اعلان

"أبو الغيط" يدعو إلى ضرورة التمسك بالثقافة العربية

أبو الغيط
كتب : أحمد سعد

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أهمية دور الثقافة العربية في لم الشمل في ظل الاضطرابات الكبيرة والمخاطر التي تحيط بالعالم العربي.

جاء ذلك في كلمة "أبو الغيط" أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال "المؤتمر العربي للثقافة والإبداع" الذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للشعراء والمركز العربي للثقافة والإعلام بمشاركين الأمينين العامين السابقين للجامعة العربية عمرو موسى والدكتور نبيل العربي، إلى جانب لفيف من الشعراء والمثقفين في مصر والعالم العربي.

ودعا "أبو الغيط" إلى ضرورة التمسك بالثقافة العربية، مشددا في الوقت ذاته على أن العروبة تشكل رابطة ثقافية جماعية كما أن اللغة العربية التي نفخر بها جميعا تشكل وعاء حاضنا للثقافة العربية ومكونا أساسيا لها وعروة وثقى لتجميع العرب مهما باعدت بينهم المواقف والسياسة.

وطالب "أبو الغيط" بتضافر الجهود لتعزيز الثقافة العربية والنهوض بها وتشجيع روح الإبداع والابتكار، مؤكدًا أن الإبداع يشكل قوة محركة لأي ثقافة ناهضة ومتجددة.

وشدد "أبو الغيط" على ضرورة مواجهة تحديات الركود والجمود التي تعانيها الثقافة العربية وعجزها عن اللحاق بالعصر، لافتًا إلى أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت عاملا ضاغطا على الثقافات المحلية وتهدد عوامل ترويجها كثقافة عالمية.

وقال أبو الغيط "إن عملية النهل من الثقافة العالمية من جانب وعدم التفريط في الثقافة العربية من جهة أخرى،تشكل معادلة صعبة لذا لابد من تشجيع روح الإبداع والابتكار كقوى محركة للثقافة "،مضيفا "أن بوادر ذلك ظهرت من خلال جيل جديد من المبدعين والمبتكرين".

ومن جانبه، أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته أن الثقافة تفتح بوابات التفاهم والتكامل بين المجتمعات العربية مقارنة بالمواقف السياسية والاقتصادية والتي تشهد خلافات وتباينات بين الدول العربية.

وقال "موسى" إن العالم العربي لديه قوة ثقافية مهمة رغم ما يعانيه من ضعف سياسي، داعيا إلى استثمار هذه القوة والتنوع الثقافي خاصة وأن العالم العربي يعاني تحديات جسيمة في هذه المرحلة تتطلب دعم العمل الثقافي العربي وإعادة تصحيح الصورة الحديثة عن العرب" بأنهم يتعاملون بالعنف ويخرجون عن نطاق العصر"، منوها في هذا الإطار بالدور الذي لعبته الجامعة العربية في معرض فرانكفورت عام 2004 حيث كان "الكتاب العربي" رمزا للثقافة والإبداع.

ومن ناحيته أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أهمية دور الثقافة كرابط بين الدول العربية، داعيا إلى تعزيز تلك الثقافة في مواجهة العواصف والأنواء الحالية التي تواجه العالم العربي.

وقال العربي إن المنطقة العربية تشهد أربعة أو خمسة حروب إلى جانب القلاقل داخل الدول وتنامي التنظيمات والجماعات الإرهابية مما يستدعي التكاتف لحماية العالم العربي ومواجهة الإرهاب سياسيا وثقافيا وفكريا واقتصاديا وليس فقط من الناحية الأمنية.

ومن جهته، أكد عبد الله الخشرمي رئيس الاتحاد العالمي للشعراء والمركز العربي للثقافة والإعلام في كلمته أهمية تعزيز الثقافة العربية باعتبارها دواء في خضم داء السياسة الذي تعانيه الدول العربية، لافتا إلى أن الشعوب العربية تتوق إلى الوحدة والتكاتف وهو ما يمكن أن تحققه الثقافة في معترك السياسة الحالي دون أن تتلثوث تلك الثقافة بأي ميول حزبية أوعرقية ودون أي إملاءات وهو ما تسعى لترسيخه الجامعة العربية، مؤكدا أن الثقافة العربية تسير في دربها نحو النجاح والبناء والتنوير وليس الهدم.

وحذر الخشرمي مما وصفه بـ"الهدر الثقافي" في العالم العربي وبشكل أكبر من الهدر الاقتصادي، لذا لابد من حماية العقل العربي وتشجيع مبادرات الإبداع والابتكار.

وبدوره، أكد الناقد الدكتور صلاح فضل في كلمته عن النقاد العرب، أهمية المؤتمر لتوحيد الجهود في مواجهة العواصف التي تهدد "سفينة الثقافة العربية "، مشددا على أن الثقافة تلعب دورا مؤثرا وهاما مقارنة بالسياسة والاقتصاد اللذين يعتمادن على تبادل المصالح والمنافسات الشرسة.

ودعا" فضل " إلى ضرورة إشراك المجتمع المدني في النهوض بالثقافة باعتباره معبرا عن الشعوب.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم الأمينين العامين السابقين للجامعة العربية عمرو موسى ونبيل العربي تقديرا لدورهما في النهوض بالعمل الثقافي العربي إلى جانب تكريم المنتدى الرابع للمخترعين العرب أحد مشروعات النادي العلمي الذي هو بدوره أحد مشروعات المركز العربي للثقافة والإعلام، وتكريم ملتقى الاتحاد العالمي للشعراء وكذلك تكريم عدد من الرموز والرواد المبدعين والمشاركين على المستويين العربي والدولي وعدد من الوزراء.

وستتم فعاليات المؤتمر على مدار يومين، الأول منهما بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، والثاني بدار الأوبرا المصرية ويستهدف ترسيخا بناء للعقل من خلال المشاريع التنموية والفكرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً