اعلان

أخصائية نفسية عن قانون الحضانة: الرجالة "أحن" على أولادها من الستات

صورة ارشيفية

عندما أراد الله لهذه الحياة أن تستمر خلق للانسان بعض المخلوقات التي تعينه علي الحياة، وسخر كل الجمادات لخدمته، وخلق له من نفسه زوجة تكون سكنا، وقذف بينهم المودة والرحمة، وجعل لهم من مظاهر الزينة لتعينهم على الحياة وتزيد من بهجتها، زينة المال والبنون التي ذكرها القرآن الكريم.

وحيث أن أطفالنا هم زينة الحياة، ويجب المحافظة عليها، في خضم ما نراه من تفككات أسرية وقضايا عديدة للطلاق، أوصلت الأسرة الوليدة لمفترق طرق، إلا أننا نفتقر لثقافة الاحترام التي نجدها واضحة بالمجتمعات المتقدمة، عند انفصال الزوجين، ولا يشغل بالنا إلا الانتقام، والسعي بين الجهات وإعلاء الصوت لسن القوانين أيضا بغية الانتقام، وننسي زينة حياتنا وبهجة أعمارنا الأطفال.

حتي أطلت علينا تعديلات جديدة بقانون حضانة الطفل، والذي ينص على إعطاء الأب حق حضانة أبنائه في حال زواج مطلقته، والسماح لوالدته أو زوجته بالاعتناء بهم، لتكتمل سلسلة التمزيق والتلاعب بالأولاد ما بين قانون الرؤية وقانون الحضانة بتعديلاته، التي لم تراعي الطرف الأهم وهو الطفل، مما لاشك فيه أن العاطفة التي قذفها الله في قلب الأم والأب نحو أطفالهما، لا جدال فيها.

إلا أنه يجب احترام عاطفة الطفل أيضا نحو أبويه وعدم تمزيقها، حيث تهتم الوسائل الإعلامية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية بإدارة النقاش حول القانون دون التطرق للطفل نفسه، وحق هذه المطلقة في استكمال حياتها مع شريك أخر كما فعل هذا الزوج، ولماذا لم ينص القانون أيضا ان الحضانة تنتقل من الأب إذا تزوج؟

تشير الدكتورة ميرفت جوده العماري الإخصائية النفسية، إلى أن الولد أو البنت لابد له من أسرة ترعاه مكونة من رجل وسيدة، جنبا إلي جنب، حيال وقع الخلاف وتم الإنفصال، يجب أن يحافظوا علي رعاية أطفالهم إذا ما اختار كلا منهم طريقة، وعدم قطع العلاقات ومنع الأطفال من رؤية أبيهم، إلا مرة بالأسبوع أو ساعتين، "وكأننا بنهرب مخدرات"، فهناك فترة سيحيا فيها الطفل فقط مع أمه، وفترة مع أبيه.

فالتوترات حيال رؤية الطفل قد تحول الطفل إلي شئ منحرف، فلابد للاب أن يري أطفاله ويتعايش معهم، وعدم تشوية صورة الأب، والتعامل مع الأطفال وكأنهم دمية يتجاذبونها، "لا متكولش عند بابا انا هعملك أكل احلي، متأخدش اللبس اللي ماما اشترته أنا مش هخليك تحتاج حاجة" لابد من وضع ضوابط حتي يشترك الأب أيضا في تربية أطفاله.

وتضيف ميرفت، وبرغم ذلك فأنا أري رجال حنونة وعاطفية وترعي أكثر من الأم، ومقولة أن الأم هي الحنونة تعد من القوالب المعطلة، لذا يجب التعرف أولا هل يستطيع هذا الأب رعاية الطفل، لأن من يكتبون القوانين رجال في مصلحة رجال، فلا نظلم طرف على حساب طرف.

كما تؤكد على دور الدولة من خلال التعليم، فوضع نظام التربية الموحد في جميع المدارس ما بين حكومي وخاص وانترناشونال، كما تفعل المجتمعات الأوروبية التي لها نظام تعليمي وأسس قيمية موحدة، حتى لا يتشتت الأطفال فهم يضعوا الضوابط للخلاف من خلال مناهجهم الدراسية ويؤسسون القوانين من خلال علماء الإجتماع واساتذة الطب النفسي.

لذا يجب علي الدولة إقامة ورش لإدارة العلاقة ما بعد الطلاق، من خلال مكاتب تابعة للحكومة تضم علماء في الإجتماع وعلم النفس، لتكون مرجعية يسأل من خلالها المختصين، ويحضر هذه الورشة الاباء والأمهات المنفصلين، وحتى غير المنفصلين، حتى يتعلم الأنسان دروس عن العلاقات الزوجية السليمة وأيضا الطلاق وكيفية إدارة الحياة لخلق جو نفسي يتعايش فيه أطفالنا بسلام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً