اعلان

قبل مؤتمر "صناعة الإرهاب" بساعات.. أستاذ تاريخ إسلامي: قرار ترامب بنقل السفارة يعادي العالم.. والمسلمين: لم يقتلوا 6 ملايين من اليهود (حوار)

أقل من 48 ساعة، وتنطلق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي يمتد على مدار يومين؛ لمناقشة قضية الإرهاب، الذي تحول من مجرد فكر متطرف يحاول من يقتنع به نشره بالقوة والعنف، إلى صناعة ترعاها دول كبرى، حسبما أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس الأول، خلال المؤتمر الذي عقده بفندق "جراند نايل تاور" للإعلان عن استعدادات مؤتمر "صناعة الإرهاب".

ويكشف مؤتمر "صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة وآلياتها"، عبر 40 بحثًا يقدمهم علماء من مصر والخارج، كيف تقوم بعض الدول بصناعة الإرهاب ونشره حول العالم، وأسباب نشاة الإرهاب وتحديد مفهومه وأشكاله ومصادر تمويله ووكيفية مواجهته، وبراءة الأديان من الإرهاب وصانعيه.

وينطلق المؤتمر في السادس والعشرين من فبراير الجاري، بحضور عدد من الشخصيات الهامة، في مقدمتهم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور علي جمعة، المفتي السابق، والدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، والشيخ يوسف عبد الرحمن نزيبو، رئيس المجلس الأعلى لمسلمي كينيا.

ويشارك الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، ببحث في مؤتمر "صناعة الإرهاب"، ضمن 40 بحث، يكشفون جميعهم الإرهاب وطرق مواجهته، وتدور محاور ذلك البحث عن "تكاتف المجتمعات البشرية من أجل مكافحة الإرهاب".

وأجرت "أهل مصر" حوارًا مع الدكتور "عبد المقصود باشا" أستاذ التاريخ الإسلامي، حول بحثه "تكاتف المجتمعات البشرية من أجل مكافحة الإرهاب" لمعرفة المحاور التي اعتمد عليها البحث وسبل إنهاء الإرهاب والتطرف الفكري.. إلى نص الحوار:

• ما هي أهم القضايا التي ركزت عليها بحثك "تكاتف المجتمعات من أجل مكافحة الإرهاب"؟

تناول البحث عدة قضايا، أولها: أن الإسلام بعيد كل البعد عن الإرهاب الذي يحاول بعض الحاقدين أن يلصقوها بهم، والمسلمين عبارة عن ضحايا ومجني عليهم، والإرهاب الأسود أول ما يقع، يقع على المسلمين المسالمون، كما يحدث يوميًا من إسرائيل ضد أهل فلسطين.

والقرار الأمريكي الإرهابي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لم يعبأ بمليار ونصف مليار مسلم حول العالم، والأخوة المسيحيين أيضًا، بل أن أمريكا تعادي العالم أجمع بقرارها.

• كيف دافعت عن الإسلام من اتهامه بالإرهاب في البحث؟

لم يكن البحث الذي من المقرر عرضه في مؤتمر "صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة"، بعيدًا عن إظهار أكذوبة اتهام الإسلام أنه راعي للإرهاب، فالمسلمون لم يذبحوا 4 ملايين نسمة كما فعلت الحملات الصليبية في حروبها الدينية، ولم يكن المسلمون هم من قتلوا 50 مليون إنسان أثناء الاستعمار الغربي للدول الضعيفة.

ولم يكن المسلمون أيضًا هم من قتلوا 70 مليون إنسان في الحرب العالمية الأولى والثانية، والمسلمون لم يقتلوا 6 ملايين من اليهود، ولكن كل هذا التخريب والقتل والإرهاب والتدمير حدث من غير المسلمين على مسلمين مسالمين، تم التمثيل بهم والتمثيل بحثثهم، واغتصاب نسائهم وفتياتهم وذبح أبنائهم ورجالهم العزل، وإزلال من بقى على قيد الحياة، إضافة إلى تهجيرهم من أوطانهم، وحادث البسنة والهرسك، مثال على الظلم الذي يقع على المسلمين، والمشهد تكرر في "بورما" على مسلمي "الروهينجا" الذين احرقت منازلهم وطردوا من منازلهم تحت سمع وبصر العالم، في مقدمتهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

كما أظهر البحث حقيقة كذبة اتهام الإسلام بالإرهاب، من خلال إبراز اعتداءات الدول على غيرها، والاستيلاء على أرضها، الذي يشكل نوع من أنواع الإرهاب، وهذا ما تفعله إسرائيل منذ سنوات في فلسطين، ووضحت في ذلك الجزء خلط المفاهيم الذي يروج له الغرب ليل نهار، بأن الجهاد في الإسلام هو الإرهاب، حتى يجهضوا قضية الدفاع عن الوطن والدين.

• هل هناك حلول يمكن من خلالها التصدي للإرهاب؟

هناك حلول عملية تقف في وجه الإرهاب، ذكرها الرسول " ﷺ" لحماية الأرض والإنسان من كل من يخرب وينشر الفساد، أولهم: مراعاة مبدأ حقوق الإنسان، وثانيًا: العدالة حق إنساني لجميع البشر، وثالثًا: المساواة الإنسانية، وأخيرًا الإخاء.

وهناك عدة دول وضعت برامج وموازين لمكافحة الإرهاب، وضربت في البحث عدة أمثلة لما صنعته مصر والصين وروسيا في تلك القضية، وعلى سبيل المثال قامت روسيا بعمل رقابة ذكية وتوحيد كل جهود الجهات الأمنية بها لمحاربة الإرهاب.

والإنسانية ركن ركين وأصلًا أصيل لا يزول، وفي دائرته تتمحور مبادئ الإسلام، خاصةً مبدأ الإخاء البشري، والمساواة، والعدالة، والاسلام أول من أعلن مبادئ حقوق الإنسان، وليس العهد الإنجليزي " الماجنا كارتا" الصادر 1215، أو الثورة الفرنسية عام 1789، أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر 1948.

• كيف يقع المسلمون ضحية للفكر الإرهابي؟

هناك بعض الدول، تشتري بعض الطماعين والجهلاء، وتقوم بعملية غسيل لعقولهم، وتجند بعض شباب المسلمين الذين لا يعلمون شيئًا عن الدين الإسلامي، وفي تلك المسألة ضربت أمثلة عديدة في البحث، أبرزهم ما حدث في مسجد الروضة، نهاية العام الماضي في أرض سيناء المباركة.

• ما هي عوامل هدم الأمة الإسلامية؟

هناك عدة عوامل تضعف الأمة الإسلامة، وتهدمها، وقد حذرت منها في البحث، ومنها المنافقون المتلونون، والعلماء الذين يتكلمون بجهل، والناس الذين يلبسون أقنعة، ممن يرددون الإشاعات وسماسرة الفتن، الذين يسعون إلى هدم قدسية القرآن والسنة، والخوراج الجدد.

• ما هي نسبة تماسك المجتمع المصري ضد الإرهاب؟

المجتمع المصري متكاتف منذ القدم، لكن لا بد أن نعترف أن هناك فقاعات هوائية تظهر بين الحين والآخر، وهذا الفقاعات، أبرز مثال عليها، القنوات الفضائية التي تثير الفتن، وبالتالي أطالب أن تقمع الدولة تلك القنوات على الفور، لأنها تساعد في نشر الإرهاب.

• هل هناك تعاون حاليًا بشكل حقيقي للقضاء على الجماعات الإرهابية بين الشرق والغرب؟

لا شك أن هناك تعاون بين مصر ومختلف دول العالم، لكن يجب أن نتذكر حديث الإمام الحسن البصري عندما كان يعظ الناس يومًا ومعه مصحف يحمله، فأخشع القلوب وأسال الدمع وأرهب النفوس ولما فرغ من عظته تفقد مصحفه أمام الجميع فإذا به قد سرق، ثم نظر إلى الناس فرآهم جميعا مشغولين بالبكاء والنواح فصاح بهم قائلا، أيها الناس كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟!.

الموقف الذي ذكرته، شبيه بما يحدث في وقتنا هذا، فجميع الدول تتظاهر بمحاربة الإرهاب، فمن إذًا يرعاه، ومن يوفر الأسلحة لجبهة النصرة ومن يرسل الأسلحة في ليبيا واليمن والصومال وجنوب السودان وأدغال أفريقيا، وإذا كنتم تحاربون الإرهاب فمن يرعاه ويمده بالسلاح والأموال!.

• هل مصر هي المقصودة بشكل خاص بالإرهاب أم المقصود هو تقسيم الشرق الأوسط؟

مصر ذكرت في القرآن الكريم 78 مرة، تصريحًا وتلميحًا، 5 مرات بشكل صريح، و73 مرة بالتلميح، فمصر مستهدفة منذ القدم، لم يظهر الأغريق في العصور القديمة إلا بالاستيلاء على مصر، ولم تقم للرومان قائمة إلا بعد حصولهم على مصر، ولم تكن إمبراطورية بريطانيا العظمة لتزدهر إلا بعد أن احتلت مصر.

مصر هي قلب العالم العربي، وواسطة العقد بالنسبة للعالم، وهي الفتاة الحسناء التي يوجد فيها متاع الدنيا، وهي كنانة الله في أرضه، وأهلها في رباط إلى يوم الدين، وجنودها خير أجناد الأرض.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
خبير: أمريكا لم تعطي الضوء الأخضر لـ إسرائيل من أجل اجتياح رفح الفلسطينية