اعلان

"نقص السكر خرب بيت النحالين".. ركود بنسبة 70% بأسواق عسل النحل.. صاحب منحل: كيلو العسل هيبقى أغلى من اللحمة.. ومصدر بالزراعة يؤكد: يحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد المصري

قطاع مناحل العسل

يعاني قطاع مناحل العسل من أزمة طاحنة بسبب نفوق مئات من خلايا النحل، بعد ارتفاع أسعار السكر واختفائه من الأسواق، ما أدى إلى تكبد النحالين خسائر تجاوزت الـ50% من ثرواتهم النحلية، حتى لجأ بعضهم لبيع الخلايا والتخلص منها بخسارة كبيرة.

في هذا السياق رصد "أهل مصر" آراء التجار وكذلك المسؤولين للوقوف حل للأزمة.

يقول فتحى طه تاجر عسل بالقاهرة، إن معظم النحالين يتجهون إلى الأراضي المزروعة بالبرسيم بداية من شهر مايو، ويلجأون إلى السكر بعد موسم القطن مباشرة وتحديدا في أكتوبر من كل عام، موضحا أن النحال يستهلك كميات كبيرة من السكر في هذا التوقيت وخلال فصل الشتاء، حيث يغطي الخلايا لفترة طويلة حتى لا تموت اليرقات الصغيرة، ويتم مد النحل بالسكر من المغذيات كل 15 يوما، حتى يبدأ موسم الزهور ويتجدد الشجر ويعيد إطلاق اسراب النحل في المزارع.

وأشار مصطفى عامر صاحب محل عسل بمنطقة حلوان، أن صناعة العسل في مصر تضم "أصحاب مناحل، وبائعون، وتجار جملة، وتجزئة، وتجار مستلزمات إنتاج المناحل، وسائقى سيارات نقل العسل"، وأن بعضهم يواجه شبح الإفلاس والبعض الأخر تكبد أضرارًا مادية فادحة أجبرتهم على ترك المهنة.

وذكر عامر لـ"أهل مصر"، أن أزمة السكر عصفت بصناعة العسل وسترفع أسعاره أكثر من 100% خلال الأسابيع القادمة، وسيصبح كيلو العسل أغلى من كيلو "اللحمة"، مشددا على أن الأزمة تستدعى تدخل سريع وقوى من جانب الجهات المسئولة.

وقال محمد هجرس خبير تربية نحل العسل إن السكر سلعة أساسية لمهنة النحال لأنها تستخدم في تغذية النحل بداية من شهر أبريل وحتى شهر يونيو، لتجهيزه لموسم إنتاج العسل في شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، مضيفا أن أزمة ارتفاع سعر السكر أدت إلى ارتفاع أسعار العسل في الأسواق المحلية.

وأكد هجرس لـ"أهل مصر"، أن أسعار العسل ارتفعت بحوالي 40% عن الموسم الماضى، متوقعًا استمرار زيادتها حتى أشهر الإنتاج من العام المقبل، ووصول سعر الكيلو إلى 100 جنيه، مشيرا إلى أن نسبة الركود في القطاع وصلت إلى ما يقرب من 70%، لأن العسل يعتبر سلعة ثانوية يمكن الاستغناء عنها.

وألمح خبير نحل العسل إلى أن متوسط نسبة نفوق النحل وصلت إلى 35% في كل خلية، وأن بعض النحالين أبقوا على العسل المنتج من خلاياهم لتغذية النحل كبديل للسكر، لافتا إلى أن تجار العسل يستغلون الأزمة ويشترون العسل بأسعار ضئيلة لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج، حيث بلغ سعر شراء الكيلو جملة من 18 جنيها إلى 25 جنيها، في حين وصل سعر البيع للكيلو من 35 جنيها إلى 50 جنيها في المناقصات التي تعلن عنها وزارة الزراعة.

وطالب هجرس وزارة الزراعة بالشراء من أصحاب خلايا النحل بشكل مباشر، وإغلاق الباب أمام استغلال التجار لتحفيز أصحاب المهنة الحاليين وتشجيع مستثمرين جدد على الدخول في عالم "نحل العسل"، فضلا عن إنشاء نظام لترخيص وتسجيل الخلايا ومتابعتها والتفتيش عليها.

وتابع: "عدم وجود نحل بكميات كافية يعد خطرا على الأمن القومي، نظرا لأهميته في تلقيح 80% من الزهور بشكل"، موضحًا أن الولايات المتحدة تنفق الملايين على تربية النحل لعلمهم التام بأهميتها في تنمية المحاصيل الزراعية.

وكشف مصدر مسئول بوزارة الزراعة، إن النحل المصري يتميز بالجودة العالية وبقوة تحمل والإنتاج الجيد والسهولة في التربية مقارنة بالنحل في الدول العربية والأوروبية، وأن ذلك يدفع تجار العسل بالدول العربية للإقبال على النحل المصرى.

وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن العسل من السلع الاستراتيجية التي لها فوائد عديدة، ويدخل في صناعة الأدوية وعلاج القلب وكريمات البشرة والشعر، وأن النسبة الأكبر تصدر للخارج كمادة خام، وأنه يحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد المصري ويساهم في توفير العملة الصعبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً