اعلان

ترامب يعلن الحرب على الإخوان.. والمخابرات الأمريكية تقدم تقارير لاحتواء الأزمة

ترامب
كتب :

سادت حالة من القلق والخوف داخل تنظيم الإخوان بعد فوز دونالد ترامب وتنصيبه رئيسا لأمريكا، لا سيما بعد أن سبق وتعهدت حملته بالدفع بمشروع قانون يعتبر "الإخوان" جماعة إرهابية.

في الوقت الذي أكد فيه "ترامب" سابقا خلال لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نيويورك، ضرورة العمل مع مصر من أجل هزيمة الإرهاب، وتقديم الدعم الكامل للقاهرة في مواجهة التحديات المختلفة.

الأمر الذي اعتبره الكثيرون أن ترامب يعلن الحرب على الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية، في الوقت الذي قدمت فيه المخابرات الأمريكية تقارير لاحتواء الإخوان.. فهل يحدث صدام بين ترامب والمخابرات الأمريكية في الأيام القادمة بسبب الإخوان.

نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هذا الأسبوع مجموعة من الوثائق السرية في موقع الوكالة على شبكة الإنترنت، بعد إزالة ستار السرية عنها، كان من بينها تحليل عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، يعود تاريخ إعداده إلى شهر أبريل من عام 1986، وتضمن توقعات تحقق كثير منها، خلال الثلاثين عامًا التي تلت كتابته، وفى هذا التحقيق نتعرف لماذا تم الكشف عن هذه الوثائق في هذا التوقيت وما الدلائل التى تعود على ذلك.

إن التقرير كشف عن أن الإخوان سوف يصلون لسدة السلطة خلال 20 عامًا، كما حذر التقرير من أن يوسف القرضاوي سوف يكون الشخصية الأكثر تأثيرًا في الجماعة في المستقبل.

وأوضح، التقرير أن الإخوان سوف يحاولون الدخول إلى المجتمع المصري، من خلال التعليم، كما فضح مصدر ثروة قيادات الجماعة، والتي تكون عن طريق الاتجار في العملات الأجنبية.

من بين المعلومات التي كشف عنها التقرير، محاولة جماعة الإخوان التقرب من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1985، حيث حاولت الجماعة استمالة عدد من المقربين من مبارك على أمل إقناع النظام المصري بالتحالف مع الإخوان ضد الجماعات الأكثر تطرفا.

ويشير التقرير إلى أن المصادر الاستخباراتية الأمريكية قالت إن الإخوان أقنعوا عددا من المسؤولين الكبار في نظام مبارك بأن الجماعات المتطرفة الأخرى هي من تريد إشعال ثورة إسلامية في مصر وليس الإخوان وأن هذه الثورة ستكون بنفس أسلوب إيران 1979.

وبحسب التقرير الأمريكي فإن المخابرات الأمريكية قدرت وجود نحو 30 ألف فرد متطرف في مصر موزعين على عدد من الجماعات التي وصفها التقرير بالمتصارعة فيما بينها، بينما جماعة الإخوان تمثل العدد الأكبر ولكنها تعاني خلافات داخلية بين المعتدلين والمتشددين.

وكان المحللون الأمريكيون يعتبرون جماعة الإخوان خطر غير مباشر على نظام مبارك وقادرون على كبح جماح الجماعات الأكثر تطرفا، ولكنهم في نفس الوقت مشهورين بغدرهم بالحلفاء والتنصل منهم وهو ما أشار له التقرير بأن الإخوان دعموا مرشحي الجماعة الإسلامية المتشددين في انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة رغم أنه كان هناك تنسيق بين الإخوان والحكومة المصرية لدعم مرشحين متفق عليهم مع النظام.

وحتى مع إنكار الجماعة الإسلامية أي دور للإخوان في فوز مرشحيهم فإن الجماعة الإسلامية لم تكن تملك المال لتنفق أموالا بهذا الحجم أثناء الحملة الانتخابية ولم يكن هناك جماعة في مصر تملك تمويلا بقدر جماعة الإخوان.

وبحسب التقرير كان الحوار بين الإخوان والنظام المصري مستمر ولكن مع بعض العثرات بسبب إنعدام الثقة ولكن كان مرشد الإخوان وقتها - عمر التلمساني- نجح في ترميم جزء من هذه العلاقات بسبب المصداقية المفقودة، وأثبت أنه قادر على التعاون مع النظام في تجربة أخرى بالاسكندرية.

وكانت النتيجة السماح باستئناف مطبوعتين للإخوان هما "الاعتصام" و "المختار الإسلامي" وبعدها بعدة أشهر صدرت مجلة الدعوة والتي كانت أوسع انتشارا.

ورغم ذلك فإن النظام المصري لم يرفع الحظر رسميا عن الإخوان وكانت شروط الحكومة المصرية لذلك هي تخلي الإخوان تماما عن العمل السياسي والاكتفاء بالنشاط الدعوي، وأيضا إعادة النظر في تحالفات الإخوان مع المعارضة وعلى رأسها حزب الوفد الجديدـ وثالثا التوقف عن الإحتجاج على معاهدة كامب ديفيد ورابعا الابتعاد عن محاولات التجنيد داخل الجيش المصري.

ورجحت المخابرات الأمريكية أن الإخوان رفضت هذه الشروط ولذا استمر الحظر من الحكومة المصرية.

بعد تقييم دور الإخوان في مصر خلص تحليل المخابرات الأمريكية إلى أن تنامي قوة الإخوان في مصر يشكل خطرا على المصالح الأمريكية باعتبار أن الجماعة بطبيعتها تعارض النفوذ الأمريكي ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

كما إن جماعة الإخوان بلا مصداقية مع معظم من تحالف معها، ولا تريد الجماعة كذلك أي تعاون بين مصر والولايات المتحدة عسكريا.

ولكن في نفس الوقت قال محللون إن إضعاف جماعة الإخوان لا يصب في مصلحة أمريكا لأنه إذا تم القضاء على الإخوان المسلمين فسوف يكون هناك فراغ تملأه تنظيمات أكثر تطرفا بحسب ترجيح التقرير.

وبدون تدخل الولايات المتحدة فسوف تتصاعد قوة الإخوان داخل المجتمع المصري عن طريق شبكاتهم المالية لكنهم لن يشكلوا خطرا مباشرا على نظام مبارك إلا إذا تلاشى دور التيار المعتدل داخل الإخوان وسيطر المتشددون والحالة الثانية هي أن تتدهور الحالة المعيشية للشعب المصري لدرجة تصيبهم بالسخط الذي سيستغله الإخوان لتأجيج الشارع ضد النظام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً