اعلان
اعلان

أحمد الأطرش يكتب: «كورونا 2020 ».. تنبؤات عظائم الدهور في العصر العباسي!

أحمد الأطرش
أحمد الأطرش

"روايات.. وكُتب أدبية تاريخية" مرت عليها قرون وقرون، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيال تفشي وباء مستجد، يدعى كورونا أو كوفيد- 19 بـــ"الإنجليزية"، تحدثت عن الفيروس آنذاك، حتى بدأ في الظهور بأفعاله وهو يرتدي "طاقية الإخفاء"، ليصيب من يصيب، ويقضي على من جاء أجله، لأول مرة في شهر ديسمبر، من عام 2019، بمدينة ووهان، التابعة لجمهورية الصين.

تنبأت تلك الروايات عن الفيروس بإسمه، وزمن ظهوره، وسبب حضورة، وما سيفعله بالعالم، وبرغم ذلك، تجاهلت الدول العظمى والصغرى تلك التنبؤات، وما زال العالم يحاربه دون أن يعد له قوة وسلاح ليرهبه.. معبرين بعجزهم بتلك الأوصاف: " كورونا جُند مَجهول.. أو العدو الخفي".

فمنذ 39 عامًا وتحديد سنة 1981، تنبأ الكاتب والروائى الأمريكى دين كونتز، بظهور فيروس كورونا "كوفيد - 19" فى مدينة ووهان الصينية، وهو ما ظهر فى روايته "عيون الظلام - The Eyes of Darkness" التى تطابقت أحداثها بشكل كبير مع الواقع الحالي.

و برغم ظهور المرض بنحو 4 عقود زمنية، دارت أحداث "عيون الظلام"، فى نفس مدينة انتشار الفيروس "ووهان" حيث يطور العلماء فى مختبرات تابعة للجيش الصينى، فيروسا كجزء من برنامج هذا البلد للأسلحة البيولوجية فى الحروب، وأطلق المؤلف كونتز على الفيروس "ووهان - 400"، كما أطلق عليه "السلاح المثالى" لأنه يؤثر فقط على البشر، كما أنه لا يمكنه البقاء خارج جسم الإنسان لأكثر من دقيقة.

ما تحدثت عنه الرواية بشأن المختبر العسكري الصيني في ووهان بأن أنتج فيروسا غامضا يصيب الجهاز التنفسي كجزء من برنامج للأسلحة البيولوجية، الأمر الذي ربطه البعض بفيروس كورونا الجديد، خاصة بعدما روت "عيون الظلام" قصة الأم كريستينا إيفانز التي كانت تعتقد أن ابنها توفي في رحلة تخييم، قبل أن تقودها عملية البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته.

و في النهاية وجدت إيفانز، أن ابنها ما يزال على قيد الحياة، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه "ووهان- 400"، تم تطويره في مختبر في مدينة ووهان.

آنذاك، تساءل بعض المعلقين إن كان كورونا قد ظهر بالفعل بالصدفة، أم أن له علاقة بالرواية الأدبية، التي تنبأت بأحداث مشابهة لما يشهده العالم حاليا؟.. "الأمر ممكن لكنه ليس مستحيلا".

ومن غرائب الصدف أن المختبر الذي تتحدث عنه الرواية، يقع على بعد 22 كيلومترا فقط من مركز تفشي كورونا المستجد، ويروج بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة فكرة تشير إلى أن كورونا صنع في أحد مختبرات الصين لتحقيق غايات قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.

ويعزز هؤلاء اعتقادهم بأن الصين تقوم، منذ زمن طويل، بتطوير وصناعة أسلحة بيولوجية وكيميائية، وهو ما أكدته فيما بعد عدة أبحاث يابانية.

وسبق لموقع "ناشيونال إنترست" الأميركي أن نشر تكهنات لمعلقين سياسيين روس، تفيد بأن كورونا أخذ أبعادا جيوسياسية، وأشارت إلى أن الفيروس ربما كان سلاحا بيولوجيا أميركيا يستهدف موسكو وبكين"، ولكن لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي على صحة هذه التكهنات، كما أن انتشار فيروس كورونا حول العالم يجعل من الصعب الاعتقاد بأنه صنع خصيصا لاستهداف بلد بعينه.

"عندما تحين العشرون.. قرون وقرون وقرون.. يجتاح الدنيا كورون.. من فعل البشر الضالون.. فيميت كبارهم.. ويستحيي صغارهم.. يخشاه الأقوياء.. ولا يتعافى منه الضعفاء.. يفتك بساكني القصور.. ولا يسلم منه ولاة الأمور.. يتطاير بينهم كالكرات.. ويلتهم الحلقوم والرئات.. لا تنفع معه حجامة.. ويفترس من أماط لثامه.. يصيب السفن ومن فيها.. وتخلو السحب من راكبيها.. تتوقف فيه المصانع.. ولا يجدون له من رادع.. مبدؤه من خفاش الصين.. وتستقبله الروم بالأنين".

"تخلو الأماكن من روادها.. وتستعين الأقوام بأجنادها.. يضج منه روم الطليان.. ولا يشعر من جاورهم بأمان.. يستهينون بأول اجتياحه.. وييأس من طبهم كفاحه.. يتناقلون بينهم أخباره.. ويكتشفون بلا نفع أسراره.. يخشاه الأخيار والفساق.. ويدفنون ضحاياه في الأعماق.. تتعطل فيه الصلوات.. وتكثر فيه الدعوات.. وتصدق الناس ما يشاع.. وتشتري كل ما يباع".

"ممالك الأرض منه في خسارة.. تعجز عن محاربته وانحساره.. في زمن قل الصدق في التعامل.. وشح الإحسان في المقابل.. ثم تنكشف الغمة عن الأمة.. بالرجوع إلى الله تأتي التتمة.. وتستنير الضمائر المستهمة.. بالتضرع إلى الله والصلاة على الأنبياء والأئمة".

هذا الاقتباس، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة خلال الساعات القليلة الماضية، وهو منسوب لكتاب يُدعى "عظائم الدهور" لأبي علي الدبيزي، كما كُثرت عمليات البحث على محرك "جوجل" لتحميل الكتاب المزعوم.. ومن هنا أخذتني لهفة الكلمات، جعلتني من ضمن الباحثين على الكتاب، ويدفعني شوق وتفاؤل كبير يحمل صدق تلك الكلمات التي ذكرها الاقتباس السابق، لإعتقادي بأنه تنبأ حقيقي بانتشار وباء "كورونا" في 2020 منذ عام 565 هـ.

ولكن مجهودي في البحث عن ذلك الكتاب، والتأكد من صحة وجودة بين أعمال أدباء ذلك العصر، لم أجد له شيء يثبت كيانه ومكانه!

أعجبني رد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على تلك الاقتباس، وما نسبه إلى كلماته " أباطيل وشائعات"، حينما أكد بعدم صحة وجود كتاب بهذا الاسم، و أن مؤلفه شخصية مغمورة ومبهمة، كما أن الكلام الوارد بشأن هذا الفيروس، فيه ما فيه من الركاكة والضعف، ولا يتماشىٰ مع أساليب الكتابة العلمية الرَّصينة في القرن السَّادس الهجري.

إضافة إلى أن قافِية القصيدة المُنتشِرة ورويّها غير موحدَين في حين أنَّ قصايد الشِّعر العربي لم تخرج عن وحدة القافية والرّويّ حتى العصر الأندلسي، والأبيات منسوبة للعصر العباسي.

فلنرجع قليلاً إلى الاقتباس السابق.. سنلاحظ بانه جاء في الكلام كثيرٌ من الأمور الغيبيّة التي لا يمكن لأحد من البشر الاطلاعُ عليها بحال من الأحوال، إلا أن تكون معجزة لنبي، لقول الله سبحانه و تعالىٰ: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا).

ولكن لا بأس لو أخذنا بالكلمات الأخيره من الإقتباس، كونها قد تحمل رسالة إتعاظ وتنبيه وتذكرة، لما نحن فيه من غفلة وما وصلنا إليه في الابتعاد عن الله والانشغال والتمسك بالدنيا دون التفكير للآخرة، حيث هذه الغمة لم ولن تزول إلا بالرجوع إلى الله، والعمل على الطاعات والعبادات، والعمل الحسن.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً