اعلان

ذبح وتمزيق جسد وقتل نساء.. شبح الثأر يعود لـ"عروس الصعيد" بعد غياب سنوات (تقرير)

شبح الثأر يعود من جديد لعروس الصعيد
شبح الثأر يعود من جديد لعروس الصعيد

دفعت روح الكراهية والثأر والانتقام إلى عودة الخصومات الثأرية من جديد بمحافظة المنيا، خاصة في ظل انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد، حتى بات القتل والذبح وقتل النساء وتمزيق الجثامين وسائل لعودة الثأر من جديد، بعد أن قضت عروس الصعيد عدة سنوات دون انتشار للخصومات الثأرية وترك القصاص بين يدي القضاء.

ما بين ذبح طالب جامعي بمركز سمالوط، وقتل أستاذة جامعية بإحدى قرى مركز المنيا، وتمزيق جسد رجل دين بإحدى قرى مركز أبو قرقاص وإلقاء جثته في ترعة، نهج اتبعه عدد ممن قُتلت في قلوبهم الرحمة لعقد النية على الانتقام والأخذ بالثأر ممن لا ذنب لهم، لتحقيق هدف الانتقام وعلو الرأس أمام مواطني بلدانهم بعد أن تمكنوا من أخذ حق الثأر دون انتظار سنوات على أعتاب المحاكم.

فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية شهدت محافظة المنيا وقوع عدد من أبشع جرائم القتل بينهم ثلاث جرائم بدافع الأخذ بالثأر والانتقام لتروي قصص الآلام التي سلبت روح زوجة من زوجها ونجلها الرضيع، وسلبت رجل دين يجتهد لفعل الخير بين أبناء بلدته، وقبضت براءة طالب مازال يتلقى العلم داخل كلية الطب بجامعة المنيا، ليتحاكى المواطنون عن عودة سيطرة قضايا الثأر من جديد للانتشار بمحافظة المنيا.

ففي البداية فوجئ المواطنون بالعثور على جثة شاب في مقتبل عمره مذبوحا وملقى داخل إحدى العقارات السكنية بالقرب من موقف سيارات المنيا بمدينة سمالوط، لتبدأ الأجهزة الأمنية تحرياتها وتكشف هوية الشاب طالب كلية الطب بجامعة المنيا الذي لم يكمل عامه الخامس والعشرين والذي راح في تصفية حسابات الثأر بين عائلته وعائلة أخرى، أعقبها العثور على ذراع وقدم مواطن داخل إحدى الترع بمركز أبو قرقاص بالقرب من قرية نزلة أسمنت في الوقت ذاته تزامن ذلك مع اختفاء رجل دين محب لعمل الخير بين أبناء بلدته، لتواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها وتعثر على ما تبقى من الجثمان وأنها للداعية المتغيب والذي قرر أحد الأشخاص بمعاونة أخرين بقتله وتمزيق جثته وإلقائها داخل إحدى الترع، وذلك انتقامًا لكون المجني عليه ساعد إحدى الفتيات من عائلة المتهمين للزواج من أحد الأشخاص فتربص المتهمين للمجني عليه حتى أردوه قتيلًا وألقوا بجثته بعد تمزيقها داخل إحدى الترع لتثير الواقعة غضب كبير بين الأهالي.

الواقعة الأكثر ألمًا على أهالي محافظة المنيا بينما يستعد المواطنون للاحتفال بليلة عيد الأضحي المبارك قُتلت أستاذة جامعية تعمل مدرس مساعد بكلية دار العلوم بجامعة المنيا بطلقة في الرقبة أنهت حياتها على الفور فيما أُصيب زوجها بعدة طلقات في البطن، بينما نجا طفلهما الصغير الذي لم يتخطى عامه الأول من عمره، بعد أن قدمت حياتها فداءً لزوجها ورضيعهما الصغير عقب أن انهال عليهم وابل من الطلقات النارية في جوف الليل والناس نيام، بعد أن قرر أحد الأشخاص الانتقام من زوج الأستاذة الجامعية أخذًا بالثأر في خلافات سابقة بين العائلتين راح ضحيتها أحد المواطنين من عائلة المتهم، ليبدأ المتهم بالتربص لزوج الأستاذة الجامعية وينهي حياتها على الفور لتكون أول سيدة تقدم حياتها فداءً لزوجها ورضيعهما الصغير في قضية ثأر بالصعيد.

في هذا الصدد، قالت الدكتورة مها عبد الله، الباحثة في علم الاجتماع، إن هناك عدة أسباب لعودة انتشار قضايا الثأر من جديد بمحافظة المنيا بعد غياب لعدة سنوات لعل من أهمها البعد الديني وعدم مواصلة المؤسسات الدينية دعمها لمواجهة الظاهرة خاصة خلال الفترة التي تمر بها البلاد من انتشار فيروس كورونا.

وأضافت الباحثة في علم الاجتماع، أنه ذلك فضلًا عن ثقافة الانتقام التي انتشرت عبر عدد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام التي تُحرض البعض على البحث عن أخذ حقوقهم دون الانتظار لأخذ القصاص عن طريق المحاكم الذي يعتبره البعض أمر لا يمكن تحمله لكون القضايا تمتد لسنوات طوال.

من جانبه، قال الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، إن مديرية أوقاف المنيا بالتعاون مع بيت العائلة المصرية ولجنة المصالحات التابعة لمديرية أمن المنيا نجحوا في تراجع نسب انتشار الخصومات الثأرية عن طريق الجلسات العرفية والدروس الدينية، موضحًا أنه تم عقد عدد كبير من جلسات الصلح العرفية التي جعلت محافظة المنيا تتعافى من ظاهرة الخصومات الثأرية.

وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، أنه للأسف الشديد عادت من جديد ظاهرة الثأر تنتشر بكثرة بمحافظة المنيا خلال الفترة الأخيرة خاصة عقب وقوع عدة حوادث ذبح وقتل لرجال ونساء مثلما حدث الشهر الماضي بثلاث مراكز مختلفة في محافظة المنيا، لافتًا إلي أن أزمة انتشار فيروس كورونا الفترة الماضية حالت بينهم وبين مواصلة نشر دروس الدعوي وجلسات الصلح العرفية لإنهاء الخصومات الثأرية بين العائلات في محافظة المنيا.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
محكمة العدل الدولية ترفض دعوى نيكاراجوا ضد ألمانيا بشأن غزة