شهدت محافظة قنا، وسط انتشار فيروس كورونا المستجد الفترة الماضية، خاصة بعد ظهوره يوم 15 مارس، حربًا شنها التجار والسماسرة في استنزاف أموال وعقول المواطنين في مواقف عديدة، وذلك توضح أكثر بعد القرار الصادر من رئيس الوزراء بالامتناع عن العمل منعًا من انتشار الفيرس، حيث رأي هؤلاء السماسرة أن هذه فرصتهم للكسب المادي أو الشهرة من وراء تلك الأحداث على حساب المحتاجين.
لم يكن السماسرة فقط في الحصول على المال بل بعض المسئولين استغل حرب كورونا للشهرة والتعاطف خاصة أعضاء البرلمان، باستخدام وسيلة سهلة للتقرب من الشباب في مجموعة صور أثناء تعقيمهم الشوارع أو تقديم المساعدة لهم، فتنوعت الوسائل والسبب واحد "كورونا" في تلك الأحداث التي شاهدتها قنا منذ بداية انتشار الفيروس حتى الآن وهي:
_سماسرة الكحول والكمامات
كانت محافظة قنا تعاني في بداية انتشار فيروس كورنا، من أزمة نقص شديد في الكحول والكمامات والمطهرات، وعَّقب على ذلك الدكتور أحمد النقيب، نقيب صيادلة قنا، قائلًا إن أزمة الكمامات فى المحافظة ليس للصيادلة أى دور فيها، فالكمامات من الأصناف الراكدة بالصيدليات، وإن الطلب عليها للشراء منخفض وذلك قبل الأزمة الحالية، وأن تواجدها يكون حسب الطلب فقط.
وأضاف، أنه فور حدوث أزمة فيروس كورونا توجه العديد من المواطني، لشراء الكمامات، فأنهت على كل الكميات الموجودة بالصيدليات، وعندما لجأ الصيادلة للشراء من مكاتب المستلزمات وجدو ارتفاعًا باهظًا في الأسعار، لذلك أي صيدلي يرفض الشراء بالسعر المبالغ فيه أو يضطر للشراء بهذا السعر فيضطر لبيعه بسعر أغلى، فأغلب الصيادلة لجأت للحل الأول وهو عدم الشراء من السوق السوداء، واثقين من أن الجهات الرقابية سوف تتدخل لضبط الأمور، وكذلك لعلمنا بحرص الدولة على توفير الكمامات.
سماسرة في حرب كورونا ظهرت في قنا الفترة الماضية
ولم يمضي يومين على انتشار الفيروس، إلا وتم ضبط 900 جوانتي وصابون بدون فواتير ومحاليل منتهية الصلاحية في مركز قفط، جنوب المحافظة، يتم بيعها في السوق السوداء بالسعر الحالي الذي ارتفع أيضًا بعد أزمة كورونا، حيث أصبح سعر الكمامة 10 جنيهات بعدما كانت بجنيه ونصف، والكحول تجاوز الـ 30 جنيه، بعدما كان بـ 5 جنيهات، فتم تحرير محضر لهم برقم 71 ومحضر رقم 72جنح آمن دولة طوارئ ضد المحلات المسئولة عن بيع المستلزمات الطبية بقفط، لانتهاء صلاحية محلول الحقن لمنع النزيف بـ 190.
وبجانب هذه الواقعة، تم شن حملات تفتيشية على الصيدليات وتم ضبط كميات كبيرة من المستلزمات الطبية بدون فواتير، وأدوية غير مسجلة في وزارة الصحة.
إلى جانب ذلك قال أحمد السيد، وكيل وزارة التموين بقنا، إن المديرية تشن حملات مستمرة بتوجيهات من محافظ قنا على محلات بيع المستلزمات الطبية، نظرًا لاستغلال بعض المحلات للأزمة برفع أسعار المطهرات مثل الكحول و الديتول دون مبرر، بدلًا من الوقوف بجانب المواطنين وبيعها بأسعارها العادية.
استغلال منحة العمالة الغير منتظمة
كما مرت على المواطنين في بداية كورونا، قرار وزارة القوى العاملة، حيث أعلنت عن فتح الموقع لتسجيل العمالة الغير متتظمة، لمنحهم 500 جنيه مساعدة للذين ليس لديهم عمل، بعد انتشار فيروس كورونا، ومن هنا استغلت مراكز الخدمات الإلكترونية الأزمة في السمسرة على المواطنين المحتاجين للتسجيل لهم ب 10 جنيهات من كل مواطن، وتم إغلاق أحدهما من قبل الأجهزة الأمنية، والوحدة المحلية في فرشوط، شمال المحافظة، بسب حدوث اشتباكات أمامه من شدة الزحام الذي يعرض حياة المواطنين لخطر فيروس كورونا.
تزاحم للتسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة في قنا
وذلك بعد أن طالب عدد من المواطنين، سرعة التدخل لحل هذه الأزمة، ومنع التجمعات أمام السنتر، وبناءً على شكوى أحد المواطنين تحركت الأجهزة التنفيذية والأمنية بفرشوط لمكتب الخدمات الإلكترونية، وغلقه والتحفظ على صاحبه، لتسببه في وجود حالة من التزاحم الشديد للمواطنين لتسجيل بياناتهم والحصول منهم على مقابل مادي، ولم يكن هو فقط بل في كل مركز بقنا سماسرة مماثلة له.
إضافة إلى مأساة البعض على عدم حصولهم على المنحة وكانت في أشد الحاجة إليها، ومأساة أخرى للحاصلين على قروض رجال الأعمال ولم تؤجل لهم الأقساط، وأصبح لا دخل لهم نهائي.
مواقف أخرى ظهرت لاستغلال كورونا في الشهرة
لم تنتهي السمسرة إلى هذا الحد بالحصول على الأموال فقط، بل وصلت إلى استغلال أزمة كورونا لزيادة الشهرة لإكساب تعاطف المواطنين، ظهر ذلك عندما تداول رواد الفيسبوك صورًا لنائب برلمان من قنا، وهو يرتدي زي التعقيم وبيده آلة الرش في السيدة نفيسة بالقاهرة، وهو يساعد في تعقيم الشوارع، حيث تم تداولها كبطلًا ظهر في الحرب.
لكل هذه الأسباب يعاني المواطنين لاستغلال الجميع لهم، وطول مدة الحظر والذي ما زال مستمر، خوف ورعب من فيروس كورونا بعد اقتحامه كافة مراكز قنا، ولا يجدون يد المنقذ لهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
