اعلان

"العمال البريطاني": التعاون والتفاهم المشترك أفضل لبلادنا

صورة أرشيفية
كتب : وكالات

رأى الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، إد ميليباند، أن "شراكة قارية" كفيلة بأن تمهد سبيلا للتعاون بين المملكة المتحدة وأوروبا، وأن "تفاهما مشتركا" من شأنه أن يؤدي إلى ناتج أفضل للجميع.

واستهل ميليباند مقالا نشرته الـفاينانشيال تايمز قائلا إن البرلمانيين استقروا على أن يدلوا برأيهم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت"، فيما لا يعتبر محاولة للانقلاب على نتائج الاستفتاء كما يظن البعض، غير أن البرلمانيين لم يتلقوا تعليمات من الناخب البريطاني بسلوك طريق معينة للخروج من أوروبا.

وأكد ميليباند -النائب عن دائرة دونكاستر الشمالية- أن العديدين من زملائه البرلمانيين يصرون على مقاومة الاندفاع صوب خروج "صعب ومدمر" من أوروبا، على نحو يترك بريطانيا أقل ثراء ونفوذا عالميا... ليس ثمة أغلبية في مجلس العموم تميل إلى سلوك مثل هذا الطريق، وبشكل أو بآخر، ستجد المعارضة لهذا الطريق سبيلا للتعبير عن نفسها.

لكن "الخروج الصعب" لن يضر بريطانيا فحسب، وإنما أوروبا كذلك.. ولا يجب أن نقبل أن فكرة "الخروج العقابي" يصب في صالح الاتحاد الأوروبي فذلك لن يكون.. ينبغي على الحكومة أن توضح ذلك، على الأقل لأن مصيرَي بريطانيا وأوروبا متداخلان، ولأننا إذا ما أردنا أفضل ناتج من تلك المفاوضات، فيتعين علينا أن نبدأ في تفهّم المصالح التي يضعها المتفاوضون صوب أعينهم.

وحذر ميليباند من أن موقف الحكومة البريطانية من المفاوضات مثير للقلق؛ ففكرة "أنكم تريدوننا أكثر مما نحتاجكم" لن تسوي الأمر إذ ربما تحتاج بريطانيا 27 حكومة أخرى وعددا أكبر من البرلمانات لدعم الاتفاق النهائي: ويتعين النظر في هذا الصدد إلى اتفاقية التجارة الكندية وبرلمان والون (البلجيكي).. إن الصخب العدائي والخطاب المناوئ للأجانب كفيلان بإبعاد الأصدقاء المتبقين في المحادثات.

وأكد ميليباند أن ابتعاد المملكة المتحدة عن السوق الموحدة كفيل بتعطيل حركة التجارة والخدمات عبر القارة الأوروبية، هذا من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية الاستراتيجية، فإن انتقال القوة صوب الشرق تجاه الصين والهند تحتّم البحث عن طرق للعمل معا.

ورأى ميليباند أنه بينما صار رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي أمرًا مؤكدا، فإن قرارات كبرى لا تزال مطروحة بشأن درجة التعاون... إن كل من يعتقد في قيم أوروبا المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية والتضامن ينبغي أن يتحدث عن شراكة وثيقة... وبالنسبة للتقدميين في الداخل والخارج، فلا ثمة نجاح يُرجى من الانعزال.

ونوّه صاحب المقال عمّا وصفه بقوى موازية في دول الاتحاد الأوروبية... ولا شك أن المخاوف الانتخابية قصيرة المدى في فرنسا وألمانيا ستؤثر بالسلب على المفاوضات وستزيد من الضغط على حكومات الاتحاد الأوروبي لتضييق الخناق على بريطانيا... لكن، كما أننا في بريطانيا نحتاج إلى النظر إلى ما هو أبعد من اللحظة الراهنة، كذلك يتعين على أوروبا أن تفعل.

لكن، هل ثمة في الواقع أي بديل لـ"طلاق عدائي"؟ ثمة حلٌ واحدٌ يتواءم مع وقائع خروج بريطانيا من الاتحاد ويخاطب المشكلات الأعرض في أوروبا ويتمثل في "شراكة قاريّة" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي... إن ذلك يقترح دائرةً من التعاون خارج الاتحاد الأوروبي قد يشمل المملكة المتحدة إضافة إلى أمم أخرى محتملة... وينبغي أن تبقى بريطانيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسوق الموحدة، وأن تبقى كذلك في أحلاف قوية... سنصبح أكثر رفاهية عبر تجارة مُعفاة من التعريفات الجمركية وعبر إطار عملٍ من التعاون فيما بين الحكومات حول التحديات العالمية أمثال التغير المناخي وأزمة اللاجئين.. ستكون بريطانيا أكثر قوة عبر مزيد من إحكام السيطرة على الأمور التي تتجاوز الحدود القومية.

ونوه ميليباند عن أن هذا المقترح لا يضم كافة الإجابات ولكن، بمجرد أن نبدأ التفكير في بنوده، فستبدو أكثر المشكلات تعقيدا – ستبدو قابلة للحل، إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يواجهان (ما يسمى في أدبيات السياسة واتخاذ القرارات الصعبة) بـ "معضلة السجين": إن الضغوطات قصيرة المدى الراهنة كفيلة بأن تؤدي بسهولة إلى ناتج سلبي من شأنه أن يورث الندم على مدى سنوات عديدة قادمة.

وأكد ميليباند أن إيجاد طريق إيجابي للمستقبل سيكون صعبا لكن يتعين على الطرفين أن يفهما أن التعاون والتفاهم المشترك كفيلان بأن يُثمرا عن اتفاق أفضل للجميع... إن الحقيقة بالنسبة لبريطانيا وأوروبا هي أنه: بالإمكان السماح لـبريكسيت أن يضعف الطرفين – أوأنه بالإمكان السعي صوب البحث عن طريق جديد للمستقبل معا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لسيناء حماية لأمن مصـر القومي