اعلان

المصافحة على مر التاريخ ضد أسلوب ترامب

ترامب

المصافحة موجودة في تاريخ البشرية منذ زمن بعيد بشكل يستحيل معه معرفة أصلها، ربما كانت وراء نشأتها الأولى رغبة في أحد أشكال التلامس والثقة والتعبير عن الاهتمام وهذا أمر نتقاسمه مع الحيوانات حسبما أوضح الطبيب والمتخصص في علم الإنسان فولف شيفينهوفل ذات مرة في مقابلة مع إذاعة ألمانيا دويتشلاند فونك حيث ذكر أن المصافحة كانت موجودة بالفعل في زمن الرومان واليونانيين.

وهناك نظرية منتشرة بشأن أصل المصافحة يذهب أصحابها إلى أن البشر يريدون بالمصافحة إثبات أنه ليس هناك سلاح في يدهم وحسب ما أوضح فيرا كورين فإن المصافحة خففت دائما من الفوارق بين الفئات والطبقات مما يعطيها أهمية هائلة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار صخبا إعلاميا بسبب مصافحته رجال الدولة بأسلوب غريب لم يعتده الزعماء في العالم، وبثت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية مشاهد مضحكة تلقائية في هذا الشأن، كما تتندر برامج السخرية بهذا الشأن.

وأصبحت صور لقاءات ترامب مصدر إلهام على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أوحت لمستخدميها بتركيب صور وتعليقات مضحكة، وايضا التندر بشأن حجم يد ترامب.

وتعتبر المصافحة باليد أحد تقاليد التحية والترحيب التي تكتسب أهمية كبيرة في التواصل بين البشر، ولا تكاد تجد ناصحا بشأن كيفية تحقيق مستقبل أفضل يخلو من تقديم نصيحة عن أفضل طريقة للمصافحة حيث إن المصافحة هي التي تعطي الانطباع الأول عن الشخص.

وتعتبر المصافحة غالبا مفتاحا للبداية الجيدة وهي منتشرة في الثقافات الغربية بشكل أساسي، إذا رُفضت المصافحة فإن ذلك يمكن أن يتسبب في جلبة وصخب، تماما كما حدث قبل وقت غير بعيد في برلين عندما رفض إمام مصافحة معلمة لأسباب دينية.

إذا صدقنا تفسيرات لغة الجسد فإن المصافحة يمكن أن تكشف الكثير عن الشخص المصافح ولكن هناك للأسف استهانة من قِبَل الكثيرين بالمصافحة حسب مونيكا ماتشنيج، المستشارة في لغة الجسد، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية.

وتوضح ماتشنيج في كتاب لها أن راحة اليد المتجهة لأسفل على سبيل المثال عند المصافحة تشير إلى أن صاحب هذه اليد يريد أن يكون الطرف القائد في العلاقة، فإذا أشار كف اليد إلى أعلى فإن ذلك يمكن أن يكون دليلا على الخضوع. فإذا مد شخص كفه بشكل متعامد فإن ذلك يعني أن العلاقات ستكون بين ندين. وهناك الكثير من المعايير الأخرى.

ويوصي دليل الآداب واللياقة لماتشنيج بألا تكون المصافحة لطيفة ورقيقة بشكل مبالغ فيه ولا شديدة القبض وألا تستمر أطول من اللازم، وهناك اتفاق بين العديد من هذه الأدلة على ضرورة ألا تكون المصافحة متراخية بشكل مفرط وألا تكون هناك آثار للعرق على اليد.

النرجسية وقلة الاهتمام والتركيز على الذات وعدم التعاطف مع الآخرين، كل ذلك تقرأه الخبيرة ماتشنيج من مصافحة ترامب لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبه عندما ظل ترامب يهز يد ضيفه ويربت عليها على مدى نحو 20 دقيقة من أجل إعطاء المصورين فرصة للتصوير.

وترى الخبيرة الألمانية أن ذلك يمثل حماقة سلوكية بالغة من قبل ترامب حتى إذا نظرنا إليها من الناحية الثقافية وذلك لأن اليابانيين يحرصون في مثل هذه المواقف أكثر على الإبقاء على مسافة بين الشخصين.

ويرى الخبراء أن السياسيين الذين يتصرفون بشكل فظ يحصدون أصواتا أكثر كشخصيات يقتدى بها، عكس المتوقع من وسائل الإعلام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير التعليم: دربنا كل رؤساء اللجان على فتح الأسئلة وطرق التفتيش في امتحانات الثانوية العامة