طعنه، وبعد دراستها وفي حال أثبتت صحتها توقف الرشامات ولا يحصل على أي درجة كهنوتية أما في حال دحضها يعاقب المشتكي عقوبة كنسية.

السنوات الأخيرة المنصرمة أصبح الإعلان عن الأساقفة ورؤساء الأديرة الجدد لا يأخذ مساره، ليعلن عن أسماءهم عشية الرسامات أو قبلها بساعات ليحرم الأقباط من أهم حقوقهم وهي اختيار قادتهم الدينية، ويقتصر تزكية أو تقديم الطعون على الرهبان المرشحين للرسامة، فقط من أساقفة مماثلين أو كهنة، ويكتفى بتزكيات وطعون رؤساء الأديرة والرهبان في ترشيحات الرهبان الرشحة أسماءهم لرئاسة الدير.

وبعد انتهاء لجنة الإيبارشيات والأدير في المجمع المقدس من عملها تقدم الأسماء المرشحة للتصويت أعضاء المجمع المقدس عليها في الجلسة العامة ليعلن عن الأسقف الجديد، ليقرأ التعهد الكنسي عشية تجليسه والذي دأب أن يعقد في دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون أمام البابا تواضروس الثاني، ويطوف الدير وسط ألحان قبطية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً