اعلان

شاب مسيحي يدخل البهجة على قلوب أهالي "الحتاتة" بالمنيا.. "أرمانيوس" صنع أكبر فانوس وأهداه للمسلمين: "حبيت أخفف من حالة الحزن بسبب إغلاق المساجد"

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا
"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

القصة أكبر من أن مسيحي يصنع فانوسًا في رمضان ويهديه إلى أخوته المسلمين، أو أن مواطن آخر يقيم مأدبة إفطار، الحكاية بإختصار هي مصر؛ هذا الوطن الذي ينتمي إليه مواطنون ملئت قلوبهم محبةً وعاشوا طوال قرون عديدة مضت أخوة، لا تستطيع معرفة من منهم المسلم ومن المسيحي، وفي رسالة "أرمانيوس" ذلك الشاب الصعيدي تجسيد حقيقي للمعاني التي نذكرها ولمشهد النسيج الواحد الذي يظلل بسحب المحبة على كل بقاع مصر.

أرمانيوس فوزي، شاب في ربيعه الـ 36، يقيم في قرية الحتاحتة التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا - عروس الصعيد -، اختار أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك بطريقته الخاصة، رافعًا شعار: "من شركاء الوطن إلى شركاء الوطن.. رمضان أحلى واحنا مع بعض".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

"أرمانيوس"، الحاصل على معهد فني تجاري من جامعة بني سويف، ولكنه اختار أن يعمل نجار موبيليا في ورشته الخاصة بمسقط رأسه، اعتاد الاحتفال بقدوم شهر رمضان كل عام، ودافعه لتكرار هذه العادة قناعة راسخة أن هذا الشهر المبارك مناسبة تجمع المصريين جميعًا وليس المسلمين فقط.

فكر "أرمانيوس"، في ابتكار طريقة جديدة للاحتفال برمضان هذا العام تتناسب مع إجراءات الحظر المفروض بسبب مواجهة فيروس كورونا المستجد؛ فقاده تفكيره إلى تصميم أكبر فانوس وإهدائه إلى إخوته المسلمين، يقول الشاب الصعيدي حول هذا الأمر: "الفكرة ليست وليدة اللحظة، ولكنها خطرت لي قبل عيد القيامة المجيد، والسبب في هذا الكم الكبير من التهاني والمباركات والمعايدات التي وصلتني من أصدقائي وأخوتي المسلمين في القرية".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

أرمانيوس، يؤكد أنه عقب الاحتفال بعيد القيامة المجيد قرر صنع أكبر فانوس وإهدائه إلى أصدقائه وأخوته المسلمين لإدخال السرور على قلوبهم، والتخفيف من حالة الحزن التي تسيطر عليهم بسبب إغلاق المساجد في رمضان؛ قائلًا: "لو كانت المساجد مفتوحة ومفيش كورونا، كنت هفكر في عمل آخر غير صناعة الفانوس".

وعن السبب الذي يجعله متمسكًا بالاحتفال برمضان كل عام، يؤكد أرمانيوس: "من زمان وأنا عندي إحساس إن رمضان مش مرتبط بالمسلمين فقط، وإن الشهر ده مصدر فرحة للمصريين كلهم، وده أهم سبب بيخليني أشارك بتقديم الخير فيه كل عام".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

أرمانيوس، بدأ مراحل تصنيع أكبر فانوس بمفرده؛ إلا أن الأمر سرعان ما تحول إلى ملحمة من المحبة وشاركه 6 شبان مسيحيين من أبناء القرية في هذا العمل؛ يقول الشاب الصعيدي: "كنت الوحيد صاحب فكرة تصنيع أكبر فانوس، وبدأت في تنفيذها بمفردي، وبمجرد أن بدأت التصنيع وشاهدني بعض الأصدقاء في القرية تطوعوا لمساعدتي وهم: شنودة جرجس، وميشيل جمال، ومينا خلف، وماركو جرجس، ومكاريوس فوزي، وعماد عيد، وبمجرد أن انتهينا من صناعة الفانوس حملناه جميعًا ووضعناه أمام مسجد القرية ليكون مصدر بهجة وسعادة لجميع الأهالي".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

وضع "أرمانيوس" وأصدقاءه الفانوس أمام المسجد، وهنأوا الأشخاص الذين كانوا يتواجدون هناك بقدوم شهر رمضان، ثم انصرفوا كلٌ إلى منزله، ولم يمر سوى وقت قصير حتى فوجئ بردود أفعال لم يكن يتوقعها: "فوجئت بفرحة عارمة بين أهالي القرية، ووصلتني ردود أفعال طيبة للغاية، وأصبحت سعادتي مضاعفة حين علمت أنني كنت سببًا في إدخال السرور على أصدقائي وأخوتي"، هكذا يصف الشاب الصعيدي ردود الفعل.

يقول أرمانيوس: "لما بدأت أصنع الفانوس كنت كل اللي بفكر فيه إن أهالي قريتنا يكونوا مبسوطين، وإني أقدر أعمل شيء يسعد قلوبهم، وبعد ما وضعنا الفانوس أمام المسجد اعتبرت إن مهمتي انتهت؛ لكني فوجئت بردود الأفعال الطيبة، ولقيت الناس بيقولولي إني عملت حاجة كبيرة أشاعت الفرح والسرور في كل منازل القرية".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

تلقى أرمانيوس، دعمًا معنويًا كبيرًا من جميع أهالي قريته، وهذا ما جعله يشعر بنشوة من السعادة، ومنحة حماسة جعلته يقرر مواصلة هذا العمل في كل عام: "بإذن الله في رمضان المقبل، وفي كل رمضان، هعمل حاجة أحسن من اللي عملتها هذا العام.. أنا مبسوط جدًا إني قدرت أفرح أهلي وأصدقائي".

أرمانيوس، يؤكد أن راعي الكنيسة بمركز سمالوط شجعه كثيرًا لصناعة الفانوس وإهدائه إلى أخوته وأصدقائه المسلمين: "أنا متعود إن أي قرار في حياتي الشخصية أو العملية لازم أخد فيه رأي أبونا، وحين أطلعته على فكرة تصنيع أكبر فانوس لإدخال السرور على أهل قريتي شجعني، ونصحني بتكملته وتصنيعه على أكمل وجه".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

أرمانيوس، تزوج منذ سنوات ولديه 3 أبناء (فتاتين وولد)، وله طقوس خاصة في رمضان، يعشقها منذ صغره، ومازال محافظًا عليها حتى اليوم، يقول واصفًا إياها: "بعشق صوت وطريقة عم طارق المسحراتي، ومتعود انتظره يوميًا وهو بيمر في شوارع القرية عشان استمتع بسماعه، وكمان بحب الكنافة التي تصنع خصيصًا لرمضان".

أرمانيوس، يعشق أيضًا الاستمتاع بالطقوس الدينية الخاصة بشهر رمضان، معتبرًا أنها لا تخص المسلمين وحدهم، يقول حول هذا: "أفتقد صوت القرآن في المساجد قبل المغرب والفجر، ولا أستطع تخيل رمضان بدون سماع هذا الصوت الشجي".

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

أرمانيوس، في نهاية حديثه يطلب من مسئولي محافظة المنيا تلبية مطالب أهالي القرية والمتمثلة في: إستكمال مشروع الصرف الصحي الذي تأخر كثيرًا، والذي أصبح ضرورة ملحة يحتاج إليها جميع الأهالي، والمطلب الثاني هو "تنجيل" ملعب مركز شباب القرية، خاصة أن أكثرية الشباب يضطرون للذهاب إلى ملاعب القرى المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة.

"أرمانيوس" صنع أكبر فانوس ووضعه أمام مسجد قرية الحتاتة بالمنيا

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً