اعلان

سنوات العذاب لمعرض الكتاب.. العملة الخضراء أكبر تهديد في دورته الـ 48

معرض الكتاب
كتب : حازم على

فى ظل حالة الاهتمام الكبير لكافة مؤسسات الدولة بالشباب والتى ظهرت جليا بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى العام الماضى 2016 عام الشباب المصرى، وهو الاهتمام الذى تنامى فى كافة مؤسسات الدولة المختلفة وفى كل قطاعتها وهو الأمر الذى ظهر جليًا فى لقاءات شهرية عقدها رئيس الجمهورية بنفسه مع الشباب للتعرف على أفكارهم ورؤاهم حيال الأوضاع فى مصر من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وهو الذى لم تتغافلة الهيئة العامة للكتاب أثناء تخطيطها لإقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 48 التى تقام فى الفترة من 26 يناير حتى 10 فبراير 2017، وظهر جليا من خلال اختيارها أن يكون شعار المعرض هذا العام " الشباب وثقافة المستقبل" ليكون متماشيا مع اتجاهات الدولة فى الاهتمام بالشباب وتوجيهم إلى صدارة المشهد، وهو الأمر الذى ظهر جليًا من خلال جدول أنشطة المعرض الذى شهد تركيزًا كبيرا على الشباب فى مختلف ندوات المعرض ووفعالياته.

فى البداية حرصت إدارة المعرض على أن يكون شعار المعرض فى دورته الـ 48 مرتبط بطبيعة الحدث فكان "الشباب وثقافة المستقبل" شعارا للمعرض هذا العام، حيث تم تخصيص القاعة الرئيسية بالمعرض لعقد سلسلة من الندوات تتناول كيفية انخراط الشباب من أجل العمل على المشاركة فى صنع المستقبل فى كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والفنية حيث أفردت القاعة الرئيسية الجزء الثانى من ندواتها خلال أيام المعرض من أجل هذا الهدف.

تحل المغرب ضيف شرف على المعرض هذا العام، ويشارك فى المعرض 670 ناشرا منهم 451 ناشرا مصريا، و200 ناشرا عربيا، و13 ناشر أجنبى، و6 ناشرين أفارقة، تشارك 35 دولة 16 دولة عربية و6 دول أفريقية و13 دولة أجنبية.

وفيما يبدو أن معرض القاهرة الدولى للكتاب أصبح مقدرا له منذ عام 2011 أن يكون متحديًا للصعاب فمن تحدى الإلغاء عام 2011 أعقاب ثورة يناير، حيث تم إلغاء إقامة المعرض لأول مرة بسبب الإضطرابات السياسية التى مرت بها البلاد فى ذلك التوقيت الأمر الذى كان يتصور من بعده أن تكون إقامة المعرض فى العام التالى بالتزامن مع ذكرى الثورة، هو درب من دروب الخيال إلا أن المعرض العريق الذى بدأ عام 1969 على يد الكاتبة سهير القلماوى بتكليف من وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الذى كان يبحث عن إقامة حدث ثقافى بالتزامن مع الاحتفال بعيد القاهرة الألفى، نجح معرض القاهرة للكتاب فى إقامة فعالياته فى نفس الموعد وتحدى الصعاب المتواجدة فى هذا التوقيت، ورغم أنه لم يحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرا إلا أن تواجد المعرض وإقامته كانت هى النجاح الأكبر فى ذلك التوقيت، بسبب المخاطر الأمنية التى كانت مصاحبة لتوقيت إقامة المعرض فى 2012 لتزامن موعده مع الذكرى الأولى للثورة وأحداث مجلس الوزراء التى وقعت فى نفس التوقيت.

مع بداية عام 2013 يأتى التحدى الأكبر والأهم فى هذه الحقبة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 44 نظرًا لإقامة المعرض فى عهد الإخوان وأثناء تواجدهم فى السلطة، ليقف معرض القاهرة الدولى للكتاب بمفكرية ومثقفيه ومحبيه ورواده شوكة فى حلق أعداء الثقافة من قيادات جماعة الإخوان ليخرج معبرا عن الثقافة المصرية، بعيدا عن محاولات الطمس والتشوية الإخوانية.

معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يعتبر ثانى أهم معرض للكتاب على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت أضاف إلى سجله الحافل بالتحديات تحد جديد فى عام 2014 بإقامة المعرض وسط تحديات أمنية كبيرة وموجة من العمليات الإرهابية عقب عزل جماعة الإخوان وفض اعتصام مؤيديهم فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر القريب من مقر إقامة المعرض وميدان النهضة بالجيزة، إلا أن تغلب المعرض على هذا التحدى بالإقامة فى نفس الموعد للحفاظ على سمعته دوليًا حتى ولو كان بحضور جماهيرى محدود بسبب العمليات الإرهابية التى كانت منتشرة فى ربوع مصر إلًا أن تواجد المعرض وعد تأجيلة أو إلغائة كان بمثابة التحدى والنجاح فى آن واحد.

وبالرغم من استقرار الأوضاع فى عامى 2015، و2016 إلا أن إعادة جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى غاب عنه لفترات طويلة بسبب الأوضاع المضطربة كان تحديًا كبيرا يضاف إلى سجل التحديات خلال حقبة ما بعد ثورة يناير، لينجح أيضا المعرض فى اجتياز هذا التحدى وخاصة فى عام 2016 فى جذب أكبر عدد من زوار المعرض على مر تاريخ بفض تنوع برنامج المعرض وأنشطته وندواته، واستحداث بعض الأنشطة الجديدة وعلى رأسها إقامة حفلات لفرق " الأندر جراوند" خلال أيام المعرض والتى تمكنت بالإشتراك مع الأنشطة الأخرى فضلا عن تنظيم عمليات البيع فى زيادة أعداد رواد المعرض الذين كانوا يصطفوا يوميًا أمام بوابات المعرض فى طوابير ممتدة لمئات المترات لدخول المعرض فى تحقيق أرقام غير مسبوقة سواء على مستوى الحضور الذين وصل عددهم لـ 2 مليون و750 ألف زائر، وفقًا لما أعلنه هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب الجهة المسئولة عن تنظيم المعرض فى دورته الـ 47 أو على مستوى عدد الناشرين الذين وصل عددهم لـ 850 ناشرًا ف ذات الدورة العام الماضى.

ويطل المعرض هذا العام 2017 فى دورته الـ 48 فى ظل تحدى جديد وكأنه أصبح قدرًا محتومًا على معرض القاهرة الدولى للكتاب لتخطى التحديات، المتمثل فى الظروف الإقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار كنتيجة للقرات الإقتصادية الإصلاحية للحكومة التى اتخذتها قبل نهاية العام الماضى 2016 وعلى رأسها تحرير سعر الصرف للجنية أمام الدولار وهو ما نتج عنه انخفاض قيمة العملة الوطنية، الأمر الذ يمثل تحديًا للمعرض فى إمكانية الحفاظ على النجاحات السابقة المتمثلة فى الأعداد الضخمة التى زارت المعرض العام الماضى وحجم المبيعات للكتب المتوقع أن يشهد تأثرًا أو انخفاضا بفعل هذه الظروف الإقتصادية، وهو الأمر الذى ننتظر أن يجيبنا عنه معرض الكتاب خلال أيامة القادمة لننتظر منه مفاجأة جديدة تضاف إلى سلسلة مفاجآته ونجاحاته وسط الصعاب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً