اعلان

بين دينا حبيب وهوما عابدين.. العرب في الإدارة الأمريكية.. لماذا؟

دينا حبيب وهوما عابدين

12 عامًا مرت على بداية ظهور المصرية الأصل دينا حبيب على الساحة العالمية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها ظهرت الآن بوجود رسمي في البيت الأبيض، بعدما عين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دينا حبيب الأمريكية من أصول مصرية، مستشارة للمبادرات الاقتصادية في إدارته.

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن وجود "عربية" الأصل في الإدارة الأمريكية، لكن صعب التكهن بدورها، وهناك أيضًا متوقع أن يستعين بشخصيات وممثلين لبنانيين وتونسين في الفترة المقبلة.

وأضاف "فهمي" في تصريحات خاصة، إن الاستعانة بعرب في الإدراة الأمريكية، موجود منذ الرئيس بوش، كما أن الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما استعان بالمصرية داليا زيادة كمستشارة له لكنها لم تلقيه، ولم يكن لها دور ملموس في هذا الشان، مضيفًا أنه فيما يتعلق بدور دينا حبيب فإنه يجب البحث عن الدور والمهام المخولة لها، فمهامها المتوقعة أن تكون مرتبطة بالعلاقات العربية وملف الإسلام السياسي.

وأوضح الخبير السياسي، أن تعيين "حبيب" يمكن تفسيره أكثر في إطار رمزية الطرح، فـ"تترامب" يحاول أن ينفتح على الجاليات العربية ولكن فعالية ذلك لن يتضح سوى من مهامها، كما أنه لا يمكن حسابه سياسيًا كتحول في العلاقة الأمريكية، تجاه الدول العربية، خاصة وأن هذه الفترة تشهد تحسنًا ملحوظًا في العلاقات الأمريكية المصرية، ومن المبكر الحسم بان تلعب دينا دور الوساطة في تفاعل مصري أمريكي، مؤكدًا على اهمية أن تتواصل السياسة المصرية مع "دينا" لتفعيل دورها.

وعن اختيار "دينا" كعنصر نسائي في الإدارة الأمريكية، وقبلها زيادة وهوما عابدين التي كانت مستشارة المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون، قال الخبير السياسي، إن الاختيار يكون بناء على توجهات معينة، فاختيار داليا زيادة وهي "محجبة" كان له بعدًا هامُا، واختيار دينا حاليًا لأنها تناسب التوجه العام في الداخل الأمريكي، لكن اختيار"سيدة" لتكون حلقة الوصل مع العرب، ليس قاعدة أو حتى توجه من الإدارات الأمريكية، لكن يمكن تفسيره بأن أغلب من دخل الدوائر الحزبية من العرب "سيدات".

الدكتورة نورهان الشيخ، قالت إن ترامب له توجهات مختلفة، لكنه يحاول في اختياراته أنه يحاول أن يرضي قوى كبيرة وقطاعات مختلفة من الامريكين، وهذا ما ظهر في اختياره لوزير الدفاع، مضيفة أن اختيار "دينا حبيب" في حكومة ترامب لا يعني أنه سيتعامل مع الملف العربي وفقًا لسياسة بوش، خاصة وأن العناصر التي تم اختيارها سابقًا لم يكن لها دور فعال في العلاقات مع الدول العربية. 

وأضافت "الشيخ" أن اختيار "سيدة" لتمثل الجزء العربي في الإدارة الأمريكية، يأتي جزء منها إعطاء رؤية للاهتمام بالأقليات والمرأة، فالسيدات في الولايات المتحدة بيمثلوا جزء كبير وهام، وكذلك المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه تعد رسالة بشكل أكبر للداخل الأمريكي، رسالة طمئنة للاقليات بشكل عام، خاصة المقيمين من العرب والأجانب بوضع شرعي.

الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، قال إن دور "دينا حبيب" كمستشارة للمبادرات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يأتي في إطار وضع خطط استثمارية مباشرة، في الفترة المقبلة، لدولة يرأسها رجل أعمال بالدرجة الأولى، خاصة بعد التوجه نحو الشراكة المتوقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأكد النحاس، أن "حبيب" تمتلك رؤية جيدة في التوقع الاستثماري ودائرة صنع القرار، وربما أن "ترامب" اختارها لهذا المنصب بعد أن وقع في أزمة "التخلي عن كل شركاته، وكذلك حتى يكون القرار مصدره "جهة محايدة" لكي لا يتم اتهامه بـ"التربح"، مضيفًا أنه ليس من المتوقع أن يؤثر اختيار عربية مصرية في الوضع الاقتصادي في مصر أو أي من الدلو العربية إلا وفقًا لمصلحة امريكا، خاصة مع "حرب العملات" القائم في الشرق الأوسط.

وعملت "دينا حبيب" مع جورج بوش فيما يخص المبادارات الخيرية، حيث تبلغ من العمر 43 عاما وتشغل منصب رئيس مؤسسة جولدن ماكس للأعمال الخيرية، وقدمت المؤسسة لـ10 آلاف امرأة، تعليم الأعمال للسيدات من أصحاب المشاريع فى 43 دولة منذ عام 2008، وكانت النتائج مثيرة للإعجاب، ففي غضون ثلاث سنوات زادت عائدات 82% من خريجى تلك المؤسسـة، بينما نجحت 71% فى توفير فرص عمل.

"دينا" من مواليد عام 1973 وتولت قبل ذلك منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون التعليم والثقافة، ونائب وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية العامة والشئون العامة، وعام 2014، دخلت "دينا" فى شراكة مع البنك الدولى لتوفير 600 مليون دولار كرأس مال لحوالى 100 ألف من المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة حول العالم، كما عملت مستشارة لإيفانكا ترامب التي من المتوقع أن يكون لها دور فاعل في إدارة ترامب القادمة.

"حبيب" لم تكن العربية الأولى في الإدارة الأمريكية، حيث عملت هما عابدين كالذراع اليمنى للمرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطي السابقة، هيلاري كلينتون، وذلك خلال فترة عمل كلينتون في مجلس الشيوخ بالكونغرس وفي البيت الأبيض وزيرة للخارجية وفي حياتها الخاصة.

ولدت عابدين في ولاية ميشيغان، وقضت أغلب طفولتها في المملكة العربية السعودية، وعادت إلى الولايات المتحدة لتدرس في الجامعة، وكان والداها عالمان، والدها من الهند ووالدتها من باكستان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً