اعلان

روسيا وتركيا والمصلحة السورية

  بعد ضرب الطائرة الروسية من سلاح الجو التركي، اعتقد البعض بدء أزمة جديدة من التوتر بين تركيا وروسيا وبالفعل فرض الجانب الروسي عدة عقوبات سواء على القطاع السياحى والتجارى،ولكن سريعا ما تدارك الرئيس التركى الأزمة وقدم اعتذارًا رسميًا للجانب الروسي والذى ما قبل الاعتذار التركي بل وضاعف حجم التبادل الاقتصادى، وهنا يأتينا التساؤل لماذا تقبلت روسيا اعتذار تركيا رغم ثبوت تورط سلاح الجو التركى فى إسقاط الطائرة؟ ولم تتقبل حتى الآن الاعتذار المصري رغم ثبوت سقوط الطائرة الروسية بسيناء نتيجة عمل إرهابى.

ويرى بعض المحللين السياسيين والخبراء ان الازمة السورية الحالية هى الدافع الاكبر وراء تراجع روسيا وقبولها لاعتزار أردوغان،" فالصراع داخل سوريا يحكمه مصالح كبري، ومن المتوقع من كل جانب أن يحافظ على مصالحه داخل القطر، وتعد تركيا من اكبر واقوى الدول داخل تلك القطر بل وتتلاصق جغرافيًا مع منطقة الأزمة، أما من ناحية الجانب التركي فكان لعملية الانقلاب الفاشلة الاخيرة أثرًا كبيرا فى ضرورة فتح صفحة جديدة من التعاون مع روسيا باعتبارها القوى العالمية الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية، خصوصًا بعد تدهور العلاقات التركية الأمريكية بسبب اتهام تركيا لعبدالله جولان بمحاولة الانقلاب على الديمقراطية وامتناع الولايات المتحدة تسليمة للجانب التركي، ولذلك يترقب الغرب بالكامل زيارة الرئيس التركي لروسيا، فالمصلحة التركية الروسية قائمة لا محالة بين الطرفين، أما المصلحة المصرية الروسية فهي في مرحلة بعيدة بالنسبة لتكافئ المصلحة بل ربما تكون من جانب واحد، فمصر دولة كبيرة.

لكن.. كم تستفيد روسيا من الجانب المصري ؟؟، فالقطاع السياحى المصري تدهور الى أبعد حدوده ومازال الجانب الروسي متمسك بموقفه تجاه مصر، هذا من ناحية الماضى، وماذا عن المستقبل وتداعيات التقارب التركي الروسي على المصلحة المصرية الروسية وكيف يرى الرئيس المصري هذا التقارب، هل سيحاول الجانب الروسي عمل مصالحة مصرية تركية، وما مدى استجابة الجانبان لذلك خصوصًا بعد الموقف المصري من محاولة الانقلاب الأخيرة بتركيا ؟، وإلى أي درجة يمككنا أن نعتقد أنه يمكن لتركيا أن تأخذ روسيا في اتجاهها من ناحية موقفها العدائى تجاه الدولة المصرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً