اعلان

الإعلام وقود الأزمات الدولية.. صلاح عيسي: لابد أن يخدم الإعلام الصالح العام.. "قانوني": العمل على وجود وسيلة تربط جميع مؤسسات الدولة بالإعلام.. و"الهواري" ينصح بلعب دور الوسيط

صلاح عيسي

لعبت العديد من وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في إشعال الأزمات الراهنة بين عددٍ من الدول، وكانت بمثابة الوقود الذي أشعل نار الكراهية بين شعوب كلا المتخاصمين، وتجاهل العاملون بهذه المؤسسات دورهم الحقيقي بأن لا ينحازوا إلى طرف على الآخر حتى لا تضيع وسطية نقل الأزمة، ما زاد الأمر تعقيدًا.

الأمر السابق دفعنا إلى إستطلاع رأى خبراء الإعلام والعمل العام، مع وضع مقترحات لتفادى الوقوع فى نفس الخطأ.

- الصالح العام:

في البداية يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسي، إنه من المفترض أن يبدى الإعلام الحر أراءًا تعبر عنه في البلاد التى يوجد بها إعلام حر، بما لا يلزم الدولة بما يقال فيه، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الإعلام لا يترتب عليه أزمات للمواطنين لأنها أراء تعود في مجمل الأمر إلى اصحابها وليس الدولة.

وأضاف "عيسي"، في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، المشكلة الحقيقة تكمن في الإعلام التعبوي، لأنه ييٌنظر إليه بعين الإعلام التابع للدولة، ما يثير العديد من المشاكل الكبرى.

وتابع الكاتب الصحفي: الدولة التى يوجد بها إعلام حر أى رأي ينشر في صحيفة ما ينسب للحكومة، ما يعطى المساحة بأن يسود الشك بأن هذا الإعلام مدفوع بأوامر من الدولة، أو رجال أعمال النظام.

وطالب "عيسي" بأن تخدم القاعدة العامة للإعلام الصالح العام عند معالجة مشكلة الدولة مع الدول الأخرى، حتى لا يقوم بتضخيم مشكلة نتيجة الدفع وراء مشاعر داخليه.

- إدارة الأزمات:

رأى الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أنه يمكن لهذه الوسائل أن تسهم بشكل فعال فى إدارة الأزمات، كما أنها يمكن أن تسهم فى صناعة وافتعال وتفاقم وتصاعد الأزمات والإضرار بسمعة المجتمع ومؤسساته، منتقدًا ما تقوم به بعض القنوات الفضائية من تهويل وتضخيم للحدث، ما يبث الرعب فى النفوس المشاهدين بلا داعى وبلا تحقق من مصدر الخبر الذى تبثه.

وأضاف "مهران": يوجد نوع أخر من الإعلام يقوم بافتعال قضايا وهمية، مع اللعب بمشاعر المشاهدين وعقولهم، وتغليب الصالح العام على المصالح الضيقة، ما يجعل من دوره بثابة نار مشتعلة.

وطالب أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: بوجود صلة تفاعل تربط جميع مؤسسات الدولة بالإعلام، ما يمكن المسئول من أن يكون مصر المعلومة والخبر وقت وقوع الأزمة، وأن يكون لدى المسئول الشجاعة للاعتذار والاعتراف بالخطأ.

- لعب دور الوسيط:

واتفق معهم في الرأي الدكتور محمد الهواري، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قائلًا: الإعلام كانت سببًا رئيسيًا في عددٍ من الأزمات ولعل أشرها الأزمة التى وقعت بين مصر والجزائر فى التصفيات المؤدية لكأس العالم عام 2010، وكان الشحن كبير بين جماهير المنتخبين، ما ترتب عليه وقوع مذبحة بشرية فى أم درمان عقب إنتهاء المباراة الفاصلة بين المنتخبين.

وأضاف "الهواري": على الإعلام أن يلتزم بدوره الموضوعى في مناقشة أى أزمة، مطالبًا جميع المؤسسات الإعلامية بلعب دور الوسيط وعدم الإنحياز إلى أى طرف وبث روح شحن الشارع، لأن عواقبه وخيمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً