اعلان

مكرونة ولبن .. والبقية تأتي

قالوا عنه "جيش المكرونة" ونسوا ما يقوم به رجال القوات المسلحة من مهام عسكرية في سيناء لحماية البوابة الشرقية لمصر، قالوا إن الجيش ترك ثكناته ويبيع السكر وزيت الطعام، ونسوا ما يقوم به الجيش على حدودنا الغربية لصد الهجوم الداعشي على مصر، قالوا إن الجيش سيقوم بإرضاع الأطفال ويشتري الألبان ونسوا ما قام به الجيش على مدار خمس سنوات من حماية البلاد والعباد من خطر الإرهاب.

سياسة "التلكيك" الذي يمارسها البعض باتقان ضد القوات المسلحة المصرية هي من وجهة نظري "تفاهة"، فليس من بين هؤلاء من رأى طفلا رضيعا يصرخ على يد أمه جوعا وهي لا تجد له علبة لبن، ليس من بين هؤلاء من يبحث عن "كيلو لحمة" لأسرته بسعر يناسب دخله. فهؤلاء المتلككين هم من رواد الفضائيات والإذاعات الدولية، ومقابل كل تلكيكة شيك أو ظرف دولارات يساعده على البحث عن تلكيكة جديدة، وهذه الدولارات تكفيه وتكفي أسرته لحما ولبنا وشيكولاتا وأشياء أخرى لا داعي لذكرها!!

من المعروف أن القوات المسلحة في أي دولة من دول العالم يمكنها المساهمة في المجالات التي لا يقبل عليها القطاع الخاص سواء لضخامتها أو لقلة ربحيتها أو صعوبة بيئة العمل طالما أن ذلك لن يؤثر علي الكفاءة القتالية الاحترافية للقوات.

صحيح أن المهام الأساسية للقوات المسلحة هي قتالية، لكن الحكمة تقتضي استغلال هذه الطاقات البشرية والفنية في أوقات السلم.. وليس مهما من يتولى إدارة هذه الاستثمارات.. جهازا عسكريا كان أم مدنيا .. قيادة الجيش أم وزارة الدفاع ، المهم هنا هو أن تبقى وتستمر طالما أن عائداتها تذهب لتمويل حاجات القوات المسلحة في التطوير والتسليح أو في مساندة الاقتصاد الوطني.

فالجيش الأمريكي، مثلا، مالك ومساهم رئيسي في 25 شركة أمريكية كبرى منها "مان تك ManTech" و"إتش بي Hewlett-Packard" و"روكويل كويلنز Rockwell Collins" و"جنرال إليكتريك General Electric" و"لوكهيد مارتن Lockheed Martin" وإجمالا، يمكننا أن نقول إن الجيش الأمريكي صاحب الميزانية الأكبر في العالم والتي تتجاوز الـ 615 مليار دولار، يمتلك ويساهم في الكثير من الشركات منها المتخصص في الأمن والزراعة والطاقة ...الخ، ومنها شركة Academi وهي شركة تقدم خدمات أمنية وعسكرية وتقوم بتوريد الجنود أي أن الشركة يقوم نشاطها الأساسي على المرتزقة!

وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في الولايات المتحدة، ويخضع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية، وتقدم خدماتها للحكومات والأفراد من تدريب وعمليات خاصة، ورغم وصفها بالمنظمة الإجرامية الأشد خطراً إلا أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة.

ويمتلك الجيش الأمريكي واحدة من الشركات الأشهر في العالم "داو كيميكال، وهي شركة كيميائية مقرها في ميدلاند بولاية ميشيجان، وتقدم الكثير من المنتجات الكيميائية، والبلاستيكية، والزراعية إلى الأسواق الاستهلاكية التي تشمل الغذاء والنقل والصحة والدواء والعناية الشخصية والبناء، وتعمل في حوالي 180 دولة، كما أنها تعمل في مجال الاكتشافات البترولية، إضافة إلى مساهماته في شركة بكتل كبرى شركات المقاولات والبناء ودائما ما يساعد ويضغط من أجل إسناد المشروعات لها، وهي الشركة التي تنشئ مترو الرياض حاليا.

كذلك الجيش الفرنسي يمتلك مجموعة لاجاردير العسكرية .. و 19 إذاعة و11 تليفزيونا وحصة بارزة فى شركة "إيرباص"، أما جهاز المخابرات فى باريس يمتلك شبكة ميريديان وطيران إيرفرانس.

وبالرغم من كل ما سبق هل رأيت وسيلة إعلام واحدة تولي أي اهتمام للأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها أي جيش من جيوش العالم؟! بالطبع لا ولن يحدث ذلك أبدا لسبب بسيط، وهو أن المقصود من الهجوم العنيف على الجيش المصري هو حشد الشارع المصري ضد قواته المسلحة، متناسيين أن هذا الشعب هو من خرج في الشوارع يهلل ويزغرد حين نزلت القوات المسلحة في الشوارع وقت ثورة 25 يناير،وهو نفسه الشعب الذي نادى على وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقت ثورة 30 يونيو، وهو أيضا نفس الشعب الذي يعتمد ثلثه تقريبا على المنتجات الغذائية للقوات المسلحة.

الجيش المصري كان وسيظل هو روح الشعب ومصدر أمانه في الداخل والخارج، هو اليد الحانية على قلوب المصريين، هو اليد الباطشة لكل قوى الشر.. حقا القوات المسلحة المصرية "يد تبني ويد تحمل السلاح"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
خبير: أمريكا لم تعطي الضوء الأخضر لـ إسرائيل من أجل اجتياح رفح الفلسطينية