اعلان

كاتب عراقي في ندوة بمعرض الشارقة: الاهتمام بالأدب والفن الطريق الوحيد لمواجهة الفكر الهدام

الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون
كتب : وكالات

أجمع الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون والكاتب الكويتي طالب الرفاعي على أن مواجهة الفكر الهدام لا تكون إلا عبر البحث والاهتمام بالأدب والفن، فهي الطريق الوحيد القادر على زعزعة قواعد الأفكار الهدامة التي بدأت تسود في المجتمعات العربية، وإن إقرار قانون القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد أفضل طريقة لمواجهة مثل هذه الأفكار.

جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان الكتابة في مواجهة الفكر الهدام والتي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 35 المقامة حاليا في مركز إكسبو الشارقة حيث يستمر حتى الثاني عشر من نوفمبر.

وتعد مواجهة الأفكار بالأفكار واحدة من الأهداف التي ينبغي للكتاب على المستوى العالمي أن يدركوا أهميته، خاصة في مثل هذه الأوقات التي تشهد فيها المنطقة العربية فترة عصيبة للغاية، الأمر الذي يجعل من الكتابة المستنيرة جاهزة دوما لمواجهة الفكر الهدام.

وفي هذا السياق أكد الدكتور رشيد خيون خلال الندوة التي أدارها عبد الفتاح صبري أننا نعيش حاليا في متاهة التعريفات والمصطلحات الخاصة بكلمة الهدم، مضيفا" المشكلة الحالية التي نواجهها تكمن في عملية تعريف كلمة الهدم، حيث يعتبر كل طرف أنه صائب، ولذلك علينا أن نتلمس عمق الخطاب السائد حتى نتمكن من تغييره، ويجب أن يكون الخطاب الجديد عميقاً وحقيقاً ومتحرراً من الخجل".

وتابع" تعودنا على قاعدة أن العيب موجود في الناس وليس الفكر، ولكن في الواقع أن الفكر فيه عيب أيضاً، لأنه لا يجب أن يظل ثابتاً وإنما عليه أن يتغير مع تغير الزمن".

وأكد خيون أنه يتوجب علينا إثبات أن العقل هو فائدة للإنسان، وأن كل ما يتفق مع العقل هو عملية بناء وليس هدم..مضيفا" من جانبي أحاول أن أواجه الفكر الهدام من خلال البحث في التراث لاعتقادي بأننا أمة تعيش في الماضي وتعشقه، وماضينا يتضمن إضاءات كثيرة علينا أن نعمل على إبرازها، وقد أفنيت نحو 30 عاماً في مواجهة الفكر الهدام، عن طريق التراث الذي وجدت فيه الكثير من الأمور الثمينة، التي يجب إبرازها للعيان خاصة وأن العديد من حركات الفكر الهدام تستخدم التاريخ في التغطية على ما تقوم به".

من جانبه، قال طالب الرفاعي" إنه لا يوجد هناك تعريف واضح للفكر الهدام..فعبر التاريخ البشري هناك فريقان كل واحد منهما يرى في الآخر أنه هدام، ونلاحظ أنه في كل المجتمعات الإنسانية عادة ما يكون الفكر الجديد مخيف ويشار إليه بأنه هدام، لأنه يقوم على أساس هز أساسات ثابتة، والإنسان بطبعه يكره من يأتي ويهز أفكاره التي تعود عليها".

وأضاف الرفاعي" اتخذت منذ 40 عاما من الأدب خطاً لحياتي المهنية لأنني أعتقد أنه السبيل الذي يمكن أن يخلصنا من الأفكار الهدامة، خاصة وأن الإنسان تبقى لديه حاجة للفن والأدب والموسيقى التي تمتلك القدرة على تغيير المزاج العام للإنسان، وتستطيع أن تخرجه من اضطراباته ومعاناته".

وبين أن للموسيقى قدرة عجيبة في إخراج الإنسان من حال إلى آخر، وأن الفن يمكن له أن يعيد إلى الإنسان حالة التوازن مع الواقع.

وقال الرفاعي" إن شبكة الإنترنت جعلت الصورة هي التي تحكم العالم، وتمكن الإعلام من جعل هذه الصورة عاديه حيث لم يعد أحد يتأثر بمناظر القتل والحرب والدمار التي تحدث من حولنا، مبيناً أن السبب هو الصور الراكضة التي أثرت على استقرار اللاوعي لدى الإنسان".

وأضاف" هذا يأخذنا إلى أن الفن هو حائط سد لمواجهة الفكر الهدام، حتى يكون هناك حياة عادلة للإنسان، وأعتقد أن أفضل طريقة لمواجهة الأفكار الهدامة هي القراءة والعلم؛ لأن المجتمعات الجاهلة يسهل التأثير عليها بخلاف المتنورة".

وتابع" أعتقد أن فرض قانون القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعد أفضل طريقة لمواجهة مثل هذه الأفكار، لأن المجتمعات تحيا بالعلم والمعرفة، وعندما يمتلك الإنسان لحظة واعية يستطيع حينها أن يقف في مواجهة الفكر الهدام".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً