اعلان

"أمريكا أولاً".. كيف أخر شعار "ترامب" صناعة لقاح فيروس كورونا.. وهل ستؤثر تحقيقات المحكمة العليا على فوزه في الانتخابات؟

أمريكا أولاً تؤخر انتاج لقاح فيروس كورونا
أمريكا أولاً تؤخر انتاج لقاح فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

مازال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير الجدل منذ توليه الرئاسة من خلال سياسته الخارجية وقرارته التي يغرد بها على حسابه الشخصي "تويتر"، ولكن الأمر ازداد سوءاً عقب تفشي فيروس كورونا في أمريكا حيث أتهم الصين بإخفاء معلومات عن الفيروس في توقيته وكيفيه انتشاره في العالم، ولم يتوقف الامر عند ذلك فقد قام بالموافقة على تجارب سريرية على دواء "الكلوريكين" الذي حصد أرواح الكثير من الشعب الأمريكي لما له من أعراض جانبية خطرة، كما غرد بتغريدته الشهيرة التي قلبت الدنيا رأساً على عقب وهي "حقن المصابين بالمطهرات"، وقد أسفر كل هذا عن إعلانيين جديدين من الحزب الجمهوري لحفظ ماء وجه "ترامب" قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، خاصة بعد رفع دعوى ضده أمام المحكمة العليا الأمريكية التي تحقق الآن في تلك الأمور.

اقرأ أيضاً: من "كلوروكين" إلى "ريميسيديفير".. فشل الأدوية في تغلب على كورونا.. كيف يعالج المرضى الآن؟

أزمات تحيط بـ"ترامب" قبل الانتخابات الرئاسية

أصدرت مجموعة المحافظين الجمهوريين من أجل حكم القانون (RRL) إعلانين جديدين الاثنين الماضي يبرزان كيف حاول الرئيس دونالد ترامب تجنب جميع أشكال الرقابة، قبل المرافعات الشفوية التي قُدمت يوم الثلاثاء في المحكمة العليا الأمريكية والتي يمكن أن تحدد ما إذا كان يمكن توجيه اتهام لترامب بارتكاب جرائم أثناء توليه منصبه، حيث جادل الفريق القانوني لترامب بأنه لا يمكن التحقيق مع الرئيس عن أخطائه أثناء وجوده في منصبه، حيث استخدم "ترامب" المادة الثانية من الدستور الأمريكي لصالحه حيث قال أنها البند ينص على "إعطاؤه الرئيس الحقوق كاملة في الأموال الضريبية، وأنه يتمتع بالحصانة الكاملة دون مساءلة جنائية" وفقاً لمزاعم ترامب.

اقرأ أيضاً: اكتشف في السعودية ثم نقل من كندا إلى الصين.. تفاصيل صناعة فيروس كورونا في مختبر "ووهان" كسلاح بيولوجي

وفي هذا السياق، قال جاستين فيل ، رئيس الاتصالات بآر آر إل ، ومحامي حماية سياسة الديمقراطية لصحيفة النيوزويك الأمركية: "يعتمد دستورنا في جوهره على المبدأ الأساسي للضوابط والتوازنات، لا يمكن للرئيس ولا الكونجرس ولا المحاكم أن تتمتع بسلطة غير محدودة، لكن الرئيس ترامب يخرق هذه الفكرة بشكل صارخ ، ويسيء استخدام سلطته ثم يلعب بالألفاظ لتجنب أي مساءلة".

فيما قالت كريستين تود ويتمان ، رئيسة ولاية نيوجيرسي السابقة ، "إذا اعتبر الرئيس فوق القانون ، فلا أحد يستطيع أن يحاسبه ، فنحن في وضع خطير للغاية لأن هذا يعني أن الرئيس يمكنه القيام بما يريد دون محاسبته ".

اقرأ أيضاً: قطط آكلة للحوم البشر.. تجارب أمريكية سرية في مختبر ووهان شرارة ظهور فيروس كورونا

لماذا يكره ترامب اللقاحات؟

لسنواتٍ نشر ترامب أكاذيبَ خطيرة بشأن اللقاحات، إذ من المعروف أن كثيراً من اليمنيين الأمريكيين الذين يكونون قاعدته الشعبية لديهم مواقف سلبية من اللقاحات.

تقول الصحيفة الأمريكية إن إصرار ترامب الشخصي على أن اللقاح لن يكون ضرورياً لهزيمة الفيروس قد دفع المسؤولين الأمريكيين إلى التحذير من أن وصول الأمريكيين إلى اللقاح النهائي قد يتباطأ، على الرغم من العمل المخبري الحديث الذي يجري على الأراضي الأمريكية.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة توجد بها حركة كبيرة معادية للقاحات، وهي تتركز في أوساط الجمهوريين.

اقرأ أيضاً: حرب اللقاحات.. كيف سيتم توزيع "مصل" فيروس كورونا على العالم؟

ويتبنى بعض الساسة الجمهوريين نظريات وهمية حول الأضرار المفترضة للتلقيح، ويطالب البعض بتحطيم النظرة التقليدية للحزب الجمهوري، باعتبار تحصين الأطفال مسؤولية الإدارة المدنية.

وعلى الرغم من تشككه السابق في اللقاحات فقد وصف ترامب فكرة اللقاح بأنها جيدة، وقال لشبكة فوكس نيوز في نهاية الأسبوع الماضي: "نحن واثقون جداً من أنه سيكون لدينا لقاح بحلول نهاية العام"، ولكنه إطار زمني يشكك فيه العلماء.

أمريكا أولاً مازالت الفكرة المترسخة لدى ترامب

المشكلة الأكبر في موقف إدارة ترامب من اللقاحات لا تتعلق بالأساس بمثل هذه الأفكار المعارضة للقاحات، التي سرعان ما يتراجع عنها،ولكن تتعلق أيضاً بأيديولوجية يمينية أخرى، هي فكرة "أمريكا أولاً" والتوجهات الانعزالية التي يغذيها ترامب، والتي أدت إلى ابتعاد الولايات المتحدة عن الجهود الدولية الواسعة لإنتاج لقاحات لمرض كورونا، رغم أن الولايات المتحدة أكثر دول العالم من حيث الإصابة به.

فمن الغريب ما فعلته إدارة ترامب مؤخراً، في ظل غرق البلاد في هذه الجائحة، إذ لم ترسل الولايات المتحدة تمثيلاً الأسبوع الماضي إلى قمة عالمية افتراضية خَصصت أكثر من 8 مليارات دولار لقاح لفيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: حفلات "أحضر كورونا معك" و"إطلاق نار بسبب ارتداء الكمامة".. كيف يدير "ترامب" أزمة تفشي كورونا؟

وشاركت في القمة العديد من الدول مثل بريطانيا والصين وكندا وتركيا و السعودية واليابان، والعديد من الدول الإفريقية، ومنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة غيتس، والمفوضية الأوروبية.

يبدو أن ترامب يحاول التلاعب بمشاعر جمهوره الوطنية من خلال إرسال رسالة "بأننا نتخذ إجراءات بمفردنا، ونحن أقل اعتماداً على الآخرين، وأننا سنقدم أسرع وأفضل من منافسينا"، حسب ما يقول ستيفن موريسون، الذي يدير برنامج الصحة العالمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

البديل الترامبي للقاح العالمي

بدلاً من ذلك كلّف ترامب صهره جاريد كوشنر وآخرين بقيادة ما يبدو وكأنه محاولة من جانب واحد للحصول على لقاح لفيروس كورونا، أطلقت عليه الإدارة "عملية الالتفاف السريع (Operation Warp Speed)"

لم يتم الإعلان عن تفاصيل عملية Warp Speed، حتى الآن لكن البيت الأبيض وضع هدفاً للحصول على 100 مليون جرعة لقاح بحلول الخريف، وهو هدف أطلق عليه عضو مجلس الشيوخ الجمهوري وصف "طموح بشكل مذهل"، ولكن العلماء لا يشاركون الإدارة ومؤيديها نفسَ التقديرات الحماسية.

يقول ستيفن موريسون، الذي يدير برنامج الصحة العالمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن البيت الأبيض لم يُشر إلى خطة للانضمام إلى قمة عالمية افتراضية قادمة حول اللقاحات المقرر عقدها في 4 يونيوالمقبل.

اقرأ أيضاً: قصص اغتيالات واختفاء غامض.. بالوثائق: لماذا قُتل "بينج ليو" وماذا اكتشف بشأن علاج فيروس كورونا؟

ووفقاً للـ"نيوزويك" الأمريكية ستكتسب الهيئات العلمية في العالم خبرة كبيرة في أعقاب المعارك متعددة الجنسيات ضد الإيبولا والزيكا وفيروس نقص المناعة البشرية وغيرها من الفيروسات القاتلة، ولكن الخطر الآن في أن أي لقاح سيتم انتاجه إذا لم يخرج من أمريكا ستقوم إدارة ترامب بالتشكيك فيه حتي يتم رفضه.

على سبيل المثال فإن مشروعين واعدين يعمل عليهما العلماء الأمريكيون يقوم تصميمهما المبدئي على سهولة إنتاج اللقاح ونشره على مستوى العالم.

في مركز أبحاث اللقاحات في جامعة بيتسبرج الأمريكية، يقوم فريق بقيادة العالم بول دوبريكس بتطعيم بروتينات طفرة فيروسات التاجية وراثياً إلى فيروس الحصبة، لإنشاء منتج يمكن تصنيعه بسرعة بمئات الملايين من الجرعات من الهند إلى إنديانابوليس.

اقرأ أيضاً: من صفقة القرن إلى فيروس كوفيد 19.. كيف انهارت أمريكا على يد جاريد كوشنر؟

وفي الوقت نفسه، في معهد ويستار بجامعة بنسلفانيا، استخدم فريق بقيادة ديفيد وينر تكنولوجيا الحمض النووي لابتكار لقاح مرشح لأن يكون له عمر تخزين طويل واستقرار درجة الحرارة، مما يسرع من توزيعه حول العالم.

واختتمت الصحيفة أنه من الغريب أن يكون لديك كل هذا التاريخ الغني بالتعاون في العلوم الطبية الحيوية، ثم في لحظة من الزمن، لأسباب يصعب فهمها أصبحت تريد أن تفعل ذلك بمفردك، رغم وجود مشكلة عالمية بهذا الحجم غير المسبوق، وعندما يكون التعاون ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً