اعلان

أسامة بن زيد.. قصة أصغر قائد لجيش الإسلام

التاريخ الإسلامي يبهر الباحث والهاوي والمستنير والمستشرق بكل ما فيه من قصص وبطولات صنعت من رسالة الإسلام أسطورة على الأرض.

وبين ورقات التاريخ الإسلامي نجد أضغر قائد تولى قيادة جيش المسلمين وعمره 18 عاما فقط، وهو أسامة بن زيد أصغر قائد في عهد الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه.

بدأ الأمر في شهر صفر العام الحادي عشر للهجرة، حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم، جيشاً كبيراً كان من ضمنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغيره من كبار الصحابة رضي الله عنهم، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنه، وكان عمره حينها يقارب ثمانية عشر عاماً، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين.

خرج الجيش ونزلوا الجرف على بعد فرسخ من المدينة بسبب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأت الأخبار المقلقة ترد من المدينة عن اشتداد مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فاضطر الجيش إلى التريث حتى يعرفوا ما يقضي الله به، ولكن شاء الله أن يلتحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد ذلك بأيام، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم عظم الخطب واشتد الحال وظهر النفاق بالمدينة، وارتد من ارتد من أحياء العرب حول المدينة، وامتنع آخرون عن أداء الزكاة، وصارت الجمعة لا تقام في بلد سوى مكة والمدينة.

فلما وقعت هذه الأمور أشار كثير من الناس على أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن لا ينفذ جيش أسامة للحاجة إليه فيما هو أهم، فرفض أبو بكر الصديق رضي الله عنه  ذلك،  وقال: والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن الطير تخطفنا والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش أسامة.

وحين أصبح أبو بكر الصديق خليفة أمر أسامةَ أن يسير بالجيش إلى الوجهة التي وجهه إليها الرسول، ومشي معه أبو بكر يودعه، وأسامة راكبٌ فرسه، فقال: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: والله لا تنزل ولا أركب، وما عليَّ أن أغبر قدميَّ ساعةً في سبيل الله.

ثم ودع أبو بكر الصديق أسامةَ وأوصاه بوصية جامعة تصلح أن تكون أساساً لقوانين الحرب والجهاد عبر الزمان، حيث قال له: سيروا على بركة الله، واغزوا باسم الله، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل.

وكان خروج ذلك الجيش من أكبر المصالح فما مروا على حي من أحياء العرب إلا أرعبوا منهم، وقالوا: ما خرج هذا الجيش إلا والمسلمون في قوة ومنعة، وكان ذلك سبباً في رجوع كثير من القبائل إلى الإسلام، فغزا الجيش بلاد الروم وانتصروا وحققوا الفوز الكبير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً