اعلان

إيطالية أصولها مصرية.. "أننا" تروي تاريخ أسرتها في بورسعيد.. والدها كان حارسًا مرمى "المصري" وحارب العدوان الثلاثي

أننا مع والدها و والدتها "بورسعيد حكاية عشق"
أننا مع والدها و والدتها "بورسعيد حكاية عشق"

دائما الصورة التذكارية تكون شاهدا على ذكريات ماض جميل، ولكل صورة تم التقاطها في أي زمان ومكان، وذكرى هكذا ارتبطت ذكريات الجاليات الأوربية التي كانت تعيش في بورسعيد بالصور التي التقطوها في المدينة الباسلة، لتكون شاهدًا لهم على زمن وذكريات جميلة، يتذكرونها الآن بكل حب وعشق، فهي التي ما زالت تمثل عندهم "العشق و الذكريات".

عاشق بورسعيد محمد شجر بورسعيد حكاية عشق

أراد أن يربط الماضي بالحاضر، ليكون كتابًا موثقًا شاهدًا على عظمة الماضي لشباب بورسعيد، فأنشأ محمد شجر "باحث في تاريخ بورسعيد"، الذي يبلغ من العمر خمسون عامًا، صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، "بورسعيد حكاية عشق"، ليضع فيها صور ويكتب فيها حكايات عن بورسعيد الأوربية.

وقال شجر إن الجالية الأوربية التي عاشت في بورسعيد، تغافلها شباب المدينة، ولم يتذكروها ولم يعرفون حكايتهم وارتباطهم بالمدينة، لذا أردت أن أوصل الماضي بالحاضر، فقمت بتجميع صور للجاليات الأوربية على صفحة "بورسعيد حكاية عشق"، التي أسسها معبرًا عن حبه لبورسعيد قائلًا "يسعدني أن نستعيد الذكريات الجميلة سويًا ونتذكر أيام جميلة عشناها".

أننا الصغيرة كانت تبحث عن صورة للذكرى في كاميرات موسكاتيلي

فبورسعيد كانت دائمًا مدينة العالم، المدينة الكوزوموبلاتينية أي التي يعيش فيها الكل بسلام وتتعايش فيها كل الديانات والجنسيات والحضارات واللغات دون تمييز، وهذا المفهوم نريد أن نؤكد عليه ولا نسمح بتجاوزه، وهو أنه لا تمييز و لا تفرقة بأي شكل كان بين كل من عاش على أرضها وعشقها فكلنا في النهاية شخص واحد عاشق لهذه المدينة.

زواج إيتوري موسكاتيلي في بورسعيد

ويؤكد شجر بأنه مجرد أن كتب ذلك، وترجمه باللغة الإنجليزية، وقام بنشر بعض الصور لبعض الجاليات الأوروبية التي كانت تعيش في بورسعيد، بدأ التفاعل والتعليقات من مجموعة من الجاليات الأوروبية التي كانت تعيش في المدينة.

وبمجرد ما تم نشر حلقات خاصة بالمصور الفوتوغرافي، وحارس مرمى النادي المصري الأسبق "يتوري موسكاتيلي"، تم التواصل مع ابنته صديقة الصفحة "أننا " من أجل تسليط الضوء على دور والدها الوطني و تاريخة الكروي.

ذكريات "أننا " مع والدتها في بورسعيد ايتوري موسكاتيلي والد في بورسعيد من عائلة إيطالية

و يضيف شجر أن أول التفاعلات كانت من "اننا موسكاتيلى"، ابنة ايتوري موسكاتيلي والتي عاشت مع أسرتها في بورسعيد حتى أوائل السبعينات

وهي إيطالية وفي العقد الخامس من عمرها الآن.

ويقول شجر إن "أننا " وثقت تاريخ والدها ببعض المعلومات عنه فقالت إنه في ١٢ أبريل ١٩١٦ ولد Ettore Moscatelli في بورسعيد عائلة من أصل إيطالي أحد العائلات التي استقرت في المدينة بعد افتتاح قناة السويس.

ونشأ منذ الصغر يهوي ممارسة لعبة كرة القدم حيث كان لاعبا ماهرا واستعراضيا منذ أواخر الثلاثينات، وحتى نهاية الأربعينات باستثناء فترة الاعتقال (1940/1945).

موسكاتيلي حارس النادى المصري في الأربعينات

مارس لعب كرة القدم كحارس مرمى محترف، فانضم في بادئ الأمر إلى فريق Virtus، ثم انتقل بعد ذلك إلى النادي المصري الرياضي وفي ذاك التوقيت كان قد ذاع صيته وأصبح ذو شعبية كبيرة، حصد مع النادي المصري عدة بطولات منها بطولة دوري القناة لعدة أعوام متتالية، كما حقق النادي المصري المركز الثاني في بطولة كأس مصر عام 1945 وعام 1947 أثناء الحرب العالمية الثانية، وضمن التدابير المتخذة لحماية المصالح البريطانية ضد الإيطاليين الذين ولدوا ويعيشون في مصر، تم اعتقاله لمدة 4 سنوات ونصف من سنة ١٩٤٠ و حتى سنة ١٩٤٥ في معسكر الاعتقال بمدينة فايد بالإسماعيلية.

عشق فن التصوير فحارب العدوان الثلاثي في بورسعيد "بالكاميرا"

وأضافت ابنة ايتوري بأن والدها تزوج من Maria Massa إيطالية الجنسية من مواليد بورسعيد أيضًا، وأنجب منها ابنتهما الوحيدة anna في وقت مبكر من الخمسينات بدأ نشاطه كمصور فعمل كمراسل للصحف المصرية مثل Le Journal d'Égypte، وفي نفس التوقيت افتتح الاستوديو الخاص به "فوتو ليدو موسكاتيلي"، والذى أصبح مشهور في وقت قصير ومقصد هام لكل سكان بورسعيد، وكان يقع في شارع قايد باك رقم ٦ في الدور الأرضي للعمارة، التي كان يقطن بها في عام 1956.

صور موسكاتيلي في 56

موسكاتيلي كان الضمير الأوربي في حرب 56

وأضافت أننا أنه في أعقاب العدوان الثلاثي "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" تمكن بكل براعة و شجاعة من توثيق آثار العدوان و مشاهده المأساوية التي تسبب فيها القصف الذي شاهدته المدينة والمدنيين من أهلها واستغل ملامحه الأوربية، حيث كانت أصوله إيطالية تجول في أنحاء بورسعيد بحرية، وترك لنا أدلة حقيقية وشهادات حق التقطتها عدسة كاميرته من بين آثار الدمار، ومن تحت الأنقاض التي تسببت فيها الحرب وويلاتها.

الصور التي شهدت على انتهاكات العدوان في بورسعيد

واستكملت "أننا" أنه بعد أزمة قناة السويس ١٩٥٦، وأثناء مقابلة تليفزيونية وصفه مذيع التليفزيون المصري، بأنه كان يمثل "الضمير الأوروبي" في بداية الستينات تم تعيينه المصور الرسمي لمحافظة بورسعيد وبمناسبة مرور ١٠ سنوات على العدوان الثلاثي أصدرت السلطات المصرية كتابا تذكاريا يضم مجموعة من أهم صوره و بعض هذه الصور ما زالت موجودة في المتحف الحربي في بورسعيد إلى الآن.

توثيق انتهاكات العدوان في بورسعيد بتصوير موسكاتيلي

ومنها صور حصدت جوائز لعمق معناها الإنساني عاش في بورسعيد حتى بداية السبعينات إلى أن غادر إلى ايطاليا، واستقر في روما وبالرغم من مغادرته إلى إيطاليا إلا أنه كان حريصًا على زيارة بورسعيد (مسقط رأسه) كل عام ليلتقي بالأصدقاء، استمرت زياراته إلى المدينة حتى آواخر الثمانينات في١٣ نوفمبر ٢٠٠٠. فى روما إيطاليا، ورحل عن عالمنا Ettore Moscatelli هذا الايطالي الذي سطر تاريخه بحروف من ذهب في النادي المصري الرياضي، وترك بصمته في كل بيت من بيوت بورسعيد في صورة التقطها بعدسة كاميرته.

انتهاكات العدوان في 56 بصور موسكاتيلي

ويكمل عاشق بورسعيد حديثه لـ "أهل مصر"، بأنه من خلال صفحة بورسعيد حكاية عشق، قررت ابنة إيتوري تسجيل تاريخهم في بورسعيد عن طريق الصور التي علقت عليها، وقالت "هي الحاجة الوحيدة اللي أخذناها من بورسعيد "، فصور ذكرياتنا فيها وأن كل صور تحكي ذكرى تاريخ المكان والزمان الذي ما زال يعيش في وجداني حتى الآن.

الجمال الإيطالي في صورة يجسد عشه لمصريته

رغم وفاة والدي، ووالدتي إلا أنني أعتز بمصريتي، ويكفيني فخرًا بأن أبي شارك في حرب 56 وكان له دورًا كبيرًا في فضح العدوان الثلاثي

وتسجيل انتهاكاته بالصور، وهذا نوع مختلف في الحرب، بل أنه سلاح قوي، وتذكر "أننا" بأن قصة زواج والدها ووالدتها كانت في مدينة بورسعيد الجميلة.

طفولة أننا في بورسعيد

وأنها ما زالت تتذكر طفولتها بها وأن الصور التي تقتنيها هى "حياة" عاشتها، ولن تنساها أبدًا فبورسعيد حكاية عشق، ولم تكن مسمى لصفحة على الفيسبوك، ولكنه إحساس وشعور ما زالت أعيش فيه حتى الآن، وشاركت ابنة إيتوري ببعض صور والدها معلقة "ذكريات زمان في عيون فنان".

أننا مع والدتها في شوارع بورسعيدذكريات على شاطىء بورسعيد إيطالية توثق تاريخ والدها في حرب 56

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً