اعلان

مستشار "ترامب" يقضي على شعبيته وينشر فضائح للرئيس الأمريكي.. هل هناك فرصة لولاية ثانية؟

مستشار "ترامب" يقضي على شعبيته وينشر فضائح للرئيس الأمريكي.. هل هناك فرصة لولاية ثانية؟
مستشار "ترامب" يقضي على شعبيته وينشر فضائح للرئيس الأمريكي.. هل هناك فرصة لولاية ثانية؟
كتب : سها صلاح

بدا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفاد الصبر في اجتماع عقده مؤخراً مع كبار مستشاريه السياسية؛ حين حذروه من أنه يسلك طريقاً نهايته المحتومة هي الهزيمة إذا ما استمر في سلوكه التحريضي على الملأ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لم يكن أحد يتصور أن يكشف كتاب "جون بولتون" أسراراً أو فضائح تخص مديره السابق الرئيس دونالد ترامب لاعتبارات كثيرة، لكن المقتطفات التي تم نشرها بالفعل من الكتاب خيبت ظن الكثيرين لأنه جاء بمثابة "قنبلة صادمة"، فهل ينجو ترامب من شظاياها في الانتخابات الرئاسية؟

اقرأ أيضاً: الحزب الجمهوري يعاقب "ترامب".. مسؤلون كبار يعزفون عن التصويت له في الانتخابات الأمريكية

"بولتون" يفضح ترامب قبل الانتخابات الأمريكيةبدأت وسائل الإعلام تنشر التسريبات الأولى من مذكرات جون بولتون، وما تضمنته من ذكريات عن الفترة التي قضاها مستشاراً للأمن القومي في إدارة ترامب، لتكشف أن ثمة مزيداً من الفضائح التي تفوق كل تصور.

وفقاً لبولتون، أخبر ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الاحتجاز الجماعي للإيغور "هو بالضبط الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، وطلب من الزعيم الصيني مساعدته في إعادة انتخابه. وقال ترامب إنه يجب إعدام الصحفيين. ورأى أنه سيكون من "الرائع" غزو فنزويلا، كما أنه لم يكن مهتماً بنزع سلاح كوريا الشمالية، لكنه ظل مهووساً لشهور بالحصول على قرص "روكيت مان" موقعاً من المغني البريطاني إلتون جون لتقديمها هدية لكيم جونج أون.

ويقول "بولتون" في مذكراته إن ترامب كان يعتقد أن فنلندا جزء من روسيا، وإنه دافع عن السعودية في مواجهة الانتقادات التي طالتها بشأن الاغتيال البشع للصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، لتشتيت الأنظار عن الفضيحة الخاصة باستخدام ابنته إيفانكا ترامب لحساب بريد إلكتروني خاص لمتابعة وتسيير أعمال رسمية في البيت الأبيض. وهذه هي المقتطفات الأولى فقط من مذكرات بولتون.

اقرأ أيضاً: ترامب يقسم البلاد إلى نصفين.. هل يسمح قانون التمرد بنشر الجيش الامريكي وماهو رأي الكونجرس؟

جاءت الاستجابة حتى الآن سعاراً جماعياً للدفاع عنه من مؤيديه على تويتر وشبكات التلفزيون، وهو ما حدث من قبل مع مئات من التغريدات الفاضحة والتسريبات من الداخل، ففي نهاية الأمر، هذا رجل اقترح إلقاء قنبلة نووية للقضاء على إعصار جوي.

هل ترامب يريد ولاية جديدة لأمريكا؟

اشتكى ترامب من أنه لا شيء مما يفعله يبدو جيداً بما يكفي، متذمراً من النقد الذي تعرض له بأنه لم يتعامل بشكل جيد مع مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس، وأخبر مساعديه بأن الملاحظات التي ذكرها عن فلويد حين حضر إطلاق المركبة الفضائية Space X كان ينبغي أن تعد كافية.

كما بدا ترامب مشغولاً، مرةً أخرى، بالتسريبات الصادرة من البيت الأبيض، وطالب المسؤولين بالعثور على الشخص المسؤول عن تسريب المعلومات حول هروبه إلى قبو أسفل البيت الأبيض أثناء التظاهرات العنيفة، ومحاكمته.

اقرأ أيضاً: مركز مكافحة الأمراض الأمريكي: ترامب "كمم أفواهنا" لإدارة أزمة كورونا سياسياً وتجاهل تفشي الفيروس في البلاد

وذكر مقربون من ترامب أنه في حين أبدى الأخير حماساً لاستئناف حملاته الانتخابية، فإنه لم يبدِ نفس الحماس تجاه إمكانية الحكم 4 سنوات إضافية، وقد أعد ترامب قائمة من "الأوغاد" الذين سيلقي عليهم باللوم إذا خسر الانتخابات، وهم: الصين التي أساءت التعامل مع فيروس كورونا وإغلاق الاقتصاد والديمقراطيون الذين أخبر مستشاريه أنهم "سيسرقون" الانتخابات منه.

وأقر مساعدو ترامب بأنه دائماً ما يواجه صعوبة في التحكم في سلوكه، الذي يجاوز بكثير الحدود التي جرى عليها العرف للسلوك الرئاسي. ومن الأمور التي اشتهرت به فترة رئاسته، وتسببت في تقويضها، ولعه باستخدام لغة عنصرية، مثل التغريدة التي نشرها عن إطلاق النار على ناهبي المحال التجارية، غير أن سلوكه وملاحظاته مؤخراً وعجزه عن التحكم فيها، قد تسببت في حالة من الصدمة في أوساط مستشاريه، ونظروا إليها باعتبارها مختلفة عن كل تصرفاته الغريبة التي تصدر عنه في المعتاد.

اقرأ أيضاً: "أمريكا أولاً".. كيف أخر شعار "ترامب" صناعة لقاح فيروس كورونا.. وهل ستؤثر تحقيقات المحكمة العليا على فوزه في الانتخابات؟

وقد أجرت صحيفة The New York Times مقابلات مع أكثر من 12 شخصاً يتحدثون إلى الرئيس أو يتعاملون معه بشكل مستمر، بمن في ذلك مساعدون سابقون وحاليون في البيت الأبيض، ومستشارون لحملته الانتخابية، وأصدقاؤه، ومساعدوه. وقد تحدث معظمهم إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمهم، حتى يتمكنوا من الحديث بأريحية عن كواليس ما يجري داخل البيت الأبيض ويتجنبوا المساءلة على ذلك،يود كل من تحدث إليهم الصحيفة لو يروا ترامب يفوز مرةً أخرى، غير أنه يقولون إنهم مصدومون من تحول سلوكه أثناء التهديد الخطير الأخير لرئاسته.

هل يبالغ ترامب في تصوير شعبيته؟

ترامب نفسه تفاخر بأنه يستطيع "الوقوف في منتصف شارع الجادة الخامسة في نيويورك وإطلاق النار على شخص ما"، ومع ذلك "عدم فقدان أي ناخب له". لكن الواقع بيّن أنه أكثر رعباً. فقد توفي أكثر من 117 ألف أمريكي بفيروس كورونا، وكثير منهم توفي بسبب أن تعامل الإدارة الأمريكية مع الوباء كان أسوأ من أي دولة أخرى على وجه الأرض، باستثناء البرازيل. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 40% من الناخبين لا يزالون يعتقدون أن ترامب قام بعمل جيد في محاربة ما يسميه "الوباء القادم من الصين"،كما واصل كل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تقريباً التصويت لصالح قرارات ترامب.

اقرأ أيضاً: حفلات "أحضر كورونا معك" و"إطلاق نار بسبب ارتداء الكمامة".. كيف يدير "ترامب" أزمة تفشي كورونا؟

تذهب ويندي شيلر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، إلى "أن مؤيدي ترامب المتشددين لن يمثل لهم كتاب بولتون والتسريبات بشأن المتاجرة بالأمن الاقتصادي الأمريكي لمساعدته في الانتخابات، أو يحدث أي فرق"، وأن "مؤيديه سيظلون يمشون فوق لهيب الجمر وتحمل أي شيء في سبيل التصويت له".

ومتعصبو ترامب المؤيدون له إلى الأبد لديهم عديد من الطرق لتخفيف ألم الصدمات بشأنه، وستنطلق وسائل الإعلام الموالية لترامب لمهاجمة بولتون باعتباره مرتداً مليئاً بالحقد وساعياً إلى الترويج لنفسه، ولديهم كثير من المواد للاستعانة بها.

على سبيل المثال، بولتون لم يخرج من منصبه أو الأشهر التي تلت ذلك رمزاً للفضيلة العامة،ولو وافق من قبل على الإدلاء بشهادته في جلسات مجلس النواب الخاصة بعزل ترامب، لكان أمامه فرصة لدقّ ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات الرئاسية التي يقول الآن إنها أقلقته بشدة، ولربما فعل شيئاً حقيقياً حيال ذلك، وليس من الصعب القول إن رفضه الإدلاء بشهادته كان رغبة منه في الاحتفاظ بأفضل المواد والتسريبات لكتابه الذي بلغت صفقة نشره مليوني دولار.

اقرأ أيضاً: حقائق جديدة في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية.. ما هي علاقة "ستون" بمؤسس ويكليكس؟

كما سيقول مؤيدو ترامب إن بولتون ظل إلى جانب ترامب، حتى بعد فترة طويلة من رؤية الرئيس يلتمس المساعدة من القيادة الشيوعية في إعادة انتخابه، وإن "نقطة التحول" جاءت فقط عندما غير ترامب رأيه بشأن الشروع في قصف إيران، وهو الذي كان هدفاً لبولتون منذ أمد طويل.

لم يبقَ سوى خمسة أشهر حتى موعد الانتخابات، ولا يبدو أن ترامب قادر، في تعديل سلوكه كما اعتاد أن يفعل من آن لآخر، في اللحظات الفارقة كما في عام 2016 حين وافق على اختيار مايك بينس المتدين المحافظ الذي لم يكن له سابق علاقة به ليترشح معه لمنصب نائب الرئيس؛ ويسكت صوت تغريداته في الفترة التي سبقت يوم الانتخابات مباشرة.

اقرأ أيضاً: ينام إلى وقت متأخر ويأكل بشراهة.. كيف أثر فيروس كورونا على "ترامب"؟

وفي هذا الصدد يقول سام نونبيرغ، الذي عمل في حملة ترامب عام 2015 وعمل مستشاراً له قبل ذلك: "كان ترامب يبدي اهتمامه لمن حوله بالفوز بالرئاسة؛ فعلى مدار ثلاث سنوات بين عامي 2012 وحتى 2014، ركز على التفاصيل بل أدق تفاصيل الجولة الأولى وعملية الانتخابات بشكل عام. وكان واضحاً أن ترامب يريد أن يُنتخب رئيساً. غير أن عمله كرئيس على أرض الواقع لم يكن محل نقاش أبداً".

انتهى الجمهوريون في واشنطن إلى أن ترامب لن يستطيع الفوز بولاية ثانية على كرسي البيت الأبيض، ويعلقون آمالهم على أن استئناف المؤتمرات الانتخابية لترامب -بدءاً من يوم السبت في تلسا، سيشتت الانتباه عن هذه الحقيقة، غير أن كينغ يقول إن آخر مرة تحدث فيها إلى ترامب، قبل مقتل فلويد مباشرةً، بدى فيها الرئيس واثقاً من إعادة انتخابه.

اقرأ أيضاً: من صفقة القرن إلى فيروس كوفيد 19.. كيف انهارت أمريكا على يد جاريد كوشنر؟

لكن الحقيقة أن ترامب يبدو موقناً في الوقت الحالي أن حظوظه السياسية قد انقلبت، رغم أنه لم يفترض أنه المسؤول عن ذلك. ففي مقابلة عقدت معه على شبكة Fox News الأمريكية الأسبوع الماضي، صدر منه إقرارٌ نادرٌ بأمر لم يستبعد حدوثه حين قال: "إذا لم أفز بجولة ثانية، فلا بأس في ذلك".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً