اعلان

35 فتاة يؤسسن أول فرقة موسيقية بأفغانستان

لا يمكن أن يتصور أحد أن يكون مجتمعا يعاني من حربا داخلية وحصارا فرضته القاعدة على كل ما يغذي الروح من الموسيقى والسينما والمسرح والإبداع، بعد تمرده على نظام طالبان، وقمعه لحريات الرجال قبل النساء، سيخرج من رحم هذه البلد أول فرقة موسيقية والغريب أن تكون فرقة نسائية تتكون من 35 فتاة أفغانية تعزف أغاني تراثية أفغانية.

بحسب تقرير نشره موقع "ألترا صوت" فإنه حسب إحصائية تم نشرها في عام 2016، فإن 36% من الأفغانيات الأقل من 25 عامًا لا يذهبن إلى المدارس؛ لكن رغم هذه الظروف الصعبة تشكلت "فرقة زُهرة"، أول فرقة موسيقية في أفغانستان، وتواجه هذه الفرقة بعض التحديات التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل.

لإيمانهن الشديد بأهمية الموسيقى أن تحارب الافكار الظلامية وتعيد الرقي والذوق والمجد لأفغانستان، الفتيات تعلمن عزف النوتة الموسيقية بأصابعهن، ليتمكن من العزف أمام الأغنياء في مؤتمر دافوس الاقتصادي وتتراوح أعمارهن بين الثالثة عشرة والعشرين، كثيرات منهن من عائلات بسيطة، ومنهن من لم تنتم إلى عائلة من الأساس، عزفن في الحفل الختامي للمؤتمر الاقتصادي الذي يُقام كل شتاء في سويسرا، وحضره 3000 من كبار القادة في العالم.

ناجيتا خابلافاك التي تبلغ من العمر عشرين عامًا، هي قائدة الأوركسترا الأولى في البلاد، الدكتور أحمد سارماست موسيقي وعازف إحدى آلات النفخ، وهو الأب الروحي لفرقة "زُهرة".

سارماست نفسه كان ضحية هجوم ويواجه تحديًا مضاعفًا. ويؤكد أن هذه الأوركسترا "ربما هي الأولى في العالم الإسلامي" وقد نشأت من تبرعات أجنبية وبدعم من البنك الدولي. أحد التحديات الأصيلة التي استمرت حتى بعد سقوط نظام طالبان الظلامي بخمسة عشر عامًا، ما زالت ثقافة تحقير النساء واعتبار الموسيقى أمرًا شاذًا على الرغم من ثراء الثقافة الأفغانية.

تعتقد الفتيات أن نموذجهن الملهم كامرأة هي ميشيل أوباما، ويرى الدكتور سارماست أن هؤلاء الفتيات هن أفضل سفيرات لتقديم الإرث الثقافي والموسيقي لأفغانستان في العالم.

إحداهن، وهي ظريفة ديبا، عازفة الكمان، عزفت مع المعهد الوطني للموسيقى في صالة كارنيجي هول في نيويورك. وأخرى تسمى "هزارا"، وهي من الأقلية الشيعية في أفغانستان، تنقل لهن الشعور بالسلام بابتسامتها الهادئة أثناء جو العزف المفعم بالجدية. تقول ظريفة: "العيش في أفغانستان اليوم معناه أن يحاصرك الخوف والتساؤل: أين سيكون التفجير التالي؟ ومع الموسيقى فإن الخوف أشد"، لكن والدة ظريفة التي لم تذهب يومًا للمدرسة تقول: "إن الجيل الجديد عليه أن يأخذ بزمام المبادرة، وأن يغير العقلية السائدة بمبادراته".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً