اعلان

تحذيرات من موجة ثانية لفيروس كورونا.. هل ستكون أشرس من الأولى؟

موجة ثانية من فيروس كورونا
موجة ثانية من فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

أعلنت معظم الدول الأوربية فتح بلادها وشواطئها ومدارسها وحدودها في 22 يونيو الجاري، كما قالت الدول العربية أن أول يوليو بداية عودة الحياة في بلادها مرة أخرى، وها هو العالم يعيد فتح أبوابه على مصاريعها مرة أخرى، وبينما اكتمل المليون الثامن من المصابين بفيروس كورونا، التحذيرات الآن ليست من موجة ثانية من التفشي الوبائي بقدر ما تتعلق بالتحذير من موجة ثانية من الإغلاق الاقتصادي على الأرجح سيكون تأثيرها أكثر قسوة، فما القصة؟

اقرأ أيضاً: في الأسماك واللحوم المستوردة.. الصين تستعد لموجة ثانية من فيروس كورونا

هل المليون الثامن ينذر بخطر عودة الفيروس مرة أخرى؟

تخطت أعداد المصابين بوباء كورونا حول العالم 8 ملايين، كما فقد أكثر من 485 ألف شخص حياتهم، وهذان الرقمان يحملان في تفاصيلهما كثيراً من الدلالات منها الإيجابي ومنها السلبي، بحسب موقع وورلدميترز،فبينما استغرق الفيروس أربعة أشهر تقريباً وربما أكثر، حسب توقيت ظهوره في الصين، كي يصيب مليون شخص حول العالم، استغرق الوصول للمليون الثاني أقل من أسبوعين وظلت المدة تتقلص حتى المليون الثامن الذي لم يستغرق سوى أسبوع واحد تقريباً، وهو ما يعني أن الفيروس أصبح ينتشر بسرعة كبيرة وأنه لا توجد مؤشرات على ضعفه أو تراجعه كما يشاع.

لماذا هناك مخاوف من موجة ثانية؟

نشرت شبكة CNN الأمريكية تقريراً بعنوان "لماذا قد يكون الإغلاق الثاني بسبب فيروس كورونا أسوأ من الأول وكيف يمكن تفادي ذلك"، ألقى الضوء على السيناريو الذي لا يريده أحد ولكنه قد يصبح "حقيقة مؤلمة".

والسبب وراء هذا التخوف هو أن بعض الولايات الأمريكية قد شهدت أعداداً قياسية من حالات الإصابة المسجلة يومياً بكوفيد-19، المرض الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، بعد أسابيع من بدء تلك الولايات الرفع التدريجي للإغلاق الاقتصادي والاجتماعي، وقال الدكتور كريستوفر موراي مدير معهد القياسات الطبية والتقييم في جامعة واشنطن للشبكة إنه "بسبب الإجهاد الذي سببه الحجر الصحي والتداعيات الاقتصادية للإغلاق، فإن موجة ثانية من الإغلاق قد يكون لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد أكبر من الموجة الأولى".

اقرأ أيضاً: 8 تريليونات خسائر أمريكية بسبب فيروس كورونا.. كيف سيخرج ترامب من الأزمة والمظاهرات؟

وفي هذا السياق نجد أن التداعيات السلبية على الاقتصاد الأمريكي نتيجة للإغلاق بسبب الوباء كانت كارثية، فقد تقدم أكثر من 44 مليون أمريكي بطلب إعانة البطالة منذ منتصف مارس الماضي، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن الوباء أبعد ما يكون عن نهايته، رغم إصابة أكثر من مليوني أمريكي به ووفاة أكثر من 117 ألفاً، ولا يزال يصاب به الآلاف يومياً ويفقد المئات حياتهم.

وحتى منتصف ليل الإثنين، أغلقت السلطات الصينية 10 أحياء سكنية حول سوق مأكولات بحرية آخر، وهو سوق يوكواندونغ في هايديان حيث عثر على حالة واحدة بدون أعراض مطلع الأسبوع، وقال مسؤولون الإثنين إن الحالات في يوكواندونغ مرتبطة بسوق شينفادي. وقد أُمر السكان بالتزام الحجر الصحي المنزلي والخضوع لفحص الفيروس.

فيما سجلت بكين، التي كانت الإصابات الجديدة الوحيدة بها طوال 55 يوماً لمواطنين عائدين من دول أخرى، 79 حالة إصابة في الأيام الأربعة الماضية، واُكتشفت أول حالة إصابة في التفشي الجديد يوم الخميس 11 يونيو بعد أن تأكدت إصابة رجل يبلغ من العمر 52 عاماً لقبه تانغ بالفيروس. ويوم الجمعة 12 يونيو، سجلت السلطات ست حالات أخرى، كلها، بما فيها حالة تانغ، مرتبطة بسوق شينفادي.

اقرأ أيضاً: الدواء الروسي لعلاج كورونا يسبب تشوهات.. لماذا سيتم توزيعه في الشرق الأوسط؟

هذا وأعادت المجمعات السكنية في بكين فرض عمليات التحقق الأمني ولجأت إلى الإعلانات عبر مكبرات الصوت والمكالمات الهاتفية والزيارات المنزلية لحث جميع السكان الذين ترددوا على سوق شينفادي على الإبلاغ عن آخر زيارة لهم للسوق.

كما أمرت بكين جميع الشركات بأن تُلزم أي موظف زار سوق شينفادي أو اختلط بأولئك المترددين على السوق بالتزام الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً، وقالت السلطات يوم الأحد إنها فحصت أكثر من 70 ألف شخص، 59 منهم ثبتت إصابتهم بالفيروس.

كيف يمكن تفادي الإغلاق مرة أخرى؟

الصورة ليست قاتمة فهناك مؤشرات إيجابية يمكن البناء عليها، فعدد المتعافين من الوباء يتجاوز 4 ملايين و570 ألفاً في مقابل 3 ملايين و440 ألفاً من المصابين حول العالم 98% يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة و2% فقط يعانون من أعراض حادة، كما أن حالات الوفاة اليومية حول العالم تراجعت بشكل ملحوظ رغم ارتفاع أعداد حالات الإصابة المسجلة رسمياً، وهذه كلها مؤشرات على أن العالم أصبح أكثر فهماً للفيروس وبالتالي أكثر قدرة على التعايش معه والتخفيف من حدة خطورته.

سيناريو الإغلاق الثاني ليس افتراضياً في الواقع، فقد حدث بالفعل في بعض الدول ولكن على مستوى محدود، ففي هونغ كونغ وسنغافورة بدا أن هناك سيطرة على الوباء واتخذت الحكومة قراراً برفع الإغلاق، لكن أدى ذلك لارتفاع جديد في عدد الحالات فتمت إعادة الإغلاق وبإجراءات أكثر صرامة من الإغلاق الأول.

والأمر نفسه حدث في جزيرة هوكايدو اليابانية، حيث تم رفع الإغلاق مما أدى لتسارع وتيرة تفشي الوباء، مما أدى لإعادة الإغلاق بشكل كامل للسيطرة على الوباء.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً