اعلان

"إسرائيل تكرهنا".. لماذا يتجاهل أفيخاي إدرعي استهداف المجندين في مصر ويُركز على "المناسبات الاجتماعية"؟

أفيخاي إدرعي

"لازم تيجي تاخد العزا" هكذا رد المصريون على تعزية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيجاي إدرعي، في وفاة الفنانة القديرة كريمة مختار، بعدما أصبح تعليق "إدرعي" على الأحداث الاجتماعية في مصر دائم ومستمر، فيما ينتظر المصريون تعليقه على الاحداث. 

"إدرعي" المتقن للغة العربية، دخل في عنق المجتمع المصري، بين المناسبات الدينية ومنها "احتفالات شهر رمضان" والاجتماعية كـ"الفنانين والمشاهير"، والأحداث المهمة في مصر، لكنه لم يلق الضوء ولو مرة واحدة على استشهاد الجنود وأفراد الشرطة، كما أنه لا يدين العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين المصريين، رغم الحديث عن تقارب سياسي دبلوماسي بين النظامين المصري والاسرائيلي.

ويقول الخبير في الشأن الاسرائيلي الدكتور محمد أبو غدير، إن الجيش الاسرائيلي الذي نعرف منه المتحدث "إدرعي" أحد أفرع في اسرائيل تتابع المصريين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لتحليل كل التعليقات والردود التي يقوم بها المصريين على كل القضايا التي تتعلق بمصر او باسرائيل، وبناء عليه يستخدمون تلك التحليلات في تحديد الخطاب الموجه للعرب والمصريين بشكل عام.

وأضاف "أبو غدير" أن أفيخاي إدرعي، يعلم جيدًا ما يكتبه، واهتمامه بالمناسبات الاجتماعية، لانها محل اهتمام المصريين، وبالتالي فهذا سيساهم في التعامل مع أكبر عدد ممكن من المواطنين الذين يتابعون هذا الحدث، مؤكدًا أن تجاهل إدرعي للأحداث الإرهابية وسقوط الضحايا المدنيين، لأنها لم تنس أنها عدو لمصر، ومثل تلك الأعمال التي تستهدف الجيش والشرطة، وبوقوع "ضحية واحدة" تفرح بها إسرائيل.

"إدرعي" السوري الأصل، حيث تنتمي عائلته إلى يهود سوريا، ممن هاجروا من الدرعية منذ عقود، وهو من مواليد عام 1982، كما عمل ناطق بلسان جيش الإسرائيلي منذ عام 2005، وقد عرض على الجماهير العربية في أوقات حساسة مثل عملية الرصاص المصبوب وحرب لبنان الثانية.

وبجانب إتقانه للغة العربية، يستخدم إدرعي "الافيهات" والأمثال العربية، ويسخر كما يسخر العرب، مطلقًا النكات، كما أنه يردد الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بصورة قد تشكك في أنه يصلي ويصوم مع المسلمبن، فذات مرة قال إدرعي على صفحته: "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"، ونشر في أول أيام شهر رمضان مع جنود إسرائيليين يتحدثون اللغة العربية، حول الصيام وما يقومون به في الشهر باعتبار أنهم عرب ومسلمين، قد أثار السخرية من أدرعي وتحولت أغلب التعليقات إلى سباب وشتائم.

وذات مرة، دخل إدرعي، في سجال من قبل مع الإعلامي جابر القرموطي بعدما قال القرموطي عن أدرعي: "إنه سمّ يبث على العرب من إسرائيل"، وقام بعدها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالاستشهاد بقول أحد الشعراء العرب: "لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس ألسن".

ويقول علماء النفس والاجتماع، إن أفيخاي إدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، شخص خبيث وشديد الذكاء، تلقى دورات مكثفة، ليتحمل الشتائم العربية بهدوء، وتكمن خطورته في أن وتيرة العداء له تخفّ شيئًا فشيئًا على المدى الطويل، وأنه يعتمد في مخاطبته للعرب والمصريين على هذه الاستراتيجية، من أجل بناء جسر لكسر حاجز الرفض الشعبي للتطبيع مع اسرائيل.

الخبير في الشأن الإسرائيلي "أبو غدير" قال إن اسرائيل تتعامل مع مصر بجدية كبيرة، فهي تعلم الاطفال الاسرائيليين اللغة العربية، وتخصص لهم وقتًا للتعلم عن الدول العربية وثقافاتها المختلفة، كما أنهم يحللون ردود فعل العرب تجاهها، كما أنهم يستخدمون رؤوس الأموال والإعلام في التغلل داخل المجتمعات العربية، فأغلب المنصات الإعلامية في الدول العربية "يهودية" ولأن ذلك لم يفلح في مصر، فاسرائيل من خلال "إدرعي" أو الصفحات الاسرائيلية الناطقة بالعربية، تستهدف الوصول للشباب المصري.

وأوضح "أبو غدير" أن الأزمة تكمن في النظام التعليمي المصري، والذي لم يعد يركز على عداوة مصر وإسرائيل، بل إن معظم المصريين لا يعرفون الكثير عن إسرائيل ويعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعرف على إسرائيل، وبالتالي سيعرفون إسرائيل التي تريدها تل أبيب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً