اعلان

طرحة الذل!!

النهارده وأنا نازلة مروحة ركبت تاكسي، واحنا في الطريق وقف التاكسي فجأة على جنب، انتظرت ان حد يركب لكن ده محصلش، وبعدين السواق قال شدي حيلك يا حجه يلا أدركت وقتها انه منتظر المرأة الخمسينيه التي تنتظر موكب سيارات يسير بجنون في شوارع وسط المدينة لزفه عروس لمكان عرسها.

عبرت اخيرا ووصلت الي التاكسي والقت بنفسها داخله وقالت... بتجري على ايه؟؟ على الهم والشقا وهنا دار الحوار بين السائق والمرأة:

السائق: خليها تفرح لها يوم.

المرأة: وليه تفرح يوم على حساب عمرها كله

السائق: فرحانه بالفستان والطرحة يا أمي

المرأة: طرحة الذل

لا إراديا وجدتني أردد خلفها طرحة الذل باستنكار، وليس انكارا للمضمون ولكنه انكار الصدمة التي تجتاحنا عقب سماعنا حقائق نعرفها ولكننا ننكرها كي نتأقلم في منظومه الحياة ولا نشذ عن المألوف ...رددتها حين آلمني صدقها.

سمعتني المرأة وانا أهمس مردده عبارتها طرحه الذل.

فالتفتت اللي قائله نعم طرحه الذل التي نظل سنوات نحلم بها وشهورا نبحث عن اجودها وأجملها لتقودنا الي كسر اعنقانا واحناء رؤوسنا باسم العشرة والابناء وكلام الناس والعادات والتقاليد فنحتمل مالا نطيق من قله حيلته وضعف احواله المادية وجهله العاطفي وخياناته المتعددة وغطرسته الرجولية وجحوده اللامتناهي لكل ما نفعل لأجل مسميات متعددة خلقت لا لشيء الا لقهرنا ومن يقودنا لها تلك الطرحة الملعونة والفرحة الكاذبة والفستان اللئيم.

انهم فخ ينصب لعزتها وكبريائها وحسنها وذكاؤها ليوقع بها في براثن المشاعر المزيفة التي تنتهي سريعا ولا يتبقى منها الا ذكريات تجلدها وتذبلها يوما بعد يوم فتسقط عنا كل محاسنها كشجره هاجمها خريفها الابدي فتنطفأ.

نعم تنطفأ المرأة ويخبو بريقها الذي نُصب لها الفخ من اجله وتصبح ورده ذابله في منزله تلتهمها السنة الحما والسلائف معلنين مهددين (ان لم تنتبه لنفسها حينا فمن حقه البحث عن سعادته مع اخري تسر عينه) وكأنه لم يكن هو من فعل بها هذا ؟؟ لم يكن هو من خبأ بريقها واتلف سعادتها واورثها الحزن والالم ولم تطالب يوما بالبحث عن سعادتها المفقودة مع غيره.

وهنا تكمن المشكلة، لما يجب عليها ان تقدر هي حجم المسئولية وتفكر بها اكثر منه علي الرغم انه مميز عنها ( اليس هو كامل العقل والدين وهي ناقصته ) اذن لماذا تطالب تلك الناقصة بما هي ليست اهلا له من حكمه وصبر وجلد واحتمال فتتنازل عن سعادتها لتصبح رفاهيه وتحتسب ايام الشقاء والالم لتنتظر التعويض من ابناءها ولا تدرك ان فاقد الشيء في الاغلب لا يمنحه وان نهر سعادتها الذي ينضب ويجف من المحال ان يروي ظمأ اطفالها الي السعادة بها ومعها وان احتياجهم لابتسامتها وضحكه عينيها ورضاها سيصبح مطلب ملح لن تستطيع هي تلبيته وعاجلا ام آجلا سيرثون ذبولها وحزنها دون ان يلحظوا انه سم قاتل يستشري بينهم في هدوء ليقتل ارواحهم و ينموا جيلا آخر من الفارين الي الزواج من الزواج ليعيد انتاج نفس البيوت التي تبني بالألم وعلي الالم الذي تمتد جذوره لأقدم البيوت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
القميص الأحمر والشورت الأبيض.. الأهلي بالزي التقليدي أمام مازيمبي