اعلان

"مثلث الموت" يعود بعد 60 عامًا فى القرن الإفريقى

"مثلث الموت" يعود بعد 60 عامًا فى القرن الأفريقى
كتب : سها صلاح

كشف موقع فويس أوف أمريكا عن أسوأ موجة جفاف ضربت القرن الإفريقي منذ 60 عامًا مضت، أودت بحياة 13 مليون شخص بالمنطقة بينهم أطفال، وخاصة في الصومال.

وتضرب المجاعة بلدان إثيوبيا 4.5 ملايين نسمة، كينيا 3.5 ملايين نسمة، الصومال 3.7 ملايين نسمة، أوغندا 6 ملايين شخص، جيبوتي 120 ألفًا، ويواجه نحو 3.7 ملايين صومالي ـ أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، المجاعة بسبب الجفاف الذي تأثر به نحو 12 مليون شخص في منطقة أطلقت عليها وسائل الإعلام المحلية اسم «مثلث الموت» الذي يمتد في كل من كينيا والصومال وإثيوبيا.

ويكشف الوضع الذي وصلت إليه الصومال عن أن المعونة في تلك المنطقة أصبحت مسيسة، وأن انشغال واشنطن بمكافحة الإرهاب ـ كما تدعي ـ في القرن الإفريقي ساهم في عواقب مميتة أدت إلى تلك الكارثة.

ونتجت الكارثة التي حلت بالصومال عقب تخلي المجتمع الدولي والدول العربية ودول القرن الإفريقي المجاورة عنها، إذ لم يتغير أي شيء جوهري في الصومال منذ عشرين سنة، فالبلد يعيش من دون دولة مركزية، ولا يمتلك ثروات كبيرة، ويفتقد إلى القيمة الاستراتيجية، وعجزت المبادرات الإقليمية عن إيجاد تسوية مرضية بين جميع الأفرقاء السياسيين المتقاتلين، ولذلك فهو معرض دائمًا لإعادة إنتاج الأزمة.‏

وتعتبر المجاعة في القرن الإفريقي؛ الصومال وشمال كينيا وجيبوتي وإثيوبيا، فضيحة العصر، بالنسبة للعولمة الليبرالية وللدول الغربية، وللمنظمات الدولية المدافعة عن نظام العولمة الليبرالية، لاسيما مجموعة العشرين الزراعية، التي زعمت في قمتها الأخيرة بمنتجع دوفيل شمال غرب فرنسا الماضي، أنها أقرت برنامجًا للعمل، لكن مجموعة العشرين الزراعية لم تفعل شيئًا لتجنب بعض المواد الغذائية مثل الذرة الصفراء التي أصبحت تستخدم بشكل مكثف لإنتاج الوقود، بدلًا أن تغذي السكان الجائعين، متجاهلة المطالب الدقيقة التي بلورتها وقدمتها المنظمات الدولية، لا سيما منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأوروبية ومنظمة الفاو والبنك الدولي، كما أن مجموعة العشرين الزراعية لم تتوصل في قمتها الأخيرة إلى إقرار خطة لتوزيع الاحتياطات الغذائية في المناطق المنكوبة، وهو المفتقد اليوم من أجل مواجهة الكارثة الإنسانية التي حلت بمنطقة القرن الإفريقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً