اعلان

"السلفية" أزمة جديدة تدخل الدين في السياسة وتحاصر الأزهر وبلد الحرمين

الأزهر

"السلفية" أزمة جديدة تدخل المحراب الإسلامي، تحيطه بمزيد من تهديدات النزاع، وتتجاذب أطراف –ليست جديدة- الاختلاف الواضح، يرى بعض العلماء أنه يستهدف وحدة أمة الإسلام، بين حاضنة الأزهر ومستوطن الحرمين.

في بلاد الشيشان، تسبب مؤتمر إسلامي حول "من هم أهل السنة والجماعة؟" في خلاف بين مؤسسة الأزهر الشريف في مصر، والمملكة العربية السعودية، بسبب توصيات تستثني "السلفية" من أهل السنة والجماعة، بخلاف وصل إلى حد الهجوم على الأزهر وبالتبعية النظام المصري والرئيس السيسي.

"اعتذار الأزهر.. تبرئة للشيخ الطيب أم المؤسسة"

الأزهر الشريف، أصدر بيانًا توضيحيًا حول مؤتمر أهل السنة والجماعة، قال فيه، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر نصّ خلال كلمته للأمة في هذا المؤتمر على أن مفهوم «أهل السّنة والجماعة» يُطْلَق على الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث - السلفية».

وفي البيان الذي اعتبره المتابعون، يهدف إلى تبرئة مؤسسة الأزهر من تجاهل السلفية من أهل السنة والجماعة، في تعريفعها بالمؤتمر، خاصة بعد الجدل الذي دار حول المؤتمر، بعد أن هاجم علماء سعوديون شيخ الأزهر، منتقدين حضوره على رأس وفد مصري مكون من شوقي علّام المفتي المصري، وعلي جمعة المفتي السابق، وأسامة الأزهري مستشار الرئيس لمؤتمر لا يعترف بالسلفية من أهل السنة.

"توصيات المؤتمر المثيرة للجدل"

خرج المؤتمر الذي أقيم في الشيشان، تحت عنوان “من هم أهل السنة والجماعة"، بتوصيات أن أهل السنة والجماعة هم “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً".

ودعا المؤتمرإلى إنشاء قناة تلفزيونية على مستوى روسيا “لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة”، واعتبر المشاركون أن المؤتمر يمثل “نقطة تحول مهمة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطير الذي طال مفهوم أهل السنة والجماعة، إثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف وقصره على أنفسهم وإخراج أهله منه"، وحدد المؤتمر في توصياته المؤسسات الدينية السنية العريقة بأنها الأزهر الشريف والقرويين والزيتونة وحضرموت ومراكز العلم والبحث فيما بينها ومع المؤسسات الدينية والعلمية في روسيا الاتحادية. وتسبب المؤتمر وتوصياته في الكثير من الانتقادات من قبل التيار السلفي ومناصريه.

"لماذا غضب السعوديون"

في الشيشان، مؤتمر يناقش "من هم أهل السنة والجماعة" دون أن تدعى له المملكة العربية السعودية، وبعض الدول الخليجية، ويستثني "السلفية" من أهل الجماعة" أثار غضب علماء السعودية، فيما اعتبروه حربًا ضد "السلفية" ظهرت في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

هيئة كبار العلماء، أصدرت بيانًا للتعقيب على مؤتمر الشيشان، حذرت خلاله الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه قول الله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء).

الداعية الكويتي طارق السويدان، قال : "مؤتمر الشيشان، يكفينا تفرقاً وتعصباً، هذا المؤتمر غريب الهدف، غريب التوقيت، غريب النتائج، ما الهدف من مناقشة من هم أهل السنة؟".

تعدى الأمر الخلاف حول المذهبية الدينية، حتى طال السياسة، فقال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على "تويتر": "مشاركة شيخ الأزهر بمؤتمر جروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر؛ فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب".

ورغم أن الأزهر الشريف أكد في بيانه، أن الإمام الأكبر لم يستثني أحدًا من تعريف أهل السنة والجماعة قائلًا: «ساق الإمام الأكبر بين يدى محاضرته نصوصاً تُؤكّد استقرار «جمهرة الأمة» والسواد الأعظم منها على معنى هذا المفهوم حين نقل عن العلامة السفّارينى قوله: «وأهل السّنّة ثلاث فِرَق: الأثريّة، وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعرى، والماتريدية وإمامهم أبومنصور الماتريدى». وعن العلّامة مرتضى الزّبيدى قوله: «والمراد بأهل السّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدّثون والصّوفية والأشاعرة والماتريدية»، معبراً بذلك عن مذهب الأزهر الواضح فى هذه القضية. كما أن الإمام الأكبر حثّ فى كلمته، ويحث دائماً فى كل خطبه ومقالاته على ضرورة لمّ شمل أهل السنة دون إقصاء أو تهميش لأحد، بل دائماً ما يدعو إلى وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم، إلا أن الانتقادات للوفد المصري مازالت متصاعدة، بل إن بعضها لمح لطبيعة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مانشستر سيتي وبرايتون (3-0) في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | استراحة