اعلان

شيخ الأزهر عن الجدال وادعاء معرفة كل شيء: جائحة أكبر من كورونا

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

أوضح الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن صناعة الجدال وادعاء المعرفة من أخطر ما أصاب مجتمعاتنا في العقد الأخير، وأن الادعاء بمعرفة كل شيء جائحة جديدة أكبر من كورونا.

وخلال حلقة اليوم من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب " تحدث شيخ الأزهر عن أهم القضايا الملحة والمسائل المهمة، والتي كان أبرزها صناعة الجدال وادعاء المعرفة قائلًا: إنَّ هذه الخصال من أخطر ما أصاب مجتمعاتنا في العقد الأخير، وأن ومعلومات الشبكات العنكبوتية ليس لزامًا أن تتمتع بالصدق وأن يُعتمَد عليها في الحوار.

وأضاف الطيب أنَّ البعض يدعي القُدرة على التحدُث في موضوعات بالغة التعقيد متنوعة المجال، فيتحدث حديث الخبير الذي يعرف الأكمة وما وراءها، وهؤلاء يُدلون بأعاجيب من القول وأفانين من التحليلات لا يستند معظمها إلى أي أساس ممنهج من علم أو دراسة مُنظَّمة.

وأكد شيخ الأزهر أن وباء كورونا التي نمر به الآن تولَّد منه جائحة أكبر تمثَّلَت في الجرأة على حُرْمَةِ التخصُّص العلمي، ومكانة العلماء المتخصِّصين مِمَّن أفنوا زهرات أعمارهم وسكبوا ماء عيونهم في الدِّراسَةِ والتعليم والبَحْث، فأصبح الجميع يعرف كل شيء عن أي شيء، حتى أصاب التخصُّصَ في العلم الإسلامي: عقيدةً وشريعةً وأدبًا ولغةً وثقافةً، شيءٌ غير قليل مِمَّا تموج به السَّاحة من هذا الجدَل المنفَلِت من ضوابط المعرفة والحوار العلمي والثقافي، وفتحت الأبواب على مصارعها لكل من زعموا أنَّ الإسلام بحاجة للإصلاح وأنَّ مهمة إصلاح الإسلام والمسلمين تقع على عواتقهم وحدهم دون غيرهم من المتخصصين في العلم الإسلامي.

وأشار شيخ الأزهر إلى أنْ القرآن الكريم ذكر أشباه هؤلاء المجادلين في أوائل سورة الحج، فقال تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ. كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [الحج: 3-4]، ثم تكتمل الصورة في الآيتين: الثامنة والتاسعة فيظهر هؤلاء في صورة جهلاء يجادلون في الله دون رجوع إلى علم ولا استدلال ولا كتاب يضيء لهم بدلالات العقل والنقل طريق ما يجادلون فيه،﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ. ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً