اعلان

بعد غلقها بسبب فيروس كورونا.. تعرف على تاريخ المطاعم منذ 600 عام

تاريخ المطاعم
تاريخ المطاعم
كتب : سها صلاح

يمر العالم في الآونة الأخيرة بأسوء كابوس منذ قرون وهو تفشي فيروس كورونا حيث حصد أرواح أكثر من ربع مليون شخص وأصاب 5 مليون أخرون وقد اعتادت الشعوب منذ سنوات عديدة على أكلات "التيك آوي" والتردد على المطاعم التي أغلقت تماشياً مع إجراءات الوقاية التي فرضتها العدد من الدول لمواجهة وباء كورونا، ولكن هل التردد على المطاعم شيئاً جديداً على الشعوب أم أنها من مئات السنيين، وماهو بداية هذا الأمر؟، كان الناس يأكلون خارج المنزل منذ آلاف السنين ، ففي الغرب ، جاءت معظم الإصدارات المبكرة من المطعم الحديث من فرنسا، حيث انطلقت ثورة في باريس في القرن الثامن عشر، لكن أحد أقدم الأمثلة على ثقافة المطاعم الحقيقية بدأ قبل 600 عام.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة.. فيروس كورونا ينتشر في المطاعم والمكاتب بشكل أكبر

غناء النوادل في الصين

مشهد في غاية الروعة داخل العاصمة الصينية القديمة حيث بدأ اصطفاف "أكشاك الطعام" في الصين عام 1100، بعد الزيادة السكانية،وكانت التجارة بين تلك العاصمتين الشمالية والجنوبية لسلالة سونغ الحاكمة في القرن الثاني عشر، وعدم اعتياد التجار الصينيين الذين يسافرون خارج مدينتهم على الأطعمة المحلية الغريبة كانت الدافع لبناء هذه المطاعم، وأضاف: "بإمكانك القول إن أول المطاعم كانت مطاعم عرقية".

اقرأ أيضاً: حفلات "أحضر كورونا معك" و"إطلاق نار بسبب ارتداء الكمامة".. كيف يدير "ترامب" أزمة تفشي كورونا؟

تقع هذه المطاعم النموذجية في مناطق ترفيهية حيوية تخدم المسافرين من رجال الأعمال ، وتكتمل بالفنادق والحانات وبيوت الدعارة، وفقًا لوثائق صينية من العصر القديم التي نشرها موقع "هيستوري" ، فإن مجموعة متنوعة من خيارات المطاعم في عشرينيات القرن الحادي عشر تشبه منطقة سياحية في وسط المدينة في مدينة من القرن الحادي والعشرين.

وفقًا لمخطوطة صينية من 1126 مقتبسة في Dining Out ، تم استقبال عملاء أحد المطاعم الشهيرة أولاً بمجموعة مختارة من أطباق "العرض" المطلية مسبقًا والتي تمثل مئات الخيارات اللذيذة. ثم جاء فريق من النوادل المدربين تدريبا جيدا والمسرحية، "أخذ النادل أوامره ، ثم وقف في الطابور أمام المطبخ ، وعندما جاء دوره ، غنى أوامره إلى أولئك الموجودين في المطبخ، أولئك الذين كانوا مسؤولين عن المطبخ كانوا يطلق عليهم "سادة وعاء" أو يطلق عليهم "المتحكمون في طاولات التحضير".

الوجبة اليابانية في المطاعم

وفي اليابان، ظهرت ثقافة مطاعم فريدة مستمدة من تقاليد المقاهي اليابانية في القرن السادس عشر، وهي ما زالت سائدة في الحركات "الموسمية" و"المحلية" إلى يومنا هذا.

وقد ابتكر الطاهي الياباني سين نو ريكيو الذي عاش في القرن السادس عشر تقليد العشاء المكون من أكثر من طبق، والمعروف بـ"كايسيكي"، وكانت تُصمم فيه قائمة التذوق برمتها لتحكي قصة مكان وموسم معين. هذا، وقد طور أحفاد ريكيو التقليد ليتضمن أطباقاً مخصوصة وأدوات طعام تتناسب جماليّاً مع الطعام المقدم.

ومع أن هناك قروناً من التجارة بين الشرق والغرب، فليس هناك دليل على أن ثقافة المطاعم في الصين أو اليابان أثرت في المفاهيم الأوروبية عن المطاعم التي ظهرت بعدها بفترة.

اقرأ أيضاً: خطاب سري منذ 20 عاماً يكشف صناعة كورونا في مختبر ووهان.. كيف دبر الحزب الشيوعي السلاح البيولوجي؟

المطاعم الفرنسية الأسطورية

تقول الأسطورة إن أولى المطاعم الفرنسية ظهرت في باريس بعد الثورة الفرنسية عندما كان الطهاة الذواقون الذين كانوا يعملون لدى الأرستقراطيين الذين قطعت رؤوسهم بالمقصلة يبحثون عن عمل. ولكن عندما بحثت المؤرخة ريبيكا سبانغ من جامعة إنديانا في تلك القصة الشهيرة لظهور المطاعم، اكتشفت شيئاً مختلفاً تماماً.

تُشتق كلمة restaurant من الفعل الفرنسي restaurer بمعنى "استعادة الذات"، وزُعم أن أول مطعم فرنسي حقيقي يفتح أبوابه قبل ثورة 1789 بعقود كان متجراً للأطعمة الصحية يبيع طبقاً رئيسيّاً واحداً: المرق. وكان الاسم الفرنسي لهذا النوع من مرق العظام المطهو ببطء هو bouillon restaurant بالفرنسية أو "المرق المنعش".

وفي كتاب سبانج بعنوان The Invention of the Restaurant: Paris and Gastronomic Culture، شرح لكون أول المطاعم الفرنسية ظهرت في ستينيات وسبعينيات القرن الثامن عشر، وأنها اعتمدت على الحساسية المتزايدة بين طبقة التجار الأثرياء في باريس في عصر التنوير.

فتقول سبانج: "ابتكر أصحاب المطاعم تقليد نموذج الخدمة الموجود بالفعل في ثقافة المقاهي الفرنسية؛ إذ جلس الزبائن على طاولات صغيرة بحجم طاولات المقاهي. وكان لديهم قوائم مطبوعة يختار الناس منها الأطباق، على العكس من فرض الوجبة عليهم قائلين "هذا ما نقدمه للغذاء اليوم". كما كانوا أكثر مرونة في الساعات التي يقدمون فيها الوجبات، فلم يكن على الجميع الوصول إلى المكان في الواحدة ظهراً وتناول الطعام المتاح على الطاولة".

وبمجرد انتشار مطاعم المرق، سرعان ما ظهرت أشياء جديدة في قوائم الطعام؛ مثل النبيذ مثلاً أو بعض الدجاج المطهي. وبحلول أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، تطورت مطاعم المرق المعنية بالصحة لتصبح أول مطاعم باريسية كبيرة؛ مثل Trois Freres، وLa Grande Tavene de Londres التي غدت بمثابة النموذج الأصلي للمطاعم الراقية في القرن التالي.

المطاعم الأمريكية ومفارش المائدة

وكما يتضح من تاريخ المطاعم في الصين وفرنسا كلتاهما، فإنه لا يمكن أن تظهر المطاعم إلا في وجود عدد كبير من سكان المدن الجياع، وهكذا، فإنه من المنطقي أن يفتتح أول مطعم فاخر في أمريكا بمدينة نيويورك في القرن التاسع عشر (فتح مطعم Delmonico's أبوابه عام 1837) مع ازدحام المدينة، وتوالت افتتاحات المطاعم في معظم مدن العالم المزدحمة إلى أن انتشرت بالشكل الذي نعرفه حالياً.

افتتحت Delmonico's أبوابها في عام 1837 وتضم أجنحة فاخرة خاصة لتناول الطعام وقبو نبيذ مكون من 1000 زجاجة. يدعي المطعم ، الذي لا يزال في نفس موقع مانهاتن ، أنه الأول في أمريكا الذي يستخدم مفرش المائدة ، ولم يبتكر طهاة النجوم شريحة Delmonico الشهيرة فحسب ، بل أيضًا كلاسيكيات الذواقة مثل البيض بنديكت ، ألاسكا المخبوزات ، لوبستر نيوبورج و Chicken à la Keene.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بمناسبة عيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن 476 من النزلاء المحكوم عليهم