اعلان

الإخوان .. وأخلاق الغوانى

  وكأن الإخوان لا يموتون، ولا يُصابون، ولا يمسسهم سوء، فمع كل حادثة لخصومهم، موتا أو إصابة، يشمتون، ويبالغون فى شماتتهم كالغوانى والمطلقات، ولا أدرى إن كان "إسلامُهم الإخوانى" يأمرهم بهذا أم يناهم عنه، رئيس مصلحة الطب الشرعى المستشار شعبان الشامى، المعروف إعلاميا بـ"قاضى الإعدامات"، رجل تجاوز الستين عاما، أصيب فى حادث سير، أثناء سفره إلى مطروح، وهو حادث متكرر، قد يتعرض له الإخوانى والسلفى والكافر، فتكالب عليه صبيان الإخوان، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، سخرية واستهزاء وشماتة بغيضة، ظنا من عند أنفسهم "البذيئة"، أن السماء تنتقم لهم ممن يعتبرونهم "خصوما وأعداء"، وقبل هذا الحادث، تدافع غربان الإخوان، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تكفيرا وشماتة فى رحيل عالم نوبل الدكتور أحمد زويل، الذى تجبٌّ مكانته العلمية والإنسانية، تاريخ الإخوان "جملة وتفصيلا"، وقالوا عن الرجل قبل أن يوارى الثرى، إنه "خائن وكافر ولا يجوز الترحم عليه"، وكأن الترحم من "الحقوق الحصرية" لموتى الإخوان، الذين يملأون الأفق جورا وقتلا وإرهابا وفسادا وسُخفا وقبحا.

ولأن الإخوان لا يقرأون إلا كتب الإرهاب والتطرف، وينأون عن مطالعة كتب الفضائل والأخلاق الحسنة، نذكرهم، رغم أن الذكرى لا تنفع أمثالهم، بحديث النبى الكريم الذى رواه "الترمذى": " لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله عز وجل ويبتليك"، وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء"، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو: " اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا"، وقد حكى الله عز وجل عن موسى عليه السلام أنه قال: "فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين "، وقيل لأيوب عليه السلام:" أي شيء من بلائك كان أشد عليك؟" قال: "شماتة الأعداء"، وعندما بلغ الإمام الشافعى أن رجلا يدعو عليه بالموت، أنشد:

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد

فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد

وفى موضع ثان قال "العلاء بن قرضة":

إذا ما الدهر جر على أناس حوادثه أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون ما لقينا

كما أنشد "عبد الله بن أبي عتبة":

كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء

ولـ"المبارك بن الطبري":

لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني

لما طلبت من الدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولا ديني

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا: "إذا زنت أمة أحدكم فليحدها الحد ولا يثرب عليها "، ومعنى "لا يثرب"، لا يقتصر على التثريب فحسب بل يشمل أيضا: "التعيير والتوبيخ واللوم والتقريع"!

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً