اعلان

طارق متولي يكتب: الدوافع والأهداف وسر الفشل

طارق متولي
طارق متولي

كل نشاط إنساني في هذا الكون يدور بين هذين العنصرين دافع للفعل وهدف للوصول فإذا فقد أحدهما اختل العمل وأصبح بلا قيمة وهام الإنسان على وجهه لا يعرف طريقا صحيحًا ولا يصل إلى مكان.

بداية من الطفل الذي يذهب إلى المدرسة يحركه دافع النمو والتعلم والمعرفة وهدفه إسعاد والديه وتحقيق النجاح من أجلهم فإذا لم يكن هناك رغبة في النمو والتعلم والمعرفة ولا يهمه إسعاد والديه لأنهم لا يكترسون لنجاحه فلن يبذل جهد في تحصيل العلم بل سيتخلف دائمًا عن الذهاب للمدرسة ويرسب ويفشل.

كذلك الشاب الذي يتخرج من الجامعة إذا لم يكن هناك دافع يدفعه للعمل وهو الكسب، وهدف بناء بيت وأسرة وحياة طيبة يعيشها ويوفرها لأسرته فلن يعمل بجد ولن يتكبد عناء العمل ومشقته فإذا كان الدافع للعمل وهو الكسب غير مناسب لتحقيق الهدف أصبح العمل بلا قيمة وعزف الشخص عن العمل وإذا اضطر للعمل فسيعمل بشكل محدود جدًا بالقدر الذي يتناسب مع الكسب فيضر بالعمل ولا يحقق أي تقدم فيه.

لو قارنا بين إدارة منشأة ناجحة وأخرى فاشلة سنجد أن العاملين في المنشأة الناجحة يحققون مكسب أكبر ويوفر لهم بيئة عمل جيدة من مكاتب وأدوات ومستلزمات وتقدير مادي ومعنوي يدفعهم لإتقان عملهم والتفاني في أدائه حتى أنهم جميعا سيحرصون على سلامة المنشأة ونجاحها لأنه نجاحهم بينما في المنشأة الفاشلة سنجد العاملين يحصلون على مرتبات قليلة ولا توفر لهم بيئة عمل جيدة ولا تقدير مادي ومعنوي وإذا كانت المنشأة تحقق أرباح في بدايتها فهم لا ينالهم اى نصيب من النجاح هنا سيعملون بلا اتقان ولا تفاني ولن يحرصوا على سلامة المنشأة ونجاحها لأن نجاحها ليس نجاحهم.

الإنسان إذا لم يحركه دافع لعمل ما لن يعمله ولن يقوم به وعلى قدر قوة الدافع وعظم الهدف تأتي قوة العمل والاتقان والإصرار على النجاح.

نحن في الحقيقة عندما نعطى شخصًا ما أجر زهيد ليعمل عمل متقن نخدع أنفسنا قبل أن نخدع هذا الشخص لأننا من المؤكد لن نحصل على عمل متقن أو عمل جاد وسنضطر لإعادة هذا العمل مرات ومرات دون إتمام العمل بنجاح.

الإنسان عندما يعمل يريد أن يرى عمله مقدرًا وممودحا وأن يحقق له قيمة مضافة مادية ومعنوية معًا وبدون هذا سيكون عمله هباءً منثورًا بلا قيمة وهذا هو سر الفشل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً