اعلان

هذا الجيل العظيم...شال الطين وصنع الأمجاد

كنا دائما نمارس نوعا من جلد الذات، مؤنبين وموبخين أنفسنا، ماذا سيقول عنا التاريخ، فهناك جيل الكفاح والاستقلال، بل أجيال كافحت وناضلت وجاهدت من أجل الاستقلال، وهناك جيل ثورة 1952 الذي صمد وكافح والتف حول قيادته وتمثل ذروة صموده في صد العدوان الثلاثي1956.

ثم كان هناك جيل أكتوبر العظيم،1973 صناعة المجد بالدم والنار، هزيمة الهزيمة وصون الكرامة، النصر العظيم الذي أثبت ان العربي يستطيع التحدي وتحقيق الفوز.

وكنا نحن دائما نتندر على أنفسنا، في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في مراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة والجامعة، وما بعدها في فترة صدمة مواجهة الحياة والواقع، وإن كنا قد بدأنا مواجهة الصدمة إدراكا، أثناء المراحل الدراسية، قبل أن نواجهها حقيقة مع نهاية ألفية وبداية الألفية الجديدة، ماذا سيكتب التاريخ عن هذا الجيل؟

زادت المرارة حنضلا بفترة ضرب العراق وتدميرها، وحلول استعمار جديد وبداية تمزيق الأمة والقومية ودخولنا في حروب مذهبية وطائفية، ثم تدمرت ليبيا وسوريا واليمن..ولم تبق سوى مصر في مواجهة إسرائيل؟

منذ أيام كنت وابنتي الكبيرة-في الإعدادية حاليا-نشاهد فيلما تسجيليا عن بطولات 1956 ونرى الفدائيين في بور سعيد من الرجال والنساء، وقد عنفتها تعنيفا شديدا لما أظهرت عدم احترام وخشوع يليقان بما نشاهد، لم أدرك أنا فترة 56 ولكنني أدركت بقايا فترات التحدي والصمود والانتصار، السبعينيات، إذ كان حرب أكتوبر مازال حيا، وكانت ذكريات الكفاح قريبة العهد، نسمعها مباشرة ممن شاركوا فيها ونسمع حكايات من الآباء والأمهات والأعمام عن الاحتلال والملك والثورة والصهاينة والحرب والهزيمة والانتصار.

ماذا ستقول ياسمين ابنتي تلميذة الإعدادية لأبنائها وأحفادها، كانت طفلة في الابتدائية ابان أحداث 25 يناير 2011ولما انقطعت بي السبل ومكثت طوال ليال ثورة 25 يناير ما بين التحرير ومقر العمل، في ليلة الانفلات الأمني مساء28 يناير 2011أصرت جارتنا المسيحية على أن تأخذ زوجتي وأطفالي إلى شقتها ليكونوا معا وسويا بعد انتشار الذعر بسبب فتح السجون وما تبعه من شائعات عن تدهور الأمن وانطلاق المجرمين في كل مكان.

اتصل بي منير جاري المسيحي زوج أم ماريف – في اتصال وحيد التقطه الموبايل-وأخبرني أن "الأولاد مع أم ماريف وكلنا سكان العمارة والعمارات المجاورة وكل رجال الشارع والمنطقة نحرسهم"

هذا الجيل الذي تحمل أعباء ثورتين وواجه أعتى جماعة إرهابية هي الجماعة الأم لكل التنظيمات الإرهابية، وتحمل عبور إجراءات إصلاح اقتصادية شديدة الصعوبة، وبدأ حرب الفساد المتجذر، وقاوم وصمد وانتصر على غلاء الأسعار والاحتكار والفساد.

لا شك أن ابنتي ستحكي يوما لأبنائها وأحفادها كيف نقعد حاليا نبحث عن توفير قوت اليوم ونقاوم احتلال الاحتكارات والأسعار، وكم نتناقش ونختلف عن حقيقة توجه الرئيس الذي بدأ زعيما، ومع اشتداد وطيس المعركة تشكك البعض وسب ولعن من شدة الألم الاقتصادي

لا شك أنها ستحكي كيف انتصرنا وكيف كان الجيل – هذا الجيل العظيم – شال الطين وصنع الأمجاد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً