يشعر المسلمون بالقلق من احتمال أن تضطر السلطات في المملكة العربية السعودية إلى إلغاء أداء فريضة الحج هذا العام بسبب انتشار جائحة كورونا . فهل يجوز شرعا تعليق فريضة الحج وهى ركن من أركان الإسلام الخمسة ؟ وهل يجوز هذا شرعا ؟ وما هى الأدلة الشرعية على ذلك ؟ حول هذه القضية الشائكة ذهب جمهور من العلماء للقول بأنه يجواز منع أداء مناسك الحج "مؤقتا"، في حال انتشار وباء كورونا بشكل قاطع وغلب الظن أن الحجاج أو بعضهم قد يصيبهم الوباء بسبب الازدحام. وذهب جهمور من العلماء للقول بأنه يجوز إذا انتشر الوباء قطعا أو تحقق غلبة الظن- من خلال الخبراء المختصين- أن الحجاج، أو بعضهم قد يصيبهم هذا الوباء بسبب الازدحام، فيجوز منع العمرة أو الحج مؤقتاً بمقدار ما يدرأ به المفسدة".
كما ذهب جمهور من العلماء على أنه يجوز ترك الحج عند خوف الطريق، بل إن الاستطاعة (لأداء الحج) لن تتحقق إلا مع الأمن والأمان، ولذلك فإن الأمراض الوبائية تعد من الأعذار المبيحة لترك الحج والعمرة بشرط أن يكون الخوف قائما على غلبة الظن بوجود المرض، أو انتشاره بسبب الحج والعمرة". وشدد جمهمر العلماء على أن الخوف من انتشار المرض بسبب الحج والعمرة يقدره أهل الاختصاص من الأطباء ويصدر بشأنه قرار من السعودية. وأشار أنه في حال إبقاء العمرة أو الحج مفتوحا فحينئذ يعود التقدير للدولة التي ظهر فيها الوباء بمنع مواطنيها من أداء الحج خوفاً من نقل الوباء إلى الحجيج والمعتمرين.
تعطيل الحج بعد هدم القرامطة للكعبة
ويذكر التاريخ أن الأولى التي شهدت تعطيلاً لفريضة الحج كانت بسبب "القرامطة"، وذلك خوفاً منهم لأنهم "كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام".
وبحسب المصادر التي استند إليها موقع الدارة، فقد وقف أبو طاهر القرمطلي أمام باب الكعبة في الثامن من ذي الحجة عام 317 الهجري، ونادى بأتباعه قائلاً "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجارـ ودكوا أركان الكعبة واقتلعوا الحجر الأسود". ويقال إن موسم الحج آنذاك شهد مجزرة خلفت ما لا يقل عن 30 ألف قتيل من الحجاج الذين دفنوا في موقعهم دون غسل ولا كفن أو صلاة. كما قام القرامطة بطمر بئر زمزم بوضع ثلاثة آلاف جثة فيه.
تعليق الحج بسبب تفشي مرض الكوليرا
ويوثق التاريخ الإسلامي أن وباء تفشى في مكة سنة 357 هجرية، عرف باسم "الماشري"، تسبب في موت كثير من الناس، وتسبب في موت جمال الحجيج أيضا جراء العطش، وأن معظم من تمكنوا من الوصول إلى مكة حجيجاً ماتوا بعد أدائهم الحج. وتشير المصادر إلى أن الغلاء الشديد حال دون وصول الحجاج من مصر إلى مكة. بينما لم يحج أحد من أهل المشرق أو مصر عام 419 لأسباب يرجح ارتباطها بذات الظروف.
وبحسب دارة الملك عبد العزيز ، فقد شهد عام 429 هجري أحداثاً أربكت المسلمين وأفقدتهم الأمن في بقاع كبيرة من أراضيهم، وحالت دون وصول أي منهم إلى مكة لأداء مناسك الحج "بسبب النزاع المستشري بين ملوكهم". كما توثق المصادر وقوع حروب حالت دون وصول الحجاج إلى مكة ما بين عام 654 و658 هجري، ما عدا أهالي الحجاز. ويشير موقع الدارة كذلك إلى توقف شهده موسم الحج عام 1213 هجري، وذلك بسبب "الحملة الفرنسية" القائمة آنذاك، والتي تسببت بانعدام الأمان على الطريق المؤدي إلى مكة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
