اعلان

ربي إني مسني الحب

   ثقل في الحركة وتباطؤ في السير وطريق طويل غير ممهد، وعين أثقلها البكاء، وجسد أنهكه الحزن، وقلب صار في شيخوخته، وشيب طفح علي وجهك، ثم إصابة بالعجز في أبهي سنوات العمر، ثم وحدة، ثم قطيعة، فعيادة نفسية، أنت الآن في معرض الكذبة الأولي، أنت في فخ الحب الأول.

ففخ الحب الأول لا ندركة ولم نكن نملك الحكمة علي ذلك الإدراك , كنا صغارا وفي الصغر يجوز الخطأ تحت بند التعلم ، فالحب الاول هو مس من ضر، لايزول إلا بإنكشافه , ولا ينكشف إلا مع توالي السقوط وتعاقب السنون .

لا يمكنني أن أصف الحب الاول سوي بفخ الموت البطئ لكل الممتلكات عدا الحبيب، فقط هو نوبة من التطرف المميت , تطرف الموت والحزن وحتي السعادة ، وإن كان أشد ميلا للحزن بتبعاته من أمراض ليس عليها سلطان.

وقتها لاندرك موت المحيطين بل لا ندرك موت كل مسببات ومكملات السعادة تحت بند الحبيب، ففي الحب الاول لانري ، بل لا نريد ان نري بملئ إرادتنا ، فقط نريد أن نحب.

نغض الطرف عن كل أخطاء الحبيب دون حتي مناقشتها، بل تحولت خطيئته الي عادة مقدسة، وصار نهج التضحية هي المادة الأولي في كتب إرضاءا للحبيب.

جميعنا نصاب بنوبة الوقوع في الحب الأول برغبتنا أو دونها ، فقد نتفق او نختلف في الرغبة لكننا نتفق علي انها وقيعة غلفت بخطئ فادح وهو ان الحب الاول هو الحب الأخير، الحب الأول فخ لا يسلم منه أحد.

فحالة من السكر والثمالة يغيب بها العقل عن تلك الأفعال غير المرضية بالنسبة إليه فقط لإستمالة رضا هذا الحبيب، بل يتحول المخطئ إلي المضحي لتحملة مواجهة العتاب ، كل ذلك ولازلت مصرا أن تطلق عليه الحب.

إن الحب خدعة كما الحرب، لكن ينقص أحدهما آليات تلك الخدعة ، فأحدهم يشحذ كل مكائدة وحيلة لإستمالة الآخر ، ثم يقع فيحب فيخوض غمار هذا المسمى ، فيفقد متعة الرؤية بل أحيانا يصاب بالعمي المؤقت إلي أن تنكشف غمة هذا الحب.

أما عن أسباب فخ الوقيعة في هذا المعتقد المسمي بالحب الأول ، فللحديث بقية في محاول تغيير كلمة الحب الأول لتكون الوقيعة الأولي، لننتقل بعده إلي الحب الذي تتسع له حدقة العين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً