اعلان

بيزنس "القمامة" بالقليوبية.. أهملته الدولة وحقق "النباشون" ثروات من جمعها

نباشين القمامة
نباشين القمامة

يطلق مصطلح "النباشين" على فريزة القمامة من الشوارع، حيث يقومون بفتح أكياس القمامة في الشارع ويأخذون منها "البلاستيك، وعلب الكانز، والكارتون، والحديد" ويجمعونه ليصبح منتجا يباعا، ومن هنا تعتبر القمامة ثروة قومية‏، وأحد أهم مصادر الدخل القومي في بعض الدول التي خصصت لها سوقا للتجارة.

أما في مصر فالوضع يختلف تماماً فالقمامة تمثل أزمة وعبأ على الدولة، نظراً لعدم وجود رؤية مستقبلية وخطط سليمة للتصرف فيها‏، فشوارعنا تمتلئ بها وتنتشر من خلالها الأمراض والأوبئة، كما أنها تشوه الشكل الحضاري للمدن والقرى، يضاف إلى كل ذلك إهمال الأجهزة المحلية والفشل الإداري في إدارة هذا الملف الهام.

ويتحرك "النباشون"، كل صباح يستخدمون عربات يجرونها بأنفسهم أو تجرها البغال أو دراجات نارية تجر صندوقًا خلفها يطلق عليها "التروسيكل"، يبحثون عن أكوام القمامة بكافة الشوارع والطرق أو أكوام القمامة الموضوعة داخل صناديق حديدية، حيث يقومون بعملية فرز سريعة لاستخلاص ما يهمهم من "كرتون، وزجاج، وعلب صفيح، وبلاستيك".

ومنهم آخرون يتحركون في معظم شوارع المدن والقرى، ينادون "روبابيكيا"، حيث يمكن لأي مواطن أو ربة منزل استدعائهم إذا كنت تمتلك مخزونًا من اﻷوراق والكتب، أو قطع اﻷثاث القديمة، أو زجاجات البلاستيك الفارغة، ليشتروها منهم، ويقومون بتقدير الكمية التي ترغب في بيعها، والتفاوض معك على سعرها. 

وبعد يوم عمل طويل لـ "النباشين"، وامتلاء أجولتهم من "الزجاج، والبلاستيك، والكرتون"، يذهبون إلى إحدى المخازن أو الساحات التي تم استئجارها من خلالهم، حيث يجلس هناك مجموعة من الرجال والشباب والسيدات، تكون مهمتهم فرز تلك الأجولة التي تم جمعها على مدار اليوم، حيث يتم فرز كل صنف من الأصناف على حده، وذلك تمهيداً لنقلها مرة أخرى للمصانع التى تعيد تدويرها حسب نوعها. 

ويتقاضى الفريز الواحد 100 جنيه يومياً، بينما يتقاضى أيضاً "النباش" 100 جنية في اليوم الواحد، والغريب في الأمر أن الدولة على علم تام بكل ذلك، ولم يتحرك أي مسؤول فيها للاستفادة من تلك الثروة المهملة، بل اكتفت بموقف المتفرج، وتركت ذلك الكنز لمجموعة من "النباشين"، و"الفريزة"، حتى حققوا من بيزنس القمامة ثروات كبيرة .

تقول "ثناء عمر"، ربة منزل، بأن أعداد نباشين القمامة كل يوم في تزايد، فلا يخلو شارع من تواجدهم، يبحثون بين أكوام القمامة عن "البلاستيك والزجاج وعلب الكانز"، وأراهم بنفسي يجمعونها في أجولة كبيرة الحجم لبيعها لتجار الجملة الذين يقومون بتوريدها للمصانع لإعادة تدويرها مرة أخرى وكثيراً ما تنشب بينهم مشاجرات على أسبقية جمع المخلفات. 

وأشارت، بأن ذلك يمثل خطرا صحيا كبيرا على صحة المواطنين، نظراً لأن منتجات البلاستيك التي يجمعها نباشين القمامة، تدخل في صناعة الأطباق البلاستيك، والسرنجات، وعبوات المحاليل، والأكياس البلاستيكية

ويضيف "خالد أحمد"، موظف، بأن قطاع كبير من الشباب والفتيات لجئوا إلى مهنة جمع القمامة وفرزها، نظراً لقلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، حيث تحقق لهم تلك المهنة أرباحا ومكاسب كبيرة، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسر وخاصة محدودي الدخل.

وأوضح، بأن من بين هؤلاء النباشين تجد حملة المؤهلات العليا، والمتوسطة، والذين فضلوا لقمة العيش الشريفة عن الإنحراف والسير في الطرق الغير مشروعة، موضحاً بأنه أصبح لزاماً على الأجهزة المختصة مساعدة تلك الفئة ومساندتها، بعدما فشلت الدولة تماماً في الإستفادة من ذلك الكنز المهدر.

من جانبه أشار اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية، أنه عقد اجتماعا مؤخرا مع إحدى الشركات الكبرى المصرية المتخصصة في مجال تدوير القمامة، وذلك لإنشاء مصنع لتدوير القمامة للاستفادة من ذلك الكنز المهدر، حيث يشتمل على ثلاث مراحل تبدأ بالجمع، ثم التدوير، ثم توليد الطاقة البديله من القمامه كالكهرباء، وRDF، حيث يعمل المصنع بطاقة 4000 طن يوميا، لافتا بأن تلك المنظومه جاري تطبيقها في عدد من محافظات الجمهورية. 

وأوضح، المحافظ، في تصريحات لـ«أهل مصر»، بأن المشروع يشتمل علي إنشاء خط إنتاج الوقود البديل من المخلفات التي يستخرج الطاقة منها، مؤكدا بأن تشغيل المصنع سينهي مشكلة القمامة بالمحافظة، مشيرا بأنه يستوعب 4000 طن مخلفات ما بين صلبه، وعضوية، لافتا إلى أن الغرض من إنشاء المصنع هو الاستفادة من تدوير المخلفات والقمامة، ولتوفير بيئة صحية مناسبة ومنع إحتراق المخلفات خاصة في المناطق العشوائية.

WhatsApp
Telegram