اعلان

النار تشتعل في الأقصى.. 49 عامًا من الاعتداءات ومحاولة "التهويد"

النار تشتعل في المسجد الأقصى، تنطفئ ألستنها لكن يظل لهيبها مشتعلًا في قلوب العرب، فزيادة عن احتلال القدس، تصر قوات الاحتلال على استفزاز الفلسطينيين والعرب بالاعتداء على "الأقصى" ليس فقط باستخدام القوات العسكرية، لكن بممارسات "تهويد القدس" واستباحة قدسية المسجد الأقصى من أجل حلم "الهيكل".

اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى، أمس الأحد، لم يكن شيئًا جديدًا، فالاعتداء بدأ منذ اغتصاب الأراضي الفلسطينية، مرورًا باعتداء القوات والمستوطنين على المسجد، وهذه أهم تلك الأحداث ..

في عام 1967، دخل الجنرال موردخاي جور المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثالث من بداية الحرب (حرب 67)، ثم دخل جنوده، ورفعوا العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه، وأغلقوه على مدى أسبوع كامل منعوا خلاله الصلاة والأذان؛ ثم أعادوا مفاتيح الأبواب، باستثناء مفتاح باب المغاربة، إلى إدارة الأوقاف الإسلامية (المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد الداخلية). وما زالت إسرائيل حتى اليوم ترفض إعادته؛ لاستخدامه بوابة لإدخال اليهود والمتطرفين إلى المسجد، بدون إذن الأوقاف. كما تم الاستيلاء على حائط البراق، وتحويله إلى مزار لليهود؛ بينما منع المسلمون من دخوله.* في عام 1982 نظمت قوات الاحتلال اعتداءً آثمًا على المسجد الأقصى المبارك قام به أحد الجنود الإسرائيليين ويدعى "هاري غولدمان"؛ إذ قام الجندي المذكور باقتحام المسجد الأقصى، وإطلاق النيران بشكل عشوائي؛ ما أدى إلى استشهاد مواطنين، وجرح أكثر من ستين آخرين. وقد أثار هذا الحادث سخط المواطنين، وأدى إلى احتجاجات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد إسرائيل 

وفي نفس العام قررت السلطات الإسرائيلية السماح لجماعة ( أمناء جبل الهيكل) بوضع حجر الأساس لبناء الهيكل المزعوم ملاصقة لمسجد قبة الصخرة محاولين تأييد الأساطير والأكاذيب الإسرائيلية.

وأرسل متطرف يهودي رسالة إلى الشرطة الإسرائيلية، يهدد فيها بتفجير طائرة محملة بالقنابل والمتفجرات فوق المسجد الأقصى المبارك*في عام 2001، عقدت لجنة منبثقة عن مجلس الحاخامات الرئيسية في دولة الاحتلال تبحث اقتراحات لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك في باب الرحمة، أو مبنى المحكمة، أو المدرسة العمرية، أو المصلى المرواني (وكلها أجزاء من المسجد الأقصى المبارك).وفي نفس العام، أقامت قوات الاحتلال متحف يهودي قرب المسجد الأقصى المبارك؛ في محاولة جديدة لتبرير احتلال المدينة المقدسة، ولدعم الادعاءات الإسرائيلية بشأن المسجد الأقصى. ويعرض في هذا المتحف مجسم تصويري للهيكل مكان المسجد الأقصى المبارك.*بعد عامين وبالتحديد في 2003 دعا الحاخام "أفرايم شاخ" (نجل الحاخام "أليعازر شاخ") (حاخام الدولة العبرية) اليهود إلى الزحف نحو المسجد الأقصى لتطهيره من ما أسماه (دنس العرب والمسلمين).في 2004 حاولت جماعة ما يسمى "أمناء جبل الهيكل" اقتحام المسجد الأقصى لأداء شعيرة يطلقون عليها أسم "رش تراب مستجلب من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة"؛ وبعد فشلهم في اقتحام المسجد؛ أدوا طقوسهم مقابل الأقصى، في أحد أحياء مدينة القدس القديمة.

وتعمدت خلال هذه السنة، الشرطة الصهيونية إدخال السياح الأجانب واليهود إلى المسجد الأقصى، وهم وهم شبه عراة؛ ما يسيء إلى قدسية المكان.

*عام 2005، حولت قوات الاحتلال مدينة القدس لثكنة عسكرية، ونشرت أعدادًاهائلةً من جنودها في المدينة وعلى سور القدس وبوابات المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتسيّر عشرات الدوريات الراجلة والمحمولة، وتمنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الأربعين عامًا من دخول المسجد الأقصى للصلاة.وكشفت الشرطة الإسرائيلية عن أنها أفرجت عن 9 متطرفين يهود خططوا لهجوم ضد المسجد الأقصى المبارك؛ بحجة أنهم لم ينفذوا ما خططوا له؛ في محاولة لعرقلة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن خليتين إرهابيتين، إحداهما خططت لتفجير المسجد باستخدام صواريخ" لاو" يتم إطلاقها من على إحدى البؤر الاستيطانية اليهودية المطلة على المسجد، والخلية الأخرى خططت لإطلاق طائرة صغيرة بدون طيار مزودة بكاميرا لاستفزاز المصلين والمواطنين الفلسطينيين في القدس.

وبنفس العام، عممت منظمات يهودية متطرفة أبرزها "الحركة من أجل إقامة الهيكل"، و"حركة رفافاه"، و"منتدى الخلاص الإسرائيلي" إعلانًا تحت عنوان "نتواصل مع جبل الهيكل صلاةً واعتصامًا"، تحرّض فيه عامة الجمهور الإسرائيلي على اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم السادس من شهر يونيو، أي في الذكرى الـ 38 لاحتلال القدس.

وخلال تضييق قوات الاحتلال على الفلسطينيين، أغلت الطرق المحيطة بالقدس القديمة، خاصة شارعي: سليمان القانوني، والشارع المؤدي إلى باب الأسباط؛ وسيرت دوريات راجلة في محيط المسجد الأقصى، واتلت قناصة الاحتلال أسطح المباني المشرفة على المسجد، وتطلق منطاداً يحمل أجهزة تنصت وكاميرات لمراقبة حركة المصلين داخل المسجد الأقصى، ومروحية تابعة لشرطة الاحتلال تحلق في سماء القدس.لم ينتهي عام 2005، حتى اعتبرت المحكمة العليا في الدولة العبرية قرارها السماح لجماعة "أمناء جبل الهيكل" بـ “الصلاة” في باحة المسجد الأقصى "زلة لسان"، وخطأ في صياغة القرار؛ حيث إنها كانت تقصد السماح لهم بدخول المسجد دون ممارسة أية "شعائر دينية" أو “الصلاة” فيه؛ وتستبدل عبارة "السماح لليهود بـ”الصلاة” على جبل "الهيكل" (المسجد الأقصى)" بعبارة "السماح لليهود بالدخول وزيارة جبل "الهيكل"".

*بعد 18 عاماً من الحفريات الأثرية غرب حائط البراق، دشنت قوات الاحتلال في عام 2006، مركزًا جديدًا لليهود الزائرين في حائط البراق تحت اسم "سلسلة الأجيال" (ومدخل هذا المركز قريب من مدخل "نفق السور الغربي من القدس" ويعطي الزائرين انطباعاً عن علاقة الأجيال (اليهودية) بالقدس منذ زمن النبي إبراهيم عليه السلام وحتى يومنا هذا).

*في عام 2008 افتتحت المؤسسة الإسرائيلية كنيسًا يهوديًا يحمل اسم "أوهيل يتسحاق" لا يبعد 50 مترًا عن المسجد الأقصى، بعد أن إقامته على أرض وقف إسلامي، ويرتبط الكنيس بشبكة أنفاق حفرها الاحتلال أسفل ومحيط المسجد الأقصى.

*في 2010 اتخذت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس قرارات بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة، واستحداث باب في سور المدينة؛ بهدف خلق وقائع جديدة للسطو على التاريخ، وتسهيل تواجد اليهود في المدينة المقدسة؛ وهذا العمل الإجرامي يدمر التراث التاريخي والحضاري والمعماري للمدينة المقدسة.

كما اقتحم أكثر من 160 متديّنًا يهوديّا المسجد الأقصى خلال عيد "الهانوكا" اليهوديّ، وقاموا بأداء طقوس دينيّة داخل المسجد بشكلٍ علنيّ، وبالتزامن مع الاقتحام؛ منعت شرطة الاحتلال المصلّين من دخول المسجد، وأغلقت بواباته أمام المصلين، عدا بابين فقط سمحت بدخول كبار السنّ عبرهما.*في 2011، اقتحمت قوات معززة من جيش الاحتلال المسجد الأقصى المبارك؛ وأخرجت المعتكفين فيه بالقوة. وقد تم الاقتحام بحجة مخالفة أوامر شرطة الاحتلال، والتي تقضي بمنع تواجد أي مسمم داخل المسجد الأقصى من بعد صالة العشاء وحتى صالة الفجر.

*في 2012، عممت قوات الاحتلال الإسرائيلي صورة للمسجد الأقصى المبارك، وقد أزيلت من حوله قبة الصخرة، مدعية أن هذه الصورة تمثل 'جبل المعبد" وهي التسمية التلمودية للمسجد الأقصى خلال فترة الهيكل الثاني.

وأغلقت قوات الاحتلال 'باب الحديد' وهو أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى المبارك ( في حين اقتحم نحو 90 متطرف يهودي المسجد الأقصى المبارك، يتقدمهم الحاخام المتطرف إسرائيل أرئيل، وأدوا طقوس دينية بحماية شرطية معززة.

كما نظمت مجموعة من المستوطنين، حفلًا صاخبًا شارك فيه مئات اليهود، استمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وذلك في منطقة ملاصقة لجدار المسجد الأقصى، وعلا صوت الغناء والموسيقى، وتركزت الاحتفالات خلق محراب المسجد الأقصى.*في 2013، سادت مدينة القدس المحتمة، وخاصة البلدة القديمة ومحيطيا، أجواء شديدة التوتر وسط استنفار وانتشار واسع لجنود وشرطة الاحتلال لتأمين الحماية والحراسة لآلاف المستوطنين الذين يستعدون لاختراق القدس القديمة بمسيرات ضخمة في الذكرى الـ 46 لما يسمى 'توحيد القدس '.

*2014 ذكر موقع الإذاعة العبرية، أن لجنة الداخلية بالبرلمان الإسرائيلي 'الكنيست' قررت تشكيل لجنة فرعية لفحص مدى تطبيق قرار الحكومة الإسرائيلية "السماح لمستوطنين يهود بزيارة المسجد الأقصى لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة كل يوم، لاسيما في أيام عيد الفصح".قتحمت القوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك عبر باب السمسمة؛ كما حاصرت المصلين في المسجد القبلي؛ وهاجمت المرابطين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وقامت منذ الصباح بفرض تشديدات عمى دخول المواطنين إلى المسجد الأقصى، فيما منعت بعدها كافة المواطنين من دخول المسجد وحولته على ثكنة عسكرية.

*في 2015 تسبب تطاول أحد عناصر شرطة الاحتلال الخاصة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في المسجد الأقصى المبارك في إشاعة أجواء التوتر الشديد في المسجد؛ وتجمهر المصلون وطلبة مجالس العلم، الذين شرعوا بهتافات التكبير الاحتجاجية، وشرعت عصابات المستوطنين بتنفيذ جولات مشبوهة واستفزازية في أرجائه، قوبلت باحتجاجات المصلين وطالبات حلقات العلم، بهتافات التكبير والتهليل. *وفي 2016، نفذت منظمات "الهيكل المزعوم" تدريبات افتراضية على ذبح قرابين "الفصح العبري" في سفح حي جبل الزيتون/ الطور المُطل على القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك، بمشاركة كبار حاخامات اليهود في اسرائيل، وبحراسة معززة ومشددة من شرطة وجنود الاحتلال.

وتضمنت تلك التدريبات هتافات وشعارات تدعو لطرد المسلمين منه، والتسريع بعملية بناء "الهيكل المزعوم" مكان الأقصى، وجرت في البؤرة الاستيطانية "بيت أورت" في حي جبل الزيتون، ونصبت خلفها لافتة كبيرة تتوسطها صورة لمجسم الهيكل المزعوم في قلبه "المذبح"، وبقربها منصة أخرى تم تخصيصها لعملية التدريب الافتراضي على تقديم القرابين. 

يشار إلى أن هذه المنظمات أعلنت انتهاء استعداداتها لعروض هذه التدريبات، كجزء مما ادّعوا أنها "استعدادات لبناء هيكلهم على أنقاض الأقصى".

كما كثفت "منظمات الهيكل" المتطرفة، دعواتها لأنصارها لإحياء فعاليات ما يسمى "إحراق الهيكل" الشهر المقبل، والمشاركة في اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى، وإقامة فعالياتٍ تلمودية خاصة في باحاته، فيما أكدت المنظمات اليهودية المتطرفة إقامة عدة فعاليات وانشطة في الفترة ذاتها، بالتنسيق مع شرطة الاحتلال لحماية المشاركين في هذه الفعاليات، خاصة الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً