اعلان

بعد عقدها صفقة أسلحة لمواجهتها.. هل انتصرت أنفاق غزة على إسرائيل؟

كتب : أحمد سعد

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، ما أشارت إليه عدة تقارير صحفية، سابقة، أن الجيش الإسرائيلي أبرم صفقة ضخمة لمحاربة أنفاق حركة "حماس" في قطاع غزة، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي استورد نحو 20 آلية ثقيلة مخصصة للكشف عن الأنفاق، وبدأ بعضها بالوصول إلى إسرائيل.

وأثارت ظاهرة الأنفاق منذ حفرها في العام 2007 جدلًا واسعًا بين الاقتصاديين الذين دعوا منذ سنوات لإغلاقها أو المراقبة عليها وأن تعمل ضمن استراتيجيات معينة تخدم المصلحة الاقتصادية وتكون سندًا لأهل غزة الذين يعانون من الفقر والبطالة وتراجع مستويات المعيشة.

الأنفاق مصدر إيرادات مهم لحكومة غزة

على الرغم من التحذيرات التي أطلقها الاقتصاديون على ظاهرة الأنفاق واعتبارها ضمن الاقتصاد الخفي والوهمي إلا أن الحكومة بغزة دافعت عنها في ظل تفاقم مشكلة الانقسام السياسي واعتبارها حلًا للحصار ووسيلة لتوفير السلع الأساسية والضرورية إضافة لكونها إيرادات مهمة لحكومة غزة.

وبالتالي، فإن السياسة المالية الحكومية آنذاك اعتمدت على الأنفاق كجزء من تمويل نفقاتها، حيث نشرت صحيفة البرلمان التي تصدر عن المجلس التشريعي بغزة أن الموازنة العامة للحكومة بغزة للعام 2013 قد بلغت897 مليون دولار، حيث تمت تغطية النفقات، بينما العجز يتم احتواؤه من الخارج دون الإفصاح عن ذلك.

مصر وإسرائيل تعجزان عن التخلص النهائي من أنفاق حماس

وتكررت محاولات الحكومة المصرية والإسرائيلية، في شن هجمات على "أنفاق غزة"، خلال السنوات الماضية، إلا أنها لم تتمكن من التخلص النهائي منها، ومن بين تلك المحاولات، الهجوم الذي شنه الجيش الثالث المصري حين "اكتشف نفقا جديدا مجهزا بصورة جيدة لتهريب الوسائل القتالية والعبوات الناسفة، وبعمق تسعة كيلومترات داخل مدينة رفح المصرية، وبلغ طوله 35 مترا".

كما سبق وحفرت مصر بركا مائية بطول 14 كيلو مترا قصد تدمير 1000، نفق يخترق حدودها الشرقية وهو إجراء جاء كورقة أخيرة فرضتها المواجهة الراهنة للجيش مع الجماعات المسلحة.

وبدأ الجيش المصري، في وقت مبكر، ضخ كميات كبيرة من مياه البحر الأبيض المتوسط، نقلت عبر مواسير مياه، في المنطقة الحدودية المحاذية لمصر، جنوبي مدينة رفح قي قطاع غزة، كوسيلة جديدة للقضاء على الأنفاق الممتدة، بطول 14 كيلومترا، عبر الشريط الحدودي المصري مع غزة، وذلك بهدف تدمير أكثر من 1000 نفق، الأمر الذي حول الأنفاق إلى مناطق من البرك الممتدة.

وكانت قد قصفت طائرات إسرائيلية أنفاق تهريب أسفل حدود مصر وغزة، ردا على مقتل جندي اسرائيلي وأعمال عنف تسببت في توتر بعد وقف هش لإطلاق النار قبل وصول مبعوث سلام أمريكي.

صفقة أسلحة جديدة لمواجهة أنفاق غزة

وفي سياق متصل يقول الخبير العسكري جمال مظلوم، إن إعلان إسرائيل عن عقد صفة أسلحة جديدة لمواجهة الأنفاق في قطاع غزة، يعطى دلالات واضحة حول انتصار الأنفاق على المحاولات السابقة، والتي بدت عقب الإعلان عن الصفقة، أنها باءت بالفشل، مشيرا إلى أن عدد الأنفاق التي يمتلكها قطاع غزة تقدر مابين 350 لـ400 نفق لهم 1200 مدخل فى الجانب الفلسطيني.

وتابع مظلوم في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن التكلفة الكلية لحفر نفق واحد تصل إلى 80 ألف دولار، مما يعطي إشارة واضحة حول قوتها وصعوبة القضاء عليها، لافتا إلى أن حسب الإحصائيات فقد لقي 160 فلسطينى حتفهم في حفر أحد الأنفاق عام 2011.

أنفاق حماس تحتاج إلى تطوير تكنولوجي لكشفها

وفي سياق متصل، يقول اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن السبب الرئيس في فشل محاولات القضاء على الأنفاق هو أنه حتى الآن لم يتم تطوير تكنولوجيا يمكن الاعتماد عليها في تغطية مسافات واسعة تستطيع كشف الأنفاق التي تقع على أعماق كبيرة تحت الأرض، لافتا إلى أن حماس تقوم بحفر الأنفاق على عمق 20 متر تحت الأرض وبالتالي يستحيل كشفها، مما يتحتم على الإسرائيليين إما أن يبحثوا عن الأنفاق من بيت لبيت أو يحصلوا على معلومات استخباراتيه ذات دقة عالية عن مداخل النفق ومساراته من داخل غزة.

وتابع سليمان في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن توقيت الإعلان عن الصفقة يدل على اتجاه إسرائيلي لشن غارات مستقبيلة على الأنفاق في غزة، مما قد يدفع الحكومة الإسرائيلية بإجراء مباحثات مع مصر في هذا الشأن، مؤكدا أن الأسلحة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي ستكون أكثر تطورا، وربما تشهد المنطقة تغيرات وتطورات جديدة في الفترة المقبلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً